مع اقتراب دخول “العشر الأواخر من رمضان”، يستعد المسلمون الصائمون للاجتهاد في العبادة والزيادة من الطاعة، نظرا لوجود ليلة عظيمة هي أعظم ليالي الشهر، بل أفضل من ألف شهر وهي ليلة القدر.
وحرصت دار الإفتاء المصرية، من خلال سلسلة فتاواها ومنشوراتها خلال الشهر الكريم، على بيان أهمية العشر الأواخر من رمضان وشرح المطلوب من المسلم الصائم عمله خلالها حتى يفوز باغتنامها وإدراك ثوابها.
وخصوصا بالطبع ليلة القدر التي تأتي ضمن ليلة من ليالي العشر الأواخر من رمضان المبارك، حيث ترُد دار الإفتاء على تساؤلات الصائمين عن الدعاء المخصوص بهذه الليلة، كما نصحت المسلمين باغتنام الوقت في شهر رمضان بالعبادات وقراءة القرآن.
العشر الأواخر من رمضان
أوضحت دار الإفتاء أنه ينبغي على المسلم أن يتبع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه العشر الأواخر من شهر رمضان، وذلك بأن يجتهد في العبادة ويحث أهله على ذلك، وحتى لا يحرم نفسه من قيام ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وبينت الدار أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شد مئزره وأيقظ أهله وأحيا ليله، وهو ما ينبغي على المسلم فعله في توديع هذا الشهر الكريم.
وتابعت: أنه جرت عادة الناس في عصرنا على تخصيص عدد من الركعات في آخر ساعات الليل، غير صلاة التراويح، سمَّوها صلاة التهجُّد، وذلك في ليالي العشر الأواخر من رمضان.
وقالت الدار: إن هذا أمرٌ محمود، لما فيه من الالتماس لبركة هذا الوقت، وللأحاديث الواردة في فضل قيامه، وإجابة دعاء السائلين فيه، وتَحَرِّيًا لليلة القدر التي أُمِرْنا أن نتحرَّاها لفضلها، والدليل على ذلك قوله تعالى: “وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا”.
ليلة القدر
وفيما يتعلق بليلة القدر التي تأتي ضمن العشر الأواخر من رمضان المبارك، قالت دار الإفتاء: إن ليلة القدر يُستَحَبُّ طَلَبُها في جميع ليالي رمضان، وفي العشر الأواخِر آكَد، وفي ليالي الوتر منه آكَد، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “تَحَرَّوْا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان”.
وأضافت أن ليلة القدر سُمّيت بذلك؛ لأنه يُقَدَّر فيها ما يكون في تلك السَّنَة، وقيل: سميت به لعظم قدرها عند الله، وقيل: لضيق الأرض عن الملائكة التي تنزل فيها، وقيل: لأن للطاعات فيها قَدْرًا، وأنها ليلةٌ من ليالي شهر رمضان، تنزل فيها مقادير الخلائق إلى السماء الدنيا، ويستجيب الله فيها الدعاء، وهي اللَّيلة التي نزل فيها القرآن العظيم.
وقالت دار الإفتاء أيضا: لقد اتفق المسلمون على سنية قيام ليالي رمضان عملا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: “من قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه”، وخاصة الليالي العشر الأخيرة، طلبا لليلة القدر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر”.
وأضافت أنه يستحب أن يجتهد المسلم فيها بالدعاء، ويدعو بما ورد عن عائشةَ أم المؤمنين رضي الله عنها، أنها قالت: يا رسول الله، أرأيت إِنْ وَافَقْتُ ليلة القدر بِمَ أدعو؟ قال: “تقولين: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني”.
اغتنام الوقت في رمضان
كما نشرت دار الإفتاء فيديو “موشن جرافيك”، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أنتجته وحدة الرسوم المتحركة بالدار، نصحت فيه المسلمين باغتنام الوقت خلال هذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل والعشر الأواخر، وذلك بقراءة القرآن ومدارسته.
وأشارت الدار إلى أن سلفنا الصالح كانوا إذا أقبل عليهم رمضان انشغلوا بالقرآن انشغالا تاما حتى يخالط أرواحهم وينير حياتهم، فهو طريق الله المستقيم، ونوره المبين، وحبله الممدود، فمن تعلق به هداه صراطا مستقيما وجزاه ربه جنة ونعيما.
وحثت المسلمين من خلال الفيديو في هذا الشهر الفضيل على تلاوة القرآن وتدبره والتماس الهداية والأنوار منه، فرمضان شهر القرآن.
زكاة الفطر على التاكسي
وفي سياق مختلف عن المطلوب فعله في العشر الأواخر، رد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول إخراج زكاة الفطر على سيارة التاكسي.
حيث قال: إنه لا زكاة فطر على سيارة التاكسي، كسيارة في حد ذاتها، وإنما تصرف زكاة المال عما يدخّره صاحب التاكسي في حال بلوغها النصاب.
وأوضح أنه في حال ادخر صاحب التاكسي مما يدره عليه التاكسي، وبلغ النصاب، أي ما يعادل 85 جرام ذهب عيار 24 جرام، تقريبا 52 ألف جنيه، وجبت عليه زكاة المال.
أضف تعليق