مازالت فتاوى شهر رمضان تتوالى عبر وسائل الإعلام المختلفة، ردا على تساؤلات الكثير من المسلمين الصائمين في مصر، والمتعلقة بأحكام الصيام والعبادات المرتبطة بالشهر الكريم.
فتاوى شهر رمضان
وفي إطار “فتاوى شهر رمضان”، تلقى مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الإلكتروني، سؤالا يقول: “هل يجوز دفع رشوة وأنا صائم لكي أنتهي من عملي في شدة الحر؟”
فأجاب الشيخ محمد علي العليمي، عضو لجنة الفتاوى الإلكترونية قائلا: “إن دفع الرشوة من الأمور المحرمة التي نهانا عنها الرسول صلى الله عليه وسلم”، مضيفا أن مثل هذه الحالات لا يجوز أن يستسلم لها المسلم، وأن هذا غير مبرر لدفع رشوة.
واستشهد أمين الفتوى: بحديث عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله ﷺ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي. رواه أَبُو داود، والترمذي وصححه.
إفطار المسافر
ومن فتاوى شهر رمضان أيضا، سؤال ورد إلى علي فخر، أمين الفتوى ومدير إدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء المصرية، من أحد متابعي برنامج “بريد الإسلام” المذاع عبر إذاعة القرآن الكريم، يقول: “أيهما أفضل الأخذ برخصة الإفطار لمسافر أم الأخذ بالعزيمة والصيام؟”.
وأجاب فخر أن آية الصيام قد دلت على حكم من أحكام المسافر، وهو أنه إذا كان مريضا أو مسافرا وأفطر فعليه قضاء الأيام التي أفطر فيها، وإن أراد الصيام فلا حرج.
واستشهد أمين الفتوى بالآية 185 من سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
وأضاف أنه روي أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر فقال: يا رسول الله أجد مني قوة على الصوم في السفر فهل عليّ جناح؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هي رخصة من الله تعالى فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه”.
وعليه يكون الفطر للمسافر في نهار رمضان رخصة وليس واجبا، والأفضل هو الأيسر للمسلم ولا حرج في الحالتين. بحسب الفتوى.
مداعبة الزوجة
ومن فتاوى شهر رمضان التي تتكرر كل عام، سؤال عن حكم قيام الزوج الصائم بمداعبة زوجته، ويرد الشيخ علي عبد الباقي، الأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية، أن قيام الزوج الصائم بمداعبة زوجته من باب الرحمة والمحبة، إذا كانا اعتادا على ذلك الفعل، فلا حرج في ذلك.
ويضيف عبد الباقي أن مسألة ما إذا كانت المداعبة يصح معها الصوم شرعا أم لا، متوقفة على أمرين:
- إذا لحق بالمداعبة إنزال من قبل الزوج، فهذه المداعبة أبطلت الصوم وعلى الزوج الكفارة.
- إذا كانت المداعبة من باب المعاملة الحسنة بين الزوجين ولا شهوة فيها، فلا تفسد الصوم، ولكنها غير مستحبة.
وفي هذا السياق، يرى أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه بالأزهر، أن مداعبة الزوجة من قبل الزوج فى نهار رمضان لا تبطل الصوم لكنها في الأساس تدخل ضمن الأعمال غير المستحبة والمكروهة في نهار شهر رمضان المبارك.
ويشير كريمة إلى أن الدليل على كراهة مثل تلك الأفعال في نهار رمضان، قول الرسول عليه السلام: “إنَّ الحلال بيِّنٌ، وإنَّ الحرام بيِّنٌ، وبينهما أمور مُشتبهات لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس، فمَن اتَّقى الشُّبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومَن وقع في الشُّبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يُوشك أن يرتع فيه، ألا وإنَّ لكل ملكٍ حمى، ألا وإنَّ حمى الله محارمه، ألا وإنَّ في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسدُ كله، وإذا فسدت فسد الجسدُ كله، ألا وهي القلب”، مشددا على أن القاعدة الفقهية تؤكد أن كل فعل يؤدى إلى الحرام فهو حرام.
القطرة ونقط الأنف والأذن
وردا على سؤال من فتاوى شهر رمضان الكريم، عن ما إذا كان وَضْع النُّقَطِ في الأنف أو الأذن أو استخدام بخاخ الأنف، مُفسِدا للصوم أم لا، أوضح شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه إذا وصل شيءٌ من ذلك إلى الدماغ أو إلى الحلق، فإذا لم يُجَاوِز شيءٌ من ذلك إلى الحلق فلا يفسد الصيام.
فيما علق المركز قائلا: إن قطرة الأنف إذا كانت قليلة لا تصل إلى الحلق فلا بأس بها، أما إذا وصلت إلى الحلق فإنها تفسد الصيام وتبطله وعليه القضاء، لما روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (وبالِغْ في الاستنشاقِ إلا أن تكونَ صائما)، فهذا الحديث يدل على أنه لا يجوز للصائم أن يوصل الماء إلى جوفه عن طريق الأنف ولو أخر المسلم استعماله.
وبالنسبة لاستخدام قطرة العين أثناء الصيام، قال مركز الأزهر في فتواه: إن رأي المالكية والحنابلة ذهب إلى أن التقطير في العين مفسد للصوم إذا وصل إلى الحلق لأن العين منفذ وإن لم يكن معتادا.
ويرى الحنفية والشافعية جواز التقطير في العين في نهار رمضان وأنه لا يفسد الصوم بالتقطير. لأنه لا ينافيه وإن وجد طعمه في حلقه.
حقن الإنسولين
وحول حكم من أخذ حقنة طبية تحت الجلد كحقنة الإنسولين، كشف المركز العالمي للفتوى الإلكترونية بالأزهر، أن من أخذ الحقنة تحت الجلد في نهار رمضان، كما هو الحال في حقنة الأنسولين للتداوي، فإنها لا تضر بالصوم ولا تفسده، وليس على من أخذها قضاء أو كفارة.
أضف تعليق