بين البنات والبنين.. لماذا يختلف تنسيق جامعة الأزهر؟

بين البنات والبنين.. لماذا يختلف تنسيق جامعة الأزهر؟
نتيجة تنسيق جامعة الأزهر في كليات القمة مختلفة ومتفاوتة بين تنسيق البنين البنات - مصر في يوم

عام يضيع من عمر طالبة الأزهر، وعدة آلاف من الجنيهات يخسرها أهلها، إن كانت من المتفوقات اللاتي يرغبن في الالتحاق بما يسمى “كليات القمة” ولا ينصفها تنسيق جامعة الأزهر، الذي يطالبها غالبا بإحراز مجموع أعلى من مجموع البنين للالتحاق بنفس الكلية.

ففي 12 من الشهر الجاري، أُعلنت نتيجة تنسيق جامعة الأزهر الشريف للقبول بالكليات الأزهرية في القاهرة والأقاليم للعام الجامعي 2019 / 2020، بعد يوم واحد من غلق باب التسجيل أمام المتخلفين من طلاب الدور الأول، بالإضافة للناجحين من طلاب الدور الثاني.

وقال يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب: إن 97 ألف طالب وطالبة سجلوا رغباتهم في المرحلتين الأولى والثانية للقبول بجامعة الأزهر.

وكان الشيخ صالح عباس، وكيل مشيخة الأزهر، قد اعتمد في 14 يوليو الماضي نتيجة الثانوية الأزهرية لعام 2019، وجاءت نسبة النجاح فيها 49.98%.

تنسيق جامعة الأزهر

وجاءت نتيجة تنسيق جامعة الأزهر في كليات القمة، مختلفة ومتفاوتة بين تنسيق البنين وتنسيق البنات، أو فرعي جامعة الأزهر للبنين والبنات، وهو ما يلاقي اعتراضا من جانب البنات وأولياء أمورهن، وهذه بعض الفروقات بين تنسيق الكليات:

الحد الأدنى للقبول شعبة علمي:

  • طب القاهرة: 628 درجة للبنات، و621 درجة بنين.
  • طب أسنان القاهرة: 623 درجة بنات، و615 درجة بنين.
  • هندسة القاهرة: 606 درجات بنات، و593 درجة بنين.
  • طب دمياط: 625 درجة بنات، و618 درجة بنين.
  • طب بنات أسيوط: 622 درجة بنات، و616 درجة بنين.

فيما تشابه تنسيق أغلب الكليات الأدبية للبنات والبنين كالتالي:

  • ترجمة فورية: 548 درجة.
  • لغات وترجمة إنجليزي: 533 درجة.
  • اللغات والترجمة دراسات إسلامية: 559 درجة.
  • صيدلة القاهرة: 619 درجة.

اللجوء للقضاء

الاختلاف والتفاوت يدفع الكثير من الطالبات الراغبات في كليات أعلى من مجموعهن في تنسيق البنات، رغم أن نفس المجموع يصلح مع البنين، للبحث عن حل قانوني عن طريق القضاء.

إذ إن طالبات الأزهر اللاتي أصبن بالصدمة، يتساءلن عن التفرقة الموجودة بين البنين والبنات في تنسيق جامعة الأزهر وكلياته، وكيف يمكن أن يلتحقن بكليات القمة.

ويكشف مختص في هذه القضايا خلال السنوات السابقة عن الحل القانوني قائلا: “يمكن لهؤلاء الطالبات الحصول على الكليات التي التحق بها البنون بسبب فارق التنسيق في كليات القمة، من خلال رفع قضية مستعجلة على الجامعة للمطالبة بالمساواة بين البنين والبنات في التنسيق بالكليات”.

ويضيف: “وبعد رفع هذه القضية تأخذ الطالبة الحكم خلال ستين يوما على الأكثر وبتكلفة مالية تتراوح من خمسة آلاف إلى عشرة آلاف جنيه، وتتمكن الطالبة بعد الحصول على الحكم من الالتحاق بالكلية التي ترغب فيها بناء على مجموعها وبالتساوي مع تنسيق كلية البنين المناظرة”.

أسباب التفاوت

وحول أسباب ارتفاع تنسيق البنات عن البنين لنفس الكليات لما يقارب 10 درجات، تقول “خلود .ع”، طالبة صيدلة أسيوط من الدقهلية: “لقد حاولنا كثيرا إيصال وجهة نظرنا وشكوانا لأصحاب الكلمة، لكن المبررات دائما ما تكون مقنعة، فالمبرر الأول أن الأعداد كبيرة جدا مقارنة بأعداد البنين”.

وتوضح الطالبة أن كثرة الطالبات وارتفاع المجاميع مع قلة الكليات المستقبلة من الأسباب الرئيسية قائلة: “والثاني كون الفتيات يحصدن أعلى الدرجات فيرفعن سقف التنسيق الخاص بهن، ولا يذكر أحد قلة الكليات المستقبلة لنا”.

رد الأزهر

بدوره، يبرر حسام شاكر، المتحدث باسم جامعة الأزهر، الموقف، بأن لكل كلية متطلبات من حيث عدد المقاعد وسوق العمل، فلكل طالب كرسي، لذا تقبل بأعداد محدودة.

ويقر شاكر بأن عدد كليات البنات قليل، لكن جرى إنشاء فروع لكليات البنات جديدة بالعام الماضي، ولذلك “لا مشكلة أبدا”، وعدد الطلبة يتغير كل عام.

ويؤكد عبده فتحي، خريج جامعة الأزهر، على أسباب المشكلة قائلا: “إننا في الأزهر حالة خاصة، ففي الثانوي العام توحد درجات القبول وتتساوى الفرص، لاختلاط كلا الجنسين، أما الأزهر ولعدم الاختلاط يحدث الخلل خاصة في الكليات العملية”.

ويضيف فتحي: “أما باقي الكليات فنجد الفارق طفيفا وغير ملحوظ، وقلة كليات البنات تؤدي لحجز الأماكن للأفضلية فتزيد المنافسة بينهن، مع صعوبة المواد المقررة عليهن، وعلى الجانب الآخر هناك كلية تمريض خاصة بالبنات ولا مثيل لها للبنين، لكن البنات مظلومات والسبب كثرة عددهن مقارنة بالكليات الموجودة لهن”.

مطالبة بالمساواة

من جانبه يقول الكاتب الصحفي سعيد الخولي، في مقال له بجريدة أخبار اليوم، نُشر الاثنين الماضي: “رغم النص الصريح في دستور 2014 على المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين ـ بغض النظر عن جنسهم أو عقيدتهم ـ إلا أن الأمر يختلف تماما عندما تصل طالبة الأزهر إلى نهاية دراستها الثانوية”.

ويضيف الخولي: “المسكينة تجد نفسها إزاء مأزق يضرب أحلامها في مقتل فيأخذ بيد زميلها الطالب الأقل منها في المجموع إلى حيث تستحق هي أن تكون، وتكون النتيجة المحبطة للآمال أن تستوعب كليات البنين أعدادا أعلى وبمجاميع أقل من زميلاتهم اللاتي تفوقن بعدما اجتهدن”.

وفي إشارة إلى مرارة اللجوء للقانون، يبين الخولي الوضع قائلا: “ويصبح الحل هو قضية في إحدى المحاكم تسمى دعوى مساواة تطالب بتحقيق تكافؤ الفرص والمساواة بين الطالبة المضرورة وزميلها الطالب الأقل منها في المجموع والأميز عنها في الكلية المتاحة له”.

ويستطرد الكاتب الصحفي: “ولا تمتلك المحكمة سوى تحقيق العدالة وتنفيذ بند المساواة وتكافؤ الفرص كما ينص عليه الدستور وتحكم دائما بأحقية الطالبة في المساواة بزميلها والالتحاق بالكلية المناظرة لكليته”.

ثم يبين الخولي الخسارة التي تلحق كلا من الطالبة وأهلها قائلا: “لكن يبقى الخاسر الوحيد هو الطالبة وأهلها، هي تخسر عاما من حياتها حتى لو نجحت، والأهل يخسرون عدة آلاف من الجنيهات تروح طائعة لجيب أحد المحامين”.

عبد الله محمد

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *