الموت غرقا أو صعقا داخل حمامات السباحة.. من المسئول؟

حمامات السباحة
حوادث غرق في حمامات السباحة بسبب الإهمال والعشوائية - مصر في يوم

يأتي الصيف دوما ومعه ذكريات الغرق، فلا فرق في أسبابه بين البحر المفتوح الذي تتلاطم فيه الأمواج، وبين حمامات السباحة الهادئة، بينما السكينة فيها تتحول في لحظات إلى صراخ وفزع.

وفتحت حادثة طفل النزهة، خمس سنوات، الذي قُضِيَ غرقا في قاع حمام السباحة، وجرى استخراجه منه جثة هامدة، ومن بعدها حادثة الصعق التي تعرض لها طفل، 15 سنة، ملف الإهمال داخل حمامات السباحة في الأندية الرياضية، التي تسببت في سقوط  العشرات من الضحايا، وأغلبهم أطفال.

فمن يتحمل المسئولية، هل هي الأسرة التي أعطت الثقة، ربما، لمن لا يستحق؟ أم اللامبالاة والإهمال، اللذان يسلبان الأرواح ويوثّقان الموت؟ أم سيطرة العشوائية والمفاهيم الخاطئة؟

حمامات السباحة والموت

حددت نيابة النزهة، جلسة غد الأربعاء، لمحاكمة ثلاثة مشرفين، بتهمة الإهمال، وتسببهم في وفاة طفل، خمس سنوات، داخل حمام سباحة في نادٍ رياضي.

وقال والد الطفل: “إنه سلّمه إلى مشرف حمام السباحة في النادي، وطلب منه الاعتناء به، وبعد دقائق لم يجده، قبل أن يعثر عليه في قاع المياه”.

ولقي طفل، 14 سنة، مصرعه صعقا بالكهرباء، داخل حمام سباحة في منطقة المرج، بعد أن وقع على سلك كهرباء خاص بثلاجة مشروبات غازية.

وفي شهر يونيو الماضي، لقي الطفل مازن، ثماني سنوات مصرعه غرقا في حمام سباحة بمدينة ساقلتة بسوهاج.

وفي الصيف الماضي، تعرضت الطفلة فاطمة للغرق داخل حمام سباحة بقرية سياحية في العين السخنة، وكشفت تحقيقات النيابة أن فِرَق الإنقاذ لم تحاول إنقاذها أثناء الغرق، وأن سيارة الإسعاف لم تصل إلا بعد 90 دقيقة، وأكد شهود عيان أنهم شاهدوا ثعبانا بالحمام عقب غرق الطفلة بدقائق.

وأكد تقرير للطوارئ بمحافظة السويس، أن ستة أطفال، تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام إلى 12 عاما، تعرضوا للغرق في حمامات السباحة خلال شهرين.

وفي فبراير 2018، توفى الطالب أحمد محمد عبد العزيز، بحمام سباحة الجامعة الأمريكية، رغم إجادته للسباحة، نتيجة توقف عضلة القلب.

سيطرة العشوائية

“للأسف الشديد، لا توجد معايير مطبقة، ولا يُجرى الاستعانة بأفراد متخصصين للقيام بعملية الإنقاذ”، كانت تلك تصريحات سامح مشالي، رئيس الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ، الذي أوضح أن الأمر يسير في مصر بشكل أقرب إلى العشوائية.

وقال مشالي في تصريحات صحفية: إن تلك العشوائية ناتجة عن:

  • ضعف التجهيزات الواجب توافرها في حمام السباحة، ومنها: ألواح الإنقاذ، والموتوسيكل المائي، وأنبوب الأكسجين، وأطواق النجاة.
  • تجاهل الاستعانة بكوادر مدربة ومؤهلة على الإنقاذ طبقا لأحدث الآساليب العلمية، والاعتماد على مجموعة من الهواة عديمي الخبرة.

أسباب أخرى

ويطرح مختصون وخبراء أسبابا أخرى للكارثة، منها:

  • عدم تعليق تعليمات السلامة والأمان.
  • عدم الالتزام بمعايير الأمان والسلامة.
  • الكثافات العالية داخل حمامات السباحة، وعدم التزام الأهالي بالتعليمات.
  • قيام شركات غير مختصة بتنفيذ أعمال الإنقاذ، وتعيين المنقذين.
  • عدم وجود عازل للكهرباء.
  • عدم الفحص بشكل دوري ومستمر.
  • عدم وضع الكيماويات في المياه تحت إشراف وزارة الصحة.
  • عدم توافر أدوات الإسعافات الأولية.
  • عدم وضع حبل داخل الحمام، للفصل بين منطقتيْ الغرق والأمان.
  • عدم تدريب المنقذين، وتأهيلهم بشكل جيد، وحصولهم على “كورسات” وشهادات معتمدة.

حمامات السباحة الآمنة

وقال خالد محمد أحمد، كبير مدربي السباحة في إحدى الأكاديميات الرياضية بالتجمع الخامس: “إن معايير الأمان في حمامات السباحة تبدأ من مساحة الحمام، والمساحة الـstandard تكون 25 مترا ×25 متر، التي يكون شكل الحمام فيها مربعا، أو 50 × 25 متر، التي يكون فيها الحمام مستطيلا”.

وأضاف أحمد في تصريحات صحفية: “أن بعض أصحاب الحمامات يؤسسونها بأشكال هندسية مختلفة كالمثلثات أو دائرية، فتظهر المشكلات التي تحمل خطورة، مثل: وجود سلالم جانبية أو مناطق غير مستوية أو بعض الحواف الخطيرة”.

وأشار إلى أن عدد أفراد الإنقاذ من الممكن أن يصل إلى 12 شخصا في أوقات الزحام، أما في الأوقات العادية فلا يجب أن يقل عددهم عن أربعة في الحمامات المستطيلة، أو ثلاثة في الحمامات المربعة.

تصحيح المفاهيم

ولحماية الأطفال من الغرق، كشف الموقع الأمريكي “هيلث داي” عن بعض المفاهيم الخاطئة التي تعرض الطفل لخطر الغرق، منها:

  • يظن الأهل أنهم سيسمعون صوت أطفالهم عندما يصرخون عند الشعور بالخطر، فينقذونهم.
  • تعتقد الأم غالبا أن النظر إلى الطفل أثناء تواجده في حمام السباحة أو البحر يحميه، وهو خطأ لأن الغرق يحدث بسرعة شديدة.
  • الاعتماد على رجال الإنقاذ يتسبب في وفاة العشرات من الأطفال، لأنهم لا يراقبون الأطفال بدقة.
  • على الأهل أن يقوموا بهذه المهمة والنزول مع أطفالهم في المياه.

نصائح مهمة

وأشار الموقع إلى بعض التوصيات، وهي:

  • ينبغي أن يكون نزول الطفل للشاطئ أو حمام السباحة تحت إشراف الأم أو الأب.
  • ينبغي أن يكون الأطفال الصغار في متناول يد الأب بجميع الأوقات.
  • تعليم الأطفال مهارات السباحة، والبقاء على قيد الحياة عن طريق القفز إلى المياه، ثم العودة إلى السطح لتطفو، ثم أخذ نفس، وإيجاد مخرج من الماء.
  • ينبغي على الآباء التدريب على الإنعاش القلبي الرئوي.
  •  لا بد ألا يزيد عمق الحمامات الخاصة بالأطفال بأي حال من الأحوال عن 60 سنتيمترا.
  • لا بد أن ينزل الأطفال للمياه مرتدين كتافات تحملهم، أو أن يكونوا بصحبة ذويهم.
  • بناء وإنشاء الحمامات من مواد غير ضارة أو سامة.
  • أن تكون المواد المستخدمة في الأرضية حول حوض المياه من النوع الذي لا يسمح بالانزلاق.

عمر الطيب

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *