المؤبد لمختطف الطائرة المصرية من برج العرب.. محطات مثيرة

مختطف الطائرة المصرية
حكم بالمؤبد على مختطف الطائرة المصرية من برج العرب إلى قبرص - مصر في يوم

استحوذت واقعة اختطاف الطائرة المصرية من مطار برج العرب إلى قبرص على اهتمام الرأي العام، على مدار أكثر من ثلاث سنوات، مرت خلالها بمحطات مثيرة إلى أن أسدلت محكمة جنايات الإسكندرية الستار عليها اليوم بالحكم بالسجن المؤبد على المتهم بخطفها.

وترجع أحداث واقعة اختطاف الطائرة المصرية من مطار برج العرب بالإسكندرية، إلى 29 مارس 2016 عندما سيطر سيف الدين مصطفى، على طائرة كانت تقوم برحلة داخلية بين الإسكندرية والقاهرة، وعلى متنها 81، بينهم 15 شخصا هم أفراد طاقم الطائرة.

وادعى مصطفى ارتداءه حزاما ناسفا، وهدّد بنسف الطائرة، وتفجيرها، وأمر الطيار بتغيير مساره إلى مطار لارناكا في قبرص.

مختطف الطائرة المصرية

واتضح فيما بعد أنه يرتدي حزاما وهميا، يتكون من مجموعة من الأسلاك، واستمرت هذه الأزمة ست ساعات مع السلطات القبرصية على مدرج مطار لارناكا، انتهت بسلام، إذ جرى الإفراج عن جميع الركاب.

وعلى مدار ستة أشهر، أُجريت الاتصالات بين مصر وقبرص لتسليم المتهم بخطف الطائرة المصرية، لمحاكمته أمام القضاء المصرى، إذ طلب الإنتربول المصري تسليم المتهم لمصر.

وفي 30 سبتمبر 2016، قضت محكمة قبرصية بتسليم سيف الدين مصطفى إلى السلطات المصرية لمحاكمته بتهمة اختطاف طائرة مدنية.

وفي أغسطس 2018، وصل المتهم البالغ من العمر، 60 عاما، مُرحَّلًا من دولة قبرص على متن طائرة مصر للطيران، رحلة رقم 742 القادمة من لارناكا، وجرى خروجه وسط حراسة مشددة من صالة 1 بمطار القاهرة القديم، ليبدأ التحقيق معه أمام القضاء المصري.

وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، من خلال اعترافات المتهم، وفحص كاميرات المراقبة بمطار برج العرب الدولي، والاطلاع على المضبوطات، عن قيام المتهم بالاستيلاء على الطائرة المصرية – رحلة رقم 181 – التي أقلعت بتاريخ 29 مارس 2016، في الساعة السادسة والنصف صباحا من مطار برج العرب بمحافظة الإسكندرية إلى ميناء القاهرة الجوي.

وجرى استجواب المتهم 15 ساعة متواصلة، حاول فيها تغيير أقواله، وادعاء المرض النفسي، خصوصا بعد مرور وقت كبير على التحقيقات، وشعوره بالإرهاق.

وذكر المتهم أن لديه رغبة في رؤية طليقته التي انفصل عنها منذ عدة سنوات، وألقى لها برسالة من الطائرة المصرية قبل الإفراج عن المحتجزين، فيما أكدت طليقته أنها لن تفكر في العودة إليه مرة أخرى، إذ قضت معه أسوأ أيام حياتها، ثم سلم المتهم نفسه للسلطات القبرصية.

وتابع: “بعد إقلاع الطائرة بفترة قصيرة قمت من مقعدي، وأخبرت الركاب أن معي حزاما ناسفا، وأخبرت المضيفة أني أريد رؤية كابتن الطائرة، لأخبره بالتوجه لليونان أو تركيا، بدلا من مطار القاهرة، ويغير خط سيره، وبعد دقائق أكدت له المضيفة أن الوقود غير كافٍ بالطائرة، والمتاح أن يهبط في مطار قبرص”.

وبحسب التحقيقات، فإن المتهم مسجل خطر جنائي في 16 قضية متنوعة، منها: تزوير، وسرقات مساكن، وانتحال صفة، ومخدرات، وإصدار شيكات دون رصيد، وآخر القضايا التي كان متهما فيها تحمل رقم 25616 لسنة 2007 جنح مصر القديمة.

وسبق فصله عندما كان طالبا في كلية الحقوق جامعة بيروت بالإسكندرية، وأسس شركة وهمية، تحمل اسم “سيف الدين لتوريدات السلع الغذائية”.

وسبق اعتقاله جنائيا ثلاث مرات، وصدر حكم بحبسه عام 2010، إلا أنه هرب في أحداث ثورة 25 يناير 2011، ثم سلم نفسه عام 2014، وقضى فترة العقوبة، وأُفرج عنه عام 2015.

وكان النائب العام السابق نبيل أحمد صادق، أمر بإحالة المتهم سيف الدين مصطفى إمام للمحاكمة الجنائية، في القضية رقم 4170 لسنة 2016 جنايات العامرية ثان، التي اشتهرت إعلاميا بـ”اختطاف الطائرة المصرية”، لاتهامه بالاستيلاء بالتهديد والترويع على وسيلة من وسائل النقل الجوي، وتعطيله سيرها عمدا، وخطفه، واحتجازه، وحبسه لركابها وأفراد طاقمها.

فيما طالب المدعي بالحق المدني بتعويض مبدئي قدره 101 ألف جنيه، وذكرت شركة مصر للطيران أنها تعرضت لخسائر قدرها 88 ألفا و500 دولار.

وبدورها حدّدت الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات الإسكندرية، 27 يناير الماضي، موعدا لبدء أولى جلسات محاكمة خاطف الطائرة المصرية.

وقضت اليوم، محكمة جنايات الإسكندرية، بمعاقبة المتهم بـ”اختطاف الطائرة المصرية” إلى قبرص بالسجن المؤبد، صدر الحكم برئاسة المستشار عبد العزيز محمود سالم، رئيس المحكمة، وعضوية المستشاريْن: حسام محمد حسن، والمستشار عبد الكريم شامخ، وأمانة سر أحمد عبد الوهاب.

وقائع سابقة

وتعد واقعة اختطاف الطائرة المصرية التي شهدت اليوم آخر أحداثها الثالثة من نوعها، إذ اختُطِفَت طائرة مصرية في 18 فبراير من عام 1978 على متنها عدد من الرهائن، واختارت المطار نفسه للهبوط.

واختلف الأمر عن واقعة اليوم، إذ لم تفلح الحكومة القبرصية في حل للأزمة، ما دفع الرئيس الراحل أنور السادات، لاتخاذ قرارٍ بإرسال فرقة من القوات الخاصة المصرية لإنقاذ الرهائن.

واستسلم خاطفو الطائرة، لكن المعلومات حول مصيرهم تضاربت، وبسبب ذلك توترت العلاقات بين مصر وقبرص، خاصة بعد احتجاز قبرص لبعض عناصر القوات الخاصة المصرية، وحدثت مفاوضات مع الحكومة القبرصية، انتهت بالإفراج عنهم.

وفي 23 نوفمبر 1985، جرى اختطاف طائرة مصر للطيران رحلة 648  بعد مرور 10 دقائق من إقلاعها من مطار القاهرة في طريقها إلي أثينا باليونان، وأجبر ثلاثة أشخاص قائد الطائرة على تغيير وجهتها إلي مطار لوكا الدولي بمالطا

وظلّت مصر بقيادة الرئيس الأسبق، حسني مبارك، تضغط على الحكومة المالطية لإنهاء العملية لكن مالطا لم تستجب.

وأرسلت مصر فرقة من الوحدة 777، التابعة للقوات الخاصة المصرية إلي مطار “لوكا” بمالطا، وقررت القيادة السياسية المصرية الموافقة على اقتحام الطائرة، وتحرير الرهائن.

وقامت القوة المصرية، بعملية الاقتحام  من خلال أبواب الطائرة وأبواب الأمتعة، وعندما أحس الخاطفون أن عملية الاقتحام قد بدأت، قاموا بإلقاء قنابلهم، وإطلاق النار عشوائيا على الركاب وعلى القوة المهاجمة، مما أدى إلى سقوط 56 قتيلا، من أصل 88 شخصا كانوا على متن الطائرة، إضافة إلى اثنين من طاقم الطائرة، وأحد الخاطفين بعد الاقتحام.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *