دموع وقليل من الفرح.. طلاب الثانوية العامة يودعون “البعبع”

دموع وقليل من الفرح.. طلاب الثانوية العامة يودعون "البعبع"
امتحانات الثانوية شهدت تكرار حالات الانتحار والشروع في الانتحار- مصر في يوم

“بدموع وقليل من الفرح” اختتم طلاب الثانوية العامة اليوم الأربعاء ماراثون الامتحانات بعد نحو 25 يوما من الترقب والقلق مع قدوم كل امتحان، كان آخره لمادة الرياضيات البحتة “الجبر والهندسة الفراغية” وسط شكاوى من الطلاب بسبب الصعوبة.

وخلال ما يقرب من شهر، رسمت امتحانات اللغة العربية وعلم النفس واللغة الأجنبية الثانية والفيزياء والأحياء البسمة على طلاب الثانوية بشعبتيْها العلمي والأدبي، فيما تسببّت باقي المواد في دخول الطلاب في نوبات بكاء وانهيارات أدت إلى انتحار بعضهم، بسبب الصعوبة، وضيق الوقت.

طلاب الثانوية العامة

وفي ختام امتحانات اليوم الأربعاء، تباينت ردود فعل الطلاب عن مستوى امتحان مادة الجبر والهندسة الفراغية، فمنهم من رأى أن الامتحان كان سهلا والوقت كافٍ للإجابة، فيما رأى آخرون أن الامتحان به الكثير من الأسئلة الصعبة وغير المباشرة، وأن زمن الإجابة كان قصيرا مقارنة بعدد الأسئلة الذي يصل إلى 19 سؤالا.

وقالت الطالبة منى عادل: “إن الامتحان كان في مستوى الطالب المتوسط، اللي متدرب كتير على المسائل المختلفة يقدر يحله على طول والوقت مايضيعش منه”.

فيما رأت الطالبة لينا حسام، أن الامتحان لم يكن سهلا، وكان هناك نحو ست مسائل غير مباشرة، وتحتاج وقتا للتفكير والإجابة، منها مسألتان في غاية الصعوبة.

وأكدت مصادر مسئولة بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن الوزارة لم تتلقَ شكاوى بشأن صعوبة امتحان الجبر والهندسة الفراغية، وأن الأسئلة راعت جميع مستويات الطلاب ومن الكتاب المدرسي.

تسريب الامتحانات

تسريب الامتحان الحاضر الدائم في جميع امتحانات الثانوية العامة للعام الخامس على التوالي، رغم الإجراءات التي اتخذتها وزارة التعليم والعقوبات الصارمة على الطلاب وصفحات الغش، الأمر الذي أثار غضب الطلاب وأولياء الأمور.

وسرّبت شخصيات بحسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل أسماء “الغشاشون الفدائيون”، و”شاومينج” معظم الامتحانات، ثم نشروا إجاباتها، وذلك بعد مرور 30 دقيقة من بدء الامتحانات، ما أثار تساؤلات عن كيفية حصولهم عليها.

وأكد مراقبون أن قدرة الطلاب وهذه الصفحات لا تسطتيع نشر أسئلة امتحانات، وأنها “مؤمنة”، وتحرسها الشرطة، إلا بضوء أخضر من بعض المستفدين من تسريب الامتحانات لينجح أبناؤهم أو للاستفادة ماديا من التسريب، بحسب قولهم.

وخرجت أغلب التسريبات من الأقاليم التي يضعف السيطرة عليها أمنيا وتعليميا، إذ نجح طلاب في تسريب هواتف محمولة ممنوع دخولها إلى اللجان، والتصوير بها، وهو ما أظهرته بيانات وزارة التعليم بعض القبض على المشاركين في التسريبات.

التعليم تنفي

فيما قالت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني: “إنه لمدة ثلاثة أعوام لم يحدث تسريب لامتحانات الثانوية العامة، ولكن ما زال بعض أولياء الأمور والطلاب يقعون ضحية شاومينج”.

وقال خالد عبد الحكم، نائب رئيس امتحانات الثانوية العامة، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقدته الوزرارة اليوم: “إن الوزارة رصدت جميع حالات الغش صوت وصورة”، مبينا أنه جرى رصد 976 مخالفة بامتحانات الثانوية العامة منذ بدء الامتحانات وحتى نهايتها، وجرى التحقيق فيها من قِبَل الشئون القانونية.

تجربة مريرة

ورصدت عدسات الكاميرات ملامح الفرح والعودة لطبيعة الحياة على أمهات طلاب الثانوية العامة أمام عدد كبير من اللجان الذين استقبلوا أولادهم بالورود بعد شهر متواصل من القلق والخوف والتوتر الشديد، مؤكدين أن تجربة الامتحانات تجربة مريرة.

وقالت أم الطالبة آلاء عصام عن سعادتها البالغة بانتهاء رحلة امتحانات الثانوية العامة، لافتة إلى أنها لم تكن تعرف للراحة طريقا خلال فترة الامتحانات.

فيما أكدت أم الطالبة رجاء حليم، أن تجربة الثانوية العامة تجربة مريرة، مضيفه “التجربة عدت بس خايفين من تصحيح الامتحانات”.

وأوضحت “بنتي كانت بتفطر في الشارع، بسبب مواعيد الدروس”، مطالبة وزير التعليم إعطاء الوقت الكافي للمصححين حتى يُجرى تصحيح أوراق إجابات الامتحانات بشكل دقيق.

انتحار طلاب الثانوية

وانتقالا من المشكلات الفنية، شهدت امتحانات الثانوية تكرار حالات الانتحار والشروع في الانتحار، نتيجة الضغط النفسي والاجتماعي المرتبط بتلك الشهادة التي تعد الأكثر أهمية على الإطلاق في مصر.

ففي التاسع من يونيو الماضي، توفِّيت طالبة بالثانوية العامة، في محافظة الشرقية، أثر تناولها جرعة زائدة من أدوية المسكنات، بعد شعورها بألم في البطن، نتيجة التوتر والخوف من الامتحان.

وبسبب “بعبع” امتحان الكيمياء، انتحر طالب بإلقاء نفسه من الطابق الرابع، بعد استلامه ورقة أسئلة امتحان الثانوية العامة بلجنة مدرسة القرشية في مدينة السنطة.

كما حاولت طالبة بالصف الثالث الثانوي العام في شعبة علمي رياضة الانتحار، بإلقاء نفسها من الطابق الثاني، بسبب امتحان الأستاتيكا للثانوية العامة في مدرسة خالد بن الوليد بمدينة الغردقة، وأسفرت الحادثة عن إصابتها بجروح وكسور وسحجات، وجرى نقلها إلى مستشفى الغردقة العام.

حالات إعياء

وخلال فترة الامتحانات، أصدرت وزارة الصحة تقاريرا، تفيد بإصابة مئات الطلاب خلال أداء الإمتحانات، تتنوع تلك الإصابات بين الصدمة وحالة مرضية وإغماء.

وأعلنت الوزارة استقبال 799 بلاغا لحالات مرضية، في تاسع أيام امتحانات الثانوية العامة، وذلك من خلال الغرفة المركزية المنعقدة بمقر هيئة التأمين الصحي لمتابعة التأمين الطبي للامتحانات.

كما استقبلت 794 بلاغا لحالات مرضية، في ثامن أيام امتحانات الثانوية العامة، وذلك من خلال الغرفة المركزية المنعقدة بمقر هيئة التأمين الصحي لمتابعة التأمين الطبي للامتحانات.

وما بين كسور وتشنجات، أعلنت وزارة الصحة استقبال 145 بلاغا لحالات مرضية، خلال سبعة أيام أداء امتحانات الثانوية العامة بجميع محافظات الجمهورية.

وخلال ستة أيام امتحانات الثانوية استقبلت:

  • في اليوم الرابع: 564 بلاغا لحالات مرضية، و38 طالبا.
  • في اليوم الثالث: 371 بلاغا لحالات مرضية.
  • في اليوم الثاني: 68.
  • في اليوم الأول: 32.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *