العلاج بالأعشاب.. الإبر الصينية.. الحجامة.. سم النحل، وغيرها، هي وصفات تندرج تحت مسمى الطب الشعبي أو الطب البديل أو التكميلي، كما يطلق عليه بعض الأطباء، وسائل يلجأ إليها كثيرون ينتمون لشرائح مختلفة في المجتمع، بعيدا عن الأدوية الكيميائية.
يستعرض التقرير التالي أشهر وصفات ووسائل الطب البديل، ما لها وما عليها، وبعض الآراء المختلفة بشأنها.
يرى أمير صالح، أستاذ العلاج الطبيعي والطب البديل بجامعتي القاهرة وشيكاغو، أن كلمة الطب الشعبي أو البديل تُعد مصطلحا خاطئا، فأصل الكلمة هي الطب التكميلي.
وقال صالح، في تصريحات صحفية: إن هذا الطب أصيل، عرفه الإنسان القديم عندما كان يتعامل مع البيئة، من خلال الاستفادة بالعلاج بالشمس والمياه الكبريتية والأعشاب وحمامات الرمال، والعلاج بأنظمة غذائية محددة وغيرها.
العلاج بالأعشاب
ولفت صالح إلى أن الصيدلية العشبية المنزلية عرفتها الأسرة القديمة، خصوصا أنهم لم يلجئوا إلي الطبيب، إلا إذا استعصي عليهم الأمر، وكانت (الجدة) في المنزل هي بمثابة الطبيب للأسرة بأكملها.
وأضاف: أنه مع انتشار الغش والتلوث، وغياب الرقابة، وتغليب الرغبة في الكسب والربح على مصلحة المريض، فلا يجب أن تؤخذ الأعشاب الآن من العشابين أو ممن يبيعونها علي الأرصفة، بل تؤخذ من الصيدليات.
الحجامة
واستنكر صالح رفض كثير من الأطباء -حتى وقتنا الحاضر- الاعتراف بما يسمى “طب الحجامة” رغم الاعتراف العالمي به، ولا سيما الجامعات الأوروبية، نتيجة أبحاث ودراسات وتجارب عديدة، وخلال سنوات أثبت خلالها طب الحجامة.
وأشار إلى نجاح الحجامة في معالجة أمراض يقف الطب الحديث عاجزا عن تقديم الشفاء لها، مثل: عرق النساء، وخشونة الركبة، وحساسية الجيوب الأنفية، ومساهمتها في تخفيف أمراض أخرى، مثل: ضغط الدم، والقولون العصبي، وارتفاع السكر، والصداع النصفي، وسيولة الدم.
أما مصلح عبد الرحمن، أستاذ طب الأسرة بكلية الطب جامعة قناة السويس، فيرى أن ضرر الحجامة أكثر من نفعها، خصوصا الحجامة الرطبة التي تعتمد على تشريط الجلد، وسحب الدم بالكئوس وهو يعد أخطر أنواع الحجامة، الذي يجب أن نتجنبه، لأنه يعرّض للعدوى بالأمراض المنقولة عن طريق الدم، كفيروس سي، أو الإيدز، وغيرهم.
سم ولدغ النحل
وقالت سامية مسعود، أستاذ التخدير والعناية المركزة ورئيس وحدة العلاج بالطب البديل بكلية الطب جامعة الزقازيق: إن كثير من الوصفات الشعبية لها أساس علمي، وأثببت دراسات طبية أجراها علماء غربيون فاعليتها في علاج بعض الأمراض، ومنها سم النحل فيه شفاء لآلام الظهر والساقين.
وأضافت، في تصريحات صحفية، أن (كوماروف وأرستين بلاندين) وهما عالمان روسيان، أثبتا فاعلية وخز النحل كمطهرات شديدة الفاعلية، وكعلاج للحمى الروماتيزمية، وأمراض الطفح الجلدي.
وأشارت إلى أنه في مؤتمر المناعة العالمي عام 1985 توصل العلماء إلى أن سم النحل له تأثير كبير في علاج الإيدز، وتشترط مسعود أن يُجرى العلاج تحت إشراف طبي، لتحديد الجرعات، والأزمنة المناسبة.
الإبر الصينية
وانتقلت مسعود إلى الحديث عن نوع آخر من الوصفات، وهو العلاج بالإبر الصينية، مؤكدة أن له أُسسا علميّة، فعن طريق وخز الإبر تتغير وتتحول مسارات الطاقة، حسب العضو المريض، وفي أُذن الإنسان خريطة كاملة لمسارات الطاقة في جميع أنحاء الجسم.
العلاج بالغذاء
نوع آخر من العلاج، يوجه إليه هاني علي الغزاوي، الأستاذ الزائر في كليات الطب البديل بالعالم، أن “الحقبة المقبلة هي حقبة الوقاية بالغذاء والعلاج بالغذاء”.
وأشار العزاوي إلى أهمية اللبن الرايب أو الزبادي، وزيت الزيتون، والعسل الأبيض، والبصل، والثوم، والتمر، والخل، والكمون في علاج العديد من الأمراض الفتاكة للجهاز الهضمي، والقولون، والتهابات المعدة، والكبد، وخلل المناعة، والسكر، والأورام، وهشاشة العظام، والروماتيزم، والروماتويد، والأمراض العضلية.
وأكد الغزاوي أن العلاج بالغذاء منشأه التوجيهات الإسلامية المتوارثة من الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي ثبت علميا أنها تنعش الذكاء الفطري الخارق في الخلية، للقضاء على الميكروب والفيروس والورم.
أرقام
وقبل عامين، كشف الحسين حسان، مؤسس حملة باسم “مين بيحب مصر”، ضمت قوافل طبية، جابت ربوع البلاد، عن أرقام مفزعة عن دنيا العلاج بعيدا عن الأطباء، إذ رصد أعضاء الحملة:
- 40 مليون مصري على الأقل من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، يلجئون إلى الأعشاب والحجامة، وغيرهما من أنواع الطب الشعبي في علاج أمراضهم.
- مليون مصري من طبقة الأغنياء يتبعون الطرق ذاها في العلاج، ولكن أغلب أمراضهم التي يبحثون عن علاجها في عالم الطب البديل تكاد تنحصر في أمراض السمنة، والأمراض النفسية، والأمراض الجنسية.
- نحو 45% من المصريين يعالجون بعيدا عن الأطباء والمستشفيات والعيادات الخاصة.
- 10 آلاف عطار يعالجون بالأعشاب.
- أرباح العطارين سنويا 500%.
- فيزيتا العلاج بالأعشاب تتراوح بين بضعة جنيهات و50 جنيها.
- 350 ألف دجال ومشعوذ يدّعون قدرتهم على علاج الأمراض.
- 10 مليارات و500 مليون جنيه تُنفق سنويا على الطب البديل، ما يساوي 12% من موازنة وزارة الصحة في العام المالي الذي انطلقت فيه الحملة (2016/2017) التي بلغت 80 مليار جنيه.
أسباب
وعن أسباب لجوء المرضى لهذا النوع من العلاجات، قال محمد حسن خليل، استشاري القلب، ومنسق حركة “الحق في الصحة” أن أهم الأسباب:
- ارتفاع أسعار الكشف في عيادات الأطباء بالمقارنة بتدنّي الحالة الاقتصادية لمرضى الطبقات المتوسطة والفقيرة.
- عدم فاعلية منظومة التأمين الصحي.
- غلاء وعدم توفر الأدوية، وضعف فاعليتها في كثير من الأحيان.
- غياب الرقابة على ممارسي الطب والتطبيب من العطارين وغيرهم.
- اقتصار رقابة وزارة الصحة على المستشفيات والعيادات المرخصة فقط، وبالتالي فهي غير مسئولة قانونا عن غيرهم.
- أخطاء بعض الأطباء الفادحة في التشخيص والعلاج.
- عجز الطب حتى الآن عن علاج كثير من الأمراض، وأمل المريض وحقه المشروع في العلاج.
أضف تعليق