يحتفل اللاجئون في مصر والعالم اليوم الخميس 20 يونيو بـ”اليوم العالمي للاجئين”، وسط تحديات التمويل ومشكلات وقضايا أخرى تهمهم بشكل أساسي، بينما مصر أكدت مرارا أن وضع النازحين لديها يختلف عن أي دولة أخرى في المعاملة.
وبمناسبة اليوم العالمي للاجئين فإن مصر تعد أحد البلدان الموقعة على اتفاقية اللاجئين لعام 1951، وبروتوكولها لعام 1967، وأيضا اتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية لعام 1969.
كما تعد مصر بلد عبور للاجئين وملتمسي اللجوء، وبخاصة اللاجئين الإيريتريين، والإثيوبيين، والعراقيين، والصوماليين، والسودانيين، والسوريين، والفلسطينيين، واليمنيين.
اليوم العالمي للاجئين
وبدأ الاحتفال بـ”اليوم العالمي للاجئين” عام 2000، بعد قرار من قِبَل الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الرابع من ديسمبر، لاستعراض هموم وقضايا ومشكلات اللاجئين، وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم، برعاية من المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ويمثّل ذلك اليوم فرصة للتذكير بمعاناة أكثر من 68.5 مليون شخص، ما بين لاجئين (25.4 مليون) وملتمسيْ لجوء (3.1 ملايين) ونازحين داخليا (40 مليون) يتركّز أكثر من 85% منهم في دول نامية، ويُمثل الأطفال نصف عدد اللاجئين حول العالم.
وجددت مصر التزامها الأخلاقي والقانوني تجاه اللاجئين المتواجدين على أراضيها، تزامنا مع الاحتفال بـ “اليوم العالمي للاجئين”.
وأوضحت وزارة الخارجية في بيان لها صدر صباح اليوم الخميس، أن مصر تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين والأشخاص الفارين من دول تعاني من نزاعات مسلحة، وأُجْبِرُوا على الفرار من الحروب والاضطهاد والعنف والأوضاع غير الإنسانية، وتقدم لهم الحماية القانونية والخدمات التعليمية والصحية الأساسية.
وعن أعداد اللاجئين في مصر، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة، أن مصر تستضيف ما يزيد على خمسة ملايين لاجئ، من قارتي آسيا وإفريقيا.
وأضاف السيسي: “أن التجربة المصرية في استضافة اللاجئين تظل مختلفة ومميزة عن أي تجربة لأي بلد في العالم يستضيف لاجئين، فمصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي يعيش بها اللاجئون حياة طبيعية”.
وتابع السيسي: “لم تفكر مصر يوما في إقامة معسكرات أو مخيمات للاجئين، فهم مندمجون مع الشعب المصري، مثلهم مثل الشعب المصري، يعيشون بمجتمع واحد، بل ويتاجرون ويربحون ويستثمرون، ويقيمون المشروعات المختلفة، ويشترون الأراضي كأصحاب الأرض الأصليين”.
ضعف التمويل
وبالتزامن مع اليوم العالمي للاجئين حذّرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين من أن 80% من اللاجئين في مصر يعيشون في أوضاع إنسانية بائسة.
وقالت المفوضية في بيان لها فبراير الماضي: “إن الدعم اللازم للاجئين في مصر يتعرض لضغوط شديدة، بسبب ارتفاع أعداد الوافدين، وعدم كفاية الموارد”.
وأضافت: “أن النزاعات الجارية في كل من اليمن والدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، أجبرت عددا أكبر من الناس على الفرار إلى مصر”.
وأشارت المفوضية إلى أنه وخلال العامين الماضيين ازداد عدد اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين في مصر بنسبة 24%.
وفي الوقت نفسه، فإن برامج اللاجئين الحالية في مصر، والهادفة لمساعدة وحماية ربع مليون لاجئ، أكثر من نصفهم من السوريين إضافة إلى آخرين من السودان وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان واليمن.
استثمارات السوريين
ويأتي اليوم العالمي للاجئين في الوقت الذي أثارت فيه استثمارات السوريين جدلا في مصر، إذ علّق بعضٌ على دخلوهم العديد من المجالات الخدمية والصناعية، وتوسع استثماراتهم في مجال المطاعم والصناعات الغذائية والحرف التقليدية، إلى جانب صناعات المنسوجات وتجارة العقارات والأراضي.
وتقدم أحد المحامين بمذكرة إلى النائب العام، يطالبه فيها بوضع الاستثمارات السورية في مصر تحت الرقابة القانونية، وفحص بعض البلاغات التي تشير إلى تورط بعض المستثمرين ورجال الأعمال السوريين بمصر في تمويل أنشطة إرهابية، بحسب قوله.
وطالب في بلاغه باتخاذ الإجراءات القانونية للكشف عن مصادر أموال السوريين الوافدين، معتبرا أنهم غزوا المناطق التجارية في أنحاء مصر، واشتروا وأجّروا المتاجر بأسعار باهظة، واشتروا الشقق والفيلات، وحوّلوا بعض ضواحي العاصمة المصرية إلى مدن سورية.
وأبدى صدمته مما وصفه بالنمط السائد للعلاقات الاستهلاكية المبالغ بها، والترف المفرط لكثير من هؤلاء السوريين قاطني هذه المناطق.
#السوريين_منورين_مصر
وفي ردّ على هذا البلاغ، تصدر هاشتاج #السوريين_منورين_مصر قائمة الوسوم الأكثر تفاعلا على تويتر في مصر، وغرّد الكثير من المواطنين والمشاهير في مصر عبر الهاشتاج، معبرين عن حبهم ودعمهم وسعادتهم بوجود السوريين الذين تركوا بلادهم، ونزحوا إلى مصر بسبب الأحداث الدائرة في سوريا منذ سنوات.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وصل عدد السوريين الذين دخلوا مصر حتى نوفمبر 2018 نحو 242 ألف لاجئ، في حين تشير تقارير إعلامية إلى وجود ثلاثة أضعاف هذا الرقم، وبذلك يصبح السوريون أكبر جالية موجودة في مصر.
كما أعلن تقرير صادر عن وزارتي الاستثمار والتعاون الدولي، والتجارة والصناعة، أن قيمة التدفقات الرأسمالية الناتجة عن تأسيس شركات جديدة مملوكة لمستثمرين سوريين في مصر، خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018 وصلت إلى 69.93 مليون دولار.
أضف تعليق