“بيئة خصبة للحرائق”، هكذا يمكن وصف حوادث حرائق العتبة والموسكي والغورية، تلك المناطق التي تعد مركزا تجاريا للعديد من أنواع التجارة والبضائع، وكثيرا ما تشهد اندلاع حرائق، صنفتها تقارير إعلامية بأنها تندرج ضمن أشهر الحرائق التي تعرضت لها القاهرة خلال السنوات العشرة الماضية.
فلم يعد حريق سوق الخضار، الذي شهدته منطقة العتبة اليوم بعد أقل من شهر من حريق الموسكي، هو الأول من نوعه الذي ضرب عددا من الأسواق الشعبية الشهيرة في القاهرة، كما يبدو أنه لن يكون الأخير، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي قد تتسبب في نشوب الحرائق.
وفي كل مرة يكون سبب حرائق العتبة والموسكي على الأغلب، ماسا كهربائيا، أو إهمالا من أحد العاملين، ومع وجود منتجات أو أشياء تُزيد الاشتعال يصبح الوضع كارثيا.
حريق العتبة
وآخر محطات حرائق العتبة والموسكي الحريق الذي اندلع صباح اليوم الخميس، داخل عدد من المحلات والمفروشات بسوق الخضار، بمنطقة العتبة وسط العاصمة القاهرة، بعدما اشتعلت النيران بأحد المحال التجارية وسط السوق، وامتدت إلى المحال المجاورة.
والتهمت النيران أكثر من 19 متجرا، تتنوع نشاطاتها بين بيع اللحوم المجمدة، والأسماك والجبن والخضراوات، والإلكترونيات والأجهزة الكهربائية.
في صباح اليوم خراب بيوت الاف الناس بسبب نشوب حريق كبير في سوق العتبة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
Gepostet von Muhammad Sobhhy Elsharef am Mittwoch, 26. Juni 2019
محاولات الإطفاء
وبعد مرور أكثر من ست ساعات على اندلاع الحريق، لا تزال قوات الحماية المدنية تحاول السيطرة على الحريق، الذي يتجدد بين الحين والآخر، بسبب المواد القابلة للاشتعال من محتويات المحال التجارية، وسقف السوق القديم المصنوع من الخشب. وفقا لأحد رجال الحماية المدنية.
وسارع أصحاب المحال التي لم تصل إليها النيران، إلى إحضار سيارات لنقل محتويات محالهم خوفا من امتداد النيران، كما حدث قبل ذلك في حرائق الأزهر المتكررة، كما يقول سالم مسعود، صاحب أحد المحال: “المكان مليان بضاعة وممكن النيران توصل لها في أي لحظة”.
ولم توضّح التحقيقات سبب اندلاع الحريق، كما لم يصدر إعلان رسمي من وزارة الداخلية بشأن الحادثة، فيما أرجع عدد من الأهالي وأصحاب المحال السبب إلى انفجار أنبوبة بوتاجاز بأحد محال اللحوم، المتواجد بجوار معرض سوق مصر والسودان، كما لم ترد إحصاءات عن الأضرار المادية.
حرائق العتبة والموسكي
ويرى مراقبون أن حرائق العتبة والموسكي بوسط القاهرة، تتكرر نظرا لغياب التأمين وضيق الممرات.
فمن جانبه قال اللواء محمد السيد حسين، نائب رئيس هيئة الدفاع المدني السابق: إن منطقة “العتبة ووسط البلد دائما ما تتكرر بهما الحرائق، لأن هذه المناطق تضم نحو 37 ألف محل وورشة في المباني والعمارات المحيطة بالسوق”.
ولفت إلى أنه مع غياب التأمين وضيق الممرات والتي يصل بعضها لعرض متر واحد فقط، ومع وجود مواد سريعة الاشتعال، فأي اشتعال ولو “بسيط” قادر على إحداث دمار وخسائر كبيرة.
وتعد أكثر الأسواق عرضة للحرائق، هي سوق حمام التلات، وهو عبارة عن “حارات ضيقة”، ويعد من أشهر الأسواق الشعبية في القاهرة لبيع مستلزمات المقبلين على الزواج من ستائر وملابس ومفروشات، ويقدر حجم التجارة المتداولة بهذا السوق بنحو مليار جنيه سنويا.
فيما اتهم المهندس محمد عزب، رئيس لجنة السلامة والصحة المهنية، بنقابة المهندسين، المحليات وتقصيرها، بالمتسبب الرئيسي وراء ما يحدث من حرائق، مع الإهمال من أصحاب المحال والمخازن التجارية أنفسهم.
مسلسل مستمر
وتتكرر حرائق العتبة والموسكي في منطقة وسط البلد، على فترات متقاربة وسيناريوهات متشابهة، غير أنه في كل عام تزيد فيه الخسائر التي تُقدر بالملايين، بالإضافة لما يخلفه الحريق من ضحايا بين مصابين أو قتلى، أبرزها:
حريق الموسكي في مايو الماضي، الذى التهمت نيرانه العديد من المحلات التجارية بالمنطقة، ما أسفر عن احتراق 54 محلا، وإصابة ما يقرب من 45 شخصا، وقدِّرت خسائره بـ50 مليون جنيه.
وشهدت المنطقة نفسها في يوليو من العام الماضي، اشتعال حريق في عقار مكون من أربعة طوابق في حارة اليهود بشارع الموسكي، ودمرت نيران الحريق ثلاثة محلات ومخزنين للخردوات والملابس، وستة طوابق كاملة يتكون منها المول التجاري، بسبب ماس كهربائي.
حريق الرويعي
وفي مايو 2016، نشب حريق هائل في متعلقات الباعة الجائلين بشارع الرويعي بمنطقة العتبة، وأسفر الحريق عن وقوع ثلاثة مصابين، وإصابة ثمانية أفراد من رجال الحماية المدنية.
وفي سبتمبر 2015، نشب حريق هائل في أحد مخازن الألعاب النارية في شارع جوهر الصقلي بمنطقة الموسكي، والتهمت النيران أحد العقارات في الشارع، وسط دوي انفجارات للألعاب النارية، ودفعت إدارة الحماية المدنية بـ15 سيارة إطفاء.
ونشب أيضا حريق هائل بعقار مكون من أربعة طوابق بحارة اليهود بحي الموسكي، وعلى الفور انتقل رجال الحماية المدنية بالقاهرة إلى مكان الحريق للسيطرة عليه.
وفي أغسطس 2015، نشب حريق بالدور السابع بسنترال الأوبرا بميدان العتبة، نتيجة ماس كهربائي، ثم امتدت النيران للمكاتب الإدارية المتواجدة بالطوابق 5 و6 و8 ونتج عنها احتراق المكاتب الإدارية، ونتج عن الحريق إصابة فرد أمن بالشركة المصرية للاتصالات.
وفي فبراير 2015، اندلع حريق في مجموعة ورش الخشب بمنطقة الموسكي واستمر ثلاث ساعات، حتى تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة عليه.
ألعاب نارية
وفي أغسطس 2014، نشب حريق نتيجة انفجار بعض الألعاب النارية والشماريخ، في مخازن بحارة اليهود بالموسكي. تسبب في اشتعال النيران ببعض الأقمشة والبضائع، ونتج عن الحريق التهام نحو 60 محلا تجاريا ومخازن، واستمر الحريق لمدة 13 ساعة متواصلة.
وفي يوليو 2013، نشب حريق بالموسكي نتيجة مشاجرة بين أحد أصحاب المحال وبين بعض الباعة الجائلين، وأسفر الحادث عن تفحم 13 جثة من 15 قتيلا.
وفي سبتمبر 2008، التهمت النيران أجزاء كبيرة من المبنى الأثري للمسرح القومي المصري، ولم يؤدِّ إلى خسائر بشرية، ولكن حصلت إصابات وحالات اختناق محدودة في قوات الإنقاذ.
أضف تعليق