محطات من حياة الكاتب الراحل إبراهيم سعدة

إبراهيم سعدة
إبراهيم سعدة كان أصغر رئيس تحرير لصحيفة قومية هي "أخبار اليوم" - أرشيف

بعد صراع طويل مع المرض توفى الكاتب الكبير إبراهيم سعدة، أحد أعمدة الصحافة في مصر، عن عمر ناهز 81 عاما.

وشيّع جثمان الراحل من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير عقب صلاة الظهر، ونُقل إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة بمدينة 6 أكتوبر طريق الواحات البحرية، وذلك حسب تصريحات ابنة الراحل، نيفين إبراهيم سعدة.

وشارك عدد كبير من الكُتَّاب والصحفيين في حضور وداع الكاتب الصحفي إبراهيم سعدة، ومنهم الكاتب الصحفي ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم، وسمير رجب، وكرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وعبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين، وجلال دويدار، وشريف الزهيري، عضو اللجنة النقابية بمؤسسة أخبار اليوم، وعدد كبير من صحفيي المؤسسة، كما شارك في الجنازة حسن حمدي، رئيس النادي الأهلي الأسبق.

رحلته الصحفية

وُلد إبراهيم سعدة في الثالث من نوفمبر عام 1937 بمدينة بورسعيد، وتلقى تعليمه بمدارسها، حتى حصل على شهادة الثانوية العامة، وطار إلى سويسرا لدراسة الاقتصاد السياسي، ليمكث فيها قرابة الاثني عشر عاما.

جذبت صاحبة الجلالة الكاتب الكبير إبراهيم سعدة لبلاطها، منذ أن كان طالبا بمدرسته الثانوية بمحافظة بورسعيد، وأسس “سعدة” مجلة مدرسته، وعمل قبل حصوله على شهادة الثانوية العامة بعدد من الصحف والمجلات، منها: “الفن” و”سندباد” و”الجريمة” قبل أن يصبح أصغر رئيس تحرير لصحيفة قومية هي “أخبار اليوم”.

شكل عام 1962 نقلة نوعية، إذ كان يبلغ حينها 25 سنة، عندما تمكّن من إنجاز سبق صحفي بتغطية قضية لجوء “جماعة النحلاوي” سياسيا إلى سويسرا، بعد انتهاء الوحدة المصرية السورية، ونجح حينها في لقاء أعضاء “النحلاوي” وحصل منهم على تفاصيل الانفصال.

عُيّن “سعدة” صحفيا في جريدة “أخبار اليوم” الأسبوعية في أبريل عام 1962 بعد هذا السبق “المُثير” الذي أنجزه بيوم واحد، ليتدرج في المناصب الصحفية، ويصبح رئيسا لقسم التحقيقات الخارجية، ونائب رئيس التحرير.

ثم أصدر الرئيس الأسبق، محمد أنور السادات، قرارا جمهوريا بتوليه رئاسة تحرير “أخبار اليوم”، ثم رئيسا لتحرير صحيفة “مايو” التي كانت تَصدُر عن الحزب الوطني -الحزب الحاكم آنذاك- ثم عُيّن رئيسا لمجلس إدارة “أخبار اليوم” فيما بعد.

عُرف إبراهيم سعدة بمقاله الأسبوعي “آخر عمود” بصحيفة “أخبار اليوم” الذي كان مُلتزما بالكتابه فيه طيلة سنوات، قبل أن يُعلن من خلاله اعتزاله العمل الصحفي، واكتفاءه بكتابة مقاله الأسبوعي قبيل ثورة 25 يناير 2011.

قضية هدايا الأخبار

برز اسم الكاتب الراحل إبراهيم سعدة في مطلع عام 2013، في قضية منح عدد من الشخصيات العامة ورموز نظام مبارك هدايا باهظة الثمن من أموال مؤسسة “أخبار اليوم” بصورة سنوية منتظمة، مخالفة للقانون.

وأمر المحامي العام الأول لنيابة الأموال العامة العليا بضبط وإحضار الكاتب الصحفي إبراهيم سعدة، مع وضع اسمه على قوائم ترقّب الوصول، بعدما تبيّن أنه غير متواجد بمصر، وأنه سافر إلى الخارج، قبل أن ترفع السلطات المصرية اسمه من على قوائم الترقّب شهر سبتمبر الماضي.

قالوا عنه

من جانبه أكد حاتم زكريا، السكرتير العام الأسبق لنقابة الصحفيين، وأمين عام اتحاد الصحفيين العرب، أن إبراهيم سعدة انتُخب كعضو مجلس نقابة الصحفيين، ولم يحضر خلال فترة عضويته سوى اجتماعين فقط، مشيرا إلى أنه لم يندمج في العمل النقابي.

وصفه مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بـ”صائد ماهر للمعاني والكلمات عندما تشتد الأزمات.. وقلم حاد في مواجهة المواقف والأزمات، قاد مؤسسة أخبار اليوم في فترة وجوده إلى نجاحات كبيرة”.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *