#الطبقة_المتوسطة.. هل تنقرض بعد زيادة أسعار الوقود؟

هل تنقرض "#الطبقة_المتوسطة" بعد زيادة أسعار الوقود؟
معاناة الطبقة المتوسطة بعد الزيادة الخامسة لأسعار الوقود - مصر في يوم

على ما يبدو أن مستقبل الطبقة المتوسطة في مصر، أصبح على المحك بعد انزلاقها إلى تحت خط الفقر، باستمرار الحكومة في تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، الذي يدفع المواطنون ضريبته بزيادة معاناتهم، نتيجة إلغاء الدعم، وارتفاع الأسعار. ودشّن ناشطون هاشتاج “#الطبقة_المتوسطة” وعبروا خلاله عن غضبهم، وتوقعهم لموجة غلاء ضخمة جديدة تزيد من متاعب الحياة، مطالبين بحلول عمليّة لحماية الطبقة المتوسطة.

وتوصف الطبقة المتوسطة بالقوى الناعمة في الدولة، التي كان يتراوح دخلها بين خمسة وسبعة آلاف جنيه قبل قرار التعويم، وبالتالي فقدت تلك الشريحة أكثر من 50% من إجمالي دخلها، متأثرة بعوامل التضخّم التي تجاوزت 33% العام الماضي، وبالتالي دخلت نفقا مظلما.

ودفع ارتفاع أسعار السلع والخدمات بنسب تزيد على 150% إلى تراجع قدرة الأُسر المصرية على توفير المستوى ذاته من التعليم والرعاية الصحية وخدمات الرفاهية لأولادها.

#الطبقة_المتوسطة

وعبر هاشتاج #الطبقة_المتوسطة توالت التعليقات ما بين الرافض لقرارات زيادة الأسعار، والساخر من وضع المصريين، فقال صاحب حساب “نبتون”: “#الطبقة_المتوسطة بتنقرض، وهيبقي فيه سور زي الجدار العازل يفصل بين الأغنياء والفقراء، وبعدها تقوم ثورة جياع زي الثورة الفرنسية، ويروح فيها الآلاف”.

وعلّق سامي السيد ساخرا: “توفيت اليوم إلى رحمة الله تعالي الطبقه المتوسطة بعد صراع مرير مع البلد.. !”.

وعلق آخر: “#الطبقة_المتوسطة حاليا هي عبارة عن مواطنين لابسين هدوم كويسة كانوا شارينها قبل كده”.

وكتب أحمد فوزي: “لو أنت من #الطبقة_المتوسطة ومش وارث عن بابا شركته أو أصوله، والمفروض تبقى Self-Made وفي نفس الوقت أنت في #مصر، فأنت في خطر”.

وتابع: “الـ iPhone، الـ Gym الغالي، الهدوم الغالية، العربية، الـ Laptop الجديد، الفسح والسفر والحاجات دي كلها مش المفروض تُتيحها لنفسك دلوقتي”.

أزمة الفقر

ووفقا لمراقبين، فإن ما جرى منذ شهرين برفع الحد الأدنى للدخول إلى 2000 جنيه، لا يتناسب مع الأعباء الجديدة التي ستتحملها الأسر المصرية نتيجة رفع أسعار الوقود والكهرباء مع أول يوليو الجاري.

وأضافوا: “أنه إذا كانت الحكومة قد رفعت الحد الأدنى للدخول للعاملين بالحكومة والقطاع العام، فإن هناك 25 مليون عامل آخرين، لم يطبق عليهم هذا القرار لعملهم في القطاع الخاص المنظم وغير المنظم”.

وقال الإعلامي مصطفى بكري: “إن رفع أسعار الوقود أدى إلى مضاعفة أسعار المواصلات، وزيادة المعاناة الاقتصادية”.

وأكد خلال تقديمه برنامج “حقائق وأسرار” على ضرورة اتخاذ الحكومة لإجراءات الحماية الاجتماعية، متابعا: “المواطن تعب من غلاء المعيشة، وبمجرد إعلان خبر تحريك أسعار الوقود، ارتفعت أسعار المواصلات للضعف”، لافتا إلى ضرورة ضبط السوق، ومحاسبة مَن يتجاوز.

وأوضح بكري أن ظروف الحياة أصبحت صعبة على الناس، رغم رفع الرئيس للحد الأدنى للأجور، وإنصاف أصحاب المعاشات.

وتابع بكري: “يجب محاسبة كل مَن يستغل رفع أسعار الوقود للعبث بمصالح الناس، وهذا دور الحكومة لوقف الاستغلال وتجار السوق السوداء”.

تآكل الطبقة المتوسطة

وأكد عمرو الجوهري، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، أن الطبقة المتوسطة تآكلت، لافتا إلى أن الأمور الاقتصادية ورفع الأسعار أثّرت كثيرا على الطبقة الفقيرة، مشيرا إلى أن مواجهة الفقر تحتاج إلى استثمارات قوية، وتوفير فرص عمل، ومواجهة الأسعار.

وأضاف الجوهري في تصريحات صحفية، بعد ارتفاع أسعار المحروقات والمياه والكهرباء: “لا بد من محاسبة الأجور بالسعر العالمي، وإنشاء سوق عمل يكون به إنتاج مصري”.

وأوضح أن مواجهة الفقر تحتاج لحزمة من القرارات والمشروعات والاستثمار بشكل قوي ومتوازن بين الأسعار والأجور، موضحا إلى أن نسبة الفقر تزيد في الوقت الحالي.

وفي أبريل الماضي، ارتفعت معدلات الفقر بمصر إلى نحو 60% وفقا بيان للبنك الدولي.

تكاليف المعيشة

فيما حذّر الباحث الاقتصادي، السيد صالح، من تداعيات استمرار خفض دعم الطاقة أو غيرها، سواء فيما يتعلق بعودة معدل التضخم إلى الارتفاع أو تراجع القوة الشرائية للمواطنين، وبالتالي تراجع الاستهلاك وتردِّي مستويات المعيشة، وتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي.

وأشار إلى أن رفع أسعار الوقود، خاصة السولار، سيؤثر على تكلفة المنتجات الزراعية، إضافة إلى زيادة تكاليف النقل، وبالتالي ارتفاع أسعارها بالنسبة للمستهلك النهائي.

ووفق تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء لعام 2015، فإن 27% من سكان البلاد لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية، ويعيش 30 مليون مواطن تحت خط الفقر.

وارتفع معدل التضخم السنوي في مصر إلى 13.2% في مايو الماضي مقابل 12.5% في الشهر السابق له.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *