خسارة البورصة 36 مليار جنيه.. أسباب سياسية واقتصادية

بين السياسة والاقتصاد.. ما أسباب خسارة البورصة اليوم 36 مليار جنيه؟
تعليق التداول لمدة 30 دقيقة، بعد هبوط مؤشر "إيجي إكس 100" بنسبة 5%- مصر في يوم

“المصريون متخوفون من أحداث سياسية قادمة وبالتالي دخلوا في موجة عنيفة من البيع اليوم”.. بهذه الجملة كشف مصطفى نور الدين، خبير أسواق المال، السبب الرئيس الذي أدى إلى خسارة البورصة اليوم حوالي 36 مليار جنيه.

وبختام تعاملات بداية جلسات الأسبوع، تراجعت مؤشرات البورصة المصرية كافة، بضغوط مبيعات المتعاملين المصريين والعرب، وتراجع رأس المال السوقي بقيمة 35.7 مليار جنيه ليصل إلى مستوى 702.302 مليار جنيه.

وفي بيانها، أوضحت البورصة المصرية تعليق التداول لمدة 30 دقيقة، بعد هبوط مؤشر “إيجي إكس 100” بنسبة 5% لأول مرة منذ نوفمبر 2016.

خسارة البورصة اليوم

وخلال جلسة تداول اليوم، ظهرت موجات عنيفة من مبيعات الأفراد المصريين والأجانب والمؤسسات المصرية والعربية بقيمة 50.8 مليون جنيه، 14 مليون جنيه، 53 مليون جنيه، 51.9 مليون جنيه، فيما مال صافي تعاملات الأفراد العرب والمؤسسات الأجنبية للشراء بقيمة 2 مليون جنيه، 167.7 مليون جنيه، على التوالي.

وسجلت تعاملات المصريين 74.72%، والأجانب 14.82%، والعرب 10.45%، والمؤسسات 39.51%، وكان باقي المعاملات من نصيب الأفراد بنسبة 60.48%، فيما بلغ حجم التداول على الأسهم 232.3 مليون ورقة مالية بقيمة 837 مليون جنيه، عبر تنفيذ 25.8 ألف عملية لعدد 179 شركة.

وبختام التعاملات وخسارة البورصة اليوم ما يقرب من 36 مليار جنيه، هوت أسهم 157 شركة، ولم تتغير مستويات 19 شركة، فيما ارتفعت أسهم 3 شركات فقط، وتراجعت المؤشرات كافة تراجعا حادا على النحو التالي:

  • هبط مؤشر “إيجي إكس 100” بنسبة 5.68% ليغلق عند مستوى 1358 نقطة.
  • تراجع مؤشر “إيجي إكس 30” بنسبة 5.32% ليغلق عند مستوى 13958 نقطة.
  • هبط مؤشر “إيجي إكس 50” بنسبة 6.88% ليغلق عند مستوى 1966 نقطة.
  • انخفض مؤشر “إيجي إكس 30 محدد الأوزان” بنسبة 6.06% ليغلق عند مستوى 16804 نقاط.
  • نزل مؤشر إيجي إكس 30 للعائد الكلي بنسبة 6.46% ليغلق عند مستوى 5129 نقطة.
  • تراجع مؤشر “إيجي إكس 70” بنسبة 5.66% ليغلق عند مستوى 509 نقاط.

خسائر سياسية أم اقتصادية؟

وتأتي خسائر السوق بعد دعوات للاحتجاج والتظاهر من قِبل عدد من المحتجين في القاهرة مساء يوم الجمعة الماضي، إذ استهلت البورصة تعاملاتها في المنطقة الحمراء، وسارعت إلى تعزيز خسائرها لتصل بنهاية الجلسة إلى 5.68%.

ودعا محمد علي، مقاول وفنان، إلى الخروج في مظاهرات ضد السيسي اعتراضا على طريقته في حكم وإدارة البلاد، ونشر العديد من الفيديوهات التي يحكي فيها مغالطات إدارية وفساد وسرقات ونهب للمال العام.

ويعلق المحلل المالي، نادي عزام، على خسارة البورصة اليوم 35.7 مليار جنيه، قائلا: “لا يوجد أي مبرر لهذا الهبوط والخسائر القياسية، كان من المتوقع أن تتراجع المؤشرات، لكن ليس إلى هذا الحد، ما يحدث في البورصة المصرية أمر غير طبيعي”.

وأشار عزام، في اتصال هاتفي مع “إندبندنت عربية”، إلى أن خسائر اليوم “صعبة للغاية، ولا تبشر بأي صعود للمؤشرات خلال الجلسات المقبلة”، مضيفا أنه كان على إدارة البورصة المصرية أن تتدخل بأي طريقة لوقف هذا النزيف حتى لا تتحول البورصة إلى “سوق طاردة للاستثمار والمستثمرين”.

وكشف عزام عن خسائر جديدة قادمة، حيث توقع أن تشهد “نزولا إجباريا خلال الجلسات المقبلة، بسبب قيام شركات السمسرة المالية بتسوية أوضاع المتعاملين معها”، والتي ستضطر إلى البيع العشوائي على جزء من الأسهم لتغطية “المارغن”، وبالتالي تواجه السوق “خسائر جديدة”.

من جانبها، كشفت حنان رمسيس، خبيرة الأوراق المالية، عن السبب الأكبر في خسارة البورصة اليوم 35.7 مليار جنيه، قائلة: “لا ننكر أن هناك عدم رضا شعبي ووجود بعض المشاكل التي تحاول الحكومة حلها بشكل جذري، لكن المغرضين كان لهم الأثر الأكبر”.

مظاهرات وغضب شعبي

وأوضحت خبير الأوراق المالية أن البورصة لم تتوقف مؤشراتها بهذا الشكل منذ ثورة يناير 2011، وذلك بالتزامن مع الأحاديث مؤخرا عن عدم استقرار سياسي، وأن هذه الخسائر تؤثر في الاقتصاد المصري، فكل انخفاض في رأس المال السوقي يتسبب في خروج مصر من أحد المؤشرات الدولية.

بدوره قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة “نعيم” للوساطة في الأوراق المالية، إن التراجع يعود لأسباب إقليمية تتعلق بالاضطرابات في المنطقة، فضلا عن مخاوف المستثمرين من تفاقم الاحتجاجات الداخلية.

فيما أرجع عمر الألفي، مدير إدارة البحوث بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية، خسارة البورصة اليوم ما يقرب من 36 مليار جنيه، إلى عدم وضوح الرؤية للمستثمرين المصريين والعرب تجاه المظاهرات الأخيرة، الأمر الذي دفعهم إلى البيع بشكل عنيف.

البورصة المصرية

وبخلاف خسارة البورصة اليوم 35.7 مليار جنيه، تراجعت مؤشراتها خلال الأسبوع الماضي، لتخسر 17 مليارا و175 مليون جنيه من رأس مالها السوقي، وتصل إلى مستوى 738.029 مليار جنيه.

كما بلغت خسائر البورصة نحو 23 مليار جنيه، في ختام تعاملات الثلاثاء قبل الماضي، مع إغلاق رأس المال السوقي عند مستوى 751.582 مليار جنيه، بعد شطب شركة جلوبال تليكوم، التي يتجاوز رأس مالها 20 مليار جنيه.

وخلال الربع الثاني من العام الحالي، شهدت أغلب جلسات البورصة تراجع المؤشرات الرئيسية، إذ خسرت نحو 60.4 مليار جنيه، وتراجع رأس المال السوقي لأسهم الشركات بنسبة 7.4% إذ بلغ 756.1، مقابل 816.6 خلال الربع السابق له.

يذكر أن هذه أول خسارة حادة للبورصة منذ خسارة (الثلاثاء الأسود) الذي شهدته البورصة المصرية خلال العام 2010، حينما خسرت السوق نحو 348 نقطة على خلفية المخاوف من امتداد أزمة اليونان إلى القطاع المصرفي في منطقة اليورو.

عبد الله محمد

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *