في اليوم العالمي للغات الإشارة.. ما أوضاع الصم والبكم في مصر؟

في اليوم العالمي للغات الإشارة.. ما أوضاع الصم والبكم في مصر؟
أعداد الصم والبكم في مصر تبلغ 3 ملايين شخص- مصر في يوم

تتجه الأنظار نحو أوضاع الصم والبكم في مصر بالتزامن مع إحياء العالم في 23 سبتمبر، اليوم العالمي للغات الإشارة، تحت شعار: حقوق لغة الإشارة للجميع، والذي يعترف بأهمية الحفاظ على لغات الإشارة كجزء من التنوع اللغوي والثقافي ويؤكد على ضرورة التواصل مع مجتمعات الصم، كأحد المتطلبات الأساسية لحقوق الإنسان لتلك الفئة.

ووفقا للاتحاد العالمي للصم، يوجد في مصر نحو 7.5 ملايين نسمة من الصم والبكم، يمثلون 10% من الصم والبكم في العالم، والذين يقدر عددهم على مستوى العالم بـ72 مليون شخص، أكثر من 80% منهم يعيشون في البلدان النامية.

فيما تشير آخر إحصائية أصدرتها المنظمة المصرية لمتحدي الإعاقة عام 2000 أن أعدادهم في مصر تبلغ 3 ملايين شخص.

لغة الإشارة

وقبل الحديث عن أوضاع الصم والبكم في مصر ننوه أن لغة الإشارة تعتبر من أقدم وسائل التواصل والتخاطب للصم والبكم، وقد ظهرت في إسبانيا في القرن 17 للتعامل مع من لا يملكون القدرة على الكلام والسمع.

كما أنها تعتبر من اللغات التي تستخدم فيها لغة اليدين بإشارات محددة، وتكون الإشارات تبعا لكل حرف من الحروف الأبجدية، ومن خلالها يمكن تكوين جمل.

ولغة الإشارة ليست قاصرة فقط على حركة اليدين، فهي تشمل تعابير الوجه، وحركة الشفاه والتعابير بحركة الجسم.

وسيلة مهمة

ولغات الإشارة هي لغات طبيعية تختلف عن اللغات المنطوقة، وهي لغة دولية أيضا وإن كان لكل بلد لغة إشارة خاصة بها تختلف عن باقي الدول، وهي انعكاس لتاريخ وثقافة وعادات المجتمع والبيئة التي يعيش فيها الأصم.

وترجع أهميتها لأنها تعمل على التواصل بين الصم والبكم والناس، وتنقل المشاعر المتبادلة بينهم، كما أنها تساعد على التعبير عن حاجاتهم، وتعمل على تطور العلاقات الاجتماعية والمعرفية والثقافية للأفراد.

وقد أشار أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة له بهذه المناسبة، إلي أن لغات الإشارة تعد وسيلة مهمة للفرد للتعبير عن نفسه والتواصل مع الآخرين، والمشاركة في جميع جوانب المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، كما أن استخدامها ضروري لضمان الوصول إلى المعلومات والخدمات، بما في ذلك أثناء حالات الطوارئ، وكذا إعمال حقوق الإنسان لأكثر من 70 مليون شخص من الصم في جميع أنحاء العالم.

الصم والبكم في مصر

وتحتفل مصر في الأسبوع الأخير من شهر أبريل كل عام بأسبوع الصم والبكم في مصر، حيث يجرى التركيز على حقوق الصم والبكم والتوعية الصحية بأسباب فقدان السمع وضعفه، وكيفية علاجه وكيفية التشخيص.

وبخصوص ذلك يوضح الدكتور زكريا فايق، استشارى الأنف والأذن والحنجرة، أن فقدان وضعف السمع يحدث للأطفال عند الولادة أو عند الكبار، ومن أسباب ذلك:

  • إصابة الأم أثناء فترة الحمل بالتهابات فيروسية وبكتيرية مثل: الحصبة الألماني، والتي تؤثر على العصب السمعي.
  • الأسباب الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب.
  • كثرة التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
  • التعرض للضوضاء المرتفعة من الميكروفونات ذات الصوت الصاخب.
  • العمل في مهن بها أصوات ماكينات صاخبة مثل الحدادة، قد يسبب فقدان السمع بشكل تدريجي أو ضعفه.
  • استخدام الأدوية الضارة بالعصب السمعي، مثل: بعض المضادات الحيوية التي بها مواد فعالة وهي: الاستربتومايسين، كانا ميسين، الجنتاميسين.
  • استخدام الأسبرين لفترات طويلة.
  • ارتفاع ضغط الدم والسكر يؤدي إلى ضعف الأعصاب ومن بينها العصب السمعي.
  • انخفاض الضغط والسكر المفاجئ أيضا يؤدي إلى ضعف وفقدان السمع.
  • الإصابة المباشرة للرأس مثل: الحوادث أو الصفعات.

قصة نجاح أم فشل؟

أما عن تأهيل وتعليم الصم والبكم في مصر فيوجد عدد من المدارس في مصر تتجاوز 300 مدرسة، تتنوع ما بين ابتدائي وإعدادي وثانوي، لكنها تركز في تعليمها بحسب نادية عبد الله، رئيس المؤسسة المصرية لحقوق الصم ومترجمي لغة الإشارة، على المهن التي تتناسب مع ضعاف السمع وتهمل الجانب التعليمي.

مشيرة إلى أنه لا توجد فرصة لهذه الفئة في الالتحاق بالجامعات، وطالبت عبد الله بأن تكون هناك دورات تدريبية للأصحاء لفهم لغة الإشارة للتعامل مع هذه الفئة الكبيرة في المجتمع.

بينما يقول خبراء: إن من خصائص هذه الفئة أنها تواجه صعوبة في عملية التكيف الاجتماعي، فتقل قدراتها على تحمل المسئولية إلى جانب عدم النضج والعناد والتمرد وسرعة الغضب والخوف من المستقبل، والشعور بالنقص، والتأخر في التحصيل الدراسي.

فيما يشير مصطفى عبد الحكيم، مدير مدرسة الأمل الإعدادية الثانوية المهنية للصم وضعاف السمع، إلى أن من الأسباب التي تؤدي لعدم التحاق بعض هؤلاء بالتعليم: الفقر، فيلجأون للعمل، وأحيانا يكون التسرب من التعليم نتيجة طول المسافة أو عدم اهتمام الأهل.

أما أحمد آدم، مستشار التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، فأضاف: أن من المشاكل التي قد يعانى منها الأصم، الأمية، بالرغم من التحاقه بالتعليم، ويرجع ذلك إلى ضعف الاهتمام بهم ثقافيا.

موضحا أن وزارة التعليم تعمل على حل هذه المشكلة عن طريق تدريب وتحسين قدرات الكادر التعليمي على مستوى الجمهورية، مع فكرة عمل قاموس إشاري أكاديمي موحد على مستوى المدارس، وخطة لتعميم التابلت على الطلاب.

فى المقابل تستقبل كلية التربية النوعية جامعة عين شمس الدفعة الثالثة من طلاب الصم والبكم في مصر، حيث بلغت الدفعة الأولى 30 طالبا جرى إلحاقهم بأقسام التكنولوجيا والاقتصاد المنزلي والتربية الفنية، كبادرة أمل.

عمر الطيب

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *