في ظاهرة فلكية فريدة، تعامدت الشمس صباح اليوم الجمعة، على تمثال آمون بمعابد الكرنك، في محافظة الأقصر.
وتزامن ذلك مع حدوث الظاهرة في معبد حتشبسوت بالدير البحري، ومعبد قصر قارون بالفيوم، إذ شاهد الحضور تعامد الشمس في هذه الأماكن على ما أسماه الفراعنة قدس أقداس آمون.
هذه الظاهرة المتكررة كل عام في يوم 21 ديسمبر، توضح تفوق الفراعنة القدماء في علم الفلك، وقدرتهم على تحديد موعد الانقلاب الشتوي في كل عام، إذ تشرق الشمس في أرجاء معبد الكرنك، ويعقبها تتابع أشعة الشمس على الأعمدة والحوائط والدخول إلى قدس الأقداس في تمام السادسة صباحا، ويشاهد الحضور عبور الشمس عبر بوابات المعبد.
أجواء احتفالية
تابع الحضور الظاهرة الفلكية، صباح اليوم، وسط أجواء احتفالية، حضرها عدد من المصريين والسياح الأجانب، إذ أعلنت محافظة الأقصر فتح معابد الكرنك بالمجان صباح اليوم الجمعة.
وقال المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر: “إن الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على معابد الكرنك، كان غير تقليدي، حيث حرص عدد كبير من السائحين على المشاركة في احتفالية رصد هذه الظاهرة، التي أصبحت ضمن أهم الأحداث على الأجندة السياحية للمحافظة”.
من جهته قال الدكتور مصطفى الصغير، مدير عام معابد الكرنك: “إن ظاهرة تعامد وشروق أشعة الشمس على المعابد المصرية تؤكد دراية القدماء المصريين بالحركة الظاهرية للشمس حول الأرض، حيث كانوا يشيدون المعابد مواجهة للشمس لتسجيل ظاهرة فلكية، كما في معبد أبو سمبل الكبير بأسوان، الذي يسجل فيه التعامد بدء فصلي الزراعة والحصاد”.
معبد قارون
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، أن تعامد الشمس على المعابد المصرية القديمة، ليس مصادفة، وأن طرق بناء واجهات المعابد والمقاصير المصرية القديمة جرى بناء على مفاهيم معمارية ودلالات دينية كانت سائدة في مصر الفرعونية.
كما شهد تعامد الشمس في الفيوم، اللواء عصام سعد، محافظ الفيوم، وسيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم، إذ استمر التعامد لمدة 25 دقيقة.
وعلى عكس التعامد في الكرنك الذي تنتشر فيه الشمس في جميع أرجاء المعبد، فإن الحضور في الفيوم شاهدوا تعامد الشمس على المقصورة الرئيسة واليمنى فقط، ولم تتعامد الشمس على المقصورة اليسرى، وهو أمر له دلالة دينية عند المصريين القدماء.
اقرأ أيضا:
أضف تعليق