اليوم العالمي للمسنين.. رحلة معاناة 6.5 مليون عجوز في مصر

اليوم العالمي للمسنين.. متى يحصلون على حقوقهم في مصر؟
نسبة الأمية بين المسنين في الفئة العمرية من سن 60 عاما فأكثر بلغت نحو 68.8%- مصر في يوم

اليوم العالمي للمسنين يحتفل به العالم في الأول من أكتوبر من كل عام، وهو يوم الوفاء للمسن، وذلك بهدف تسليط الضوء على المشاكل التي تواجه كبار السن، وللتذكير بما أنجزه هؤلاء للمجتمع، حينما كانوا شبابا وأكثر قدرة على العمل والإنتاج والعطاء، وربما للفت الانتباه أن عجلة الزمن التي أوصلتهم إلى تلك المرحلة المتقدمة من العمر لن تتوقف، وسيمر عبرها الجميع.

وتنص المادة (83) من الدستور المصري في 2014: على أنه “تلتزم الدولة بضمان حقوق المسنين صحيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وترفيهيا، وتوفير معاش مناسب يكفل لهم حياة كريمة، وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة وتراعي الدولة في تخطيطها للمرافق العامة احتياجات المسنين، كما تشجع منظمات المجتمع المدني على المشاركة في رعاية المسنين، وذلك على النحو الذي ينظمه القانون”.

ورغم هذا النص الواضح والعبارات الجيدة التي تلزم الدولة ببذل الجهود لصالح رعاية كبار السن، فإن الواقع يظهر أزمات ومعاناة يعيشها المسنون في مصر.

معاناة المسنين

مسنون ومنسيون، ربما كانت تلك أهم معاناة يتعرض لها المسن على مستوى أسرته وفي المجتمع المصري، بالتزامن مع اليوم العالمي للمسنين.

حتى الدور الذي يفترض أن تقوم به وزارة التضامن الاجتماعي لمساعدة المسن بات يقف حائلا أمام رعايته، إذ تشترط الوزارة أسعارا خيالية لدور الرعاية الحكومية تبدأ من 1000 جنيه شهريا، وحينها يضطر لأن يهيم على وجهه في الشارع طليقا ومشردا.

ويقول مراقبون: إن دور المسنين في مصر مختلفة ومتفاوتة، وعلى سبيل المثال، كانت تكلفة الإقامة في إحدى دور المسنين الخاصة بالدقي تصل إلى 2500 جنيه شهريا قبل تعويم الجنيه، ثم تضاعفت أسعارها.

فيما قال مسئول بإحدى دور الرعاية بشبرا: إن الدار تقدم الرعاية للمسنين من خلال تقديم الطعام والشراب وتلبية الاحتياجات الخاصة لهم وفق الإمكانيات المتاحة والتي تختلف من دار إلى دار، مشيرا إلى ارتفاع سعر المعيشة داخل الدار بعد تعويم الجنيه، وأن الوضع أصبح صعبا.

من جهته قال أحمد مهران، أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية: إن الأعراف والقوانين تنص على استقبال المسنين بدون مقابل في حالة الطوارئ، ولكنه لا يوجد دار تقدم خدمات لهم بدون مقابل مادي يكفل استمرار عمل تلك الجمعيات.

6.5 مليون مسن

ومن بين عشرات القصص التي رواها متطوعون عن معاناة المسنين، يبدو أن أكثر مشاكلهم إلحاحا هي الوحدة المقيتة والفراغ القاتل.

ووفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن عدد المسنين في مصر بلغ 6.5 ملايين مسن، منهم: 3.5 ملايين ذكور، 3 ملايين إناث، بنسبة 6.7% من إجمالي السكان.

كما كشف تقرير إحصائي عن الجهاز أن نسبة الأمية بين المسنين في الفئة العمرية من سن 60 عاما فأكثر بلغت نحو 68.8% خلال عام 2017.

وأكد التقرير أن نسبة الحاصلين منهم على شهادات محو الأمية بلغت 6.6%، بينما ارتفعت نسبة الحاصلين على مؤهل متوسط إلى 6.6%، وعلى مؤهل جامعي فأعلى 9.6%.

رفيق المسن

ولعلاج بعض تلك المشكلات، وقعت وزارة التضامن الاجتماعي، بروتوكول تعاون لتفعيل مشروع رفيق المسن، مع معهد علوم المسنين بجامعة بني سويف وعدد من الجمعيات العاملة في مجال المسنين، والتنسيق بين الأطراف المعنية لتدريب 150 رفيق مسن على مستوى النطاق الجغرافي للمشروع.

ويستهدف تقديم خدمة للمسن غير القادر صحيا على رعاية نفسه، وتحقيق احتياجاته الأساسية، وتوفير الرعاية المنزلية للمسن داخل الأسرة باعتبارها أفضل من الرعاية داخل المؤسسات الإيوائية.

وأوضحت الوزارة أهداف المشروع وهي كالتالي:

  • توفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية للمسنين داخل أسرهم أو داخل المؤسسات الإيوائية.
  • تدريب شباب الخريجين من الجنسين على خدمة المسنين في إطار من منهج تدريبي منظم وموحد وشامل لإعداد وتأهيل جليس المسن.
  • تشجيع الجمعيات على العمل في المشروع.
  • توفير قاعدة بيانات متكاملة لتوفير خدمة رفيق المسن وتأهيل وتدريب 150 رفيق مسن.

وأشارت وزارة التضامن إلى أن الشباب الذين سيجرى تدريبهم على هذه المهنة سيؤمن عليهم صحيا واجتماعيا، كما سيتقاضون راتبا جيدا.

اليوم العالمي للمسنين

وفي اليوم العالمي للمسنين وجهت اليوم غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، تحية تقدير وإعزاز لكبار السن في يومهم، وكشفت عن الجهود التي تقدمها للمسنين في مجال الرعاية الاجتماعية والمالية والتنموية ومنها:
  • إنشاء دور رعاية لكبار السن.
  • افتتاح أندية رعاية نهارية للمسنين.
  • افتتاح مكاتب خدمة للمسنين بالمنازل.
  • إعداد وتأهيل خدمة جليس للمسنين.
  • افتتاح وحدات للعلاج الطبيعي لكبار السن.
  • الاحتفال السنوي بيوم المسنين.
  • مشروعات لمحدودي الدخل منحة لا ترد.
  • قروض لإقامة مشروعات.
  • تقديم قروض للمرأة الريفية المسنة لإقامة مشروعات تساعدها على رفع مستوى معيشتها.
  • منح معاش ضماني لكبار السن ممن لا يتقاضون معاشا تأمينيا وليس لديهم مصدر للدخل.
  • منح مساعدات شهرية من مؤسسة التكافل لكبار السن غير القادرين ماديا.
  • منح قروض بشروط ميسرة من مشروعات الأسر المنتجة وبنك ناصر الاجتماعي لتشغيل مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر.
  • استخراج بطاقة تموينية لأصحاب معاش الضمان الاجتماعي وأسرهم.
  •  تطوير شبكات الأمـان الاجتماعـي ببرنامج “كرامة” بمنح معاش للمسنين بداية من عمر 65 عاما أو لمن يعانون من عجز أو مرض مزمن.

وأوضحت وزارة التضامن الاجتماعي تطوير مؤسسات الرعاية الاجتماعية “أيتام – مسنين” لتحسين الوضع المعيشي والاجتماعي بها، ورصد 23 مليون جنيه للمشروع، خصص منها 10 ملايين و927 ألف لتطوير دور المسنين.

ووضع متخصصون أفكارا للاحتفال باليوم العالمي للمسنين، منها تنظيم حملات للتوعية الوقائية والعلاجية لكبار السن، وتنظيم دورات تثقيفية ترفيهية لهم، وتقديم هدايا رمزيه بسيطة.

ولكن تبقى معاناة المسنين في مصر تبحث عن حلول حقيقية والمتمثلة في دور الرعاية، وتوفير العلاج والرعاية الصحية، ودمجهم في المجتمع وعدم تهميشهم، بالإضافة لإزالة أمية الكثيرين منهم.

عمر الطيب

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *