جريمة قتل واقتحام فصل.. الطلاب في مرمى العنف

العنف في المدارس
تصاعد ظاهرة العنف في المدارس يفتح التساؤل عن الأسباب- أرشيف

على الرغم من أنه لم يمر شهران على بداية العام الدراسي، إلا أن الحوادث التي جرت خلال تلك الفترة أعادت فتح ملف العنف والبلطجة في المدارس وبقوة، ففي أقل من شهر طالب يقتل زميله، وطلاب إحدى المدارس التجارية يتهجمون على فصل الفتيات في المدرسة.

تلك الحوادث تفتح التساؤلات حول البلطجة والعنف، وما سبب انتشاره بين الأطفال والأجيال الناشئة، وكيف يمكن لوزارة التربية والتعليم مواجهة تلك الظاهرة.

وتشير التقارير والإحصائيات لوقوع أكثر من ألف حالة عنف في المدارس خلال الأربعة أعوام الماضية، وأرجع كثير من الخبراء سبب تفاقم الظاهرة، لما يقدم في الإعلام، والدراما، والأفلام السينمائية.

عنف متكرر

وشهدت المدارس، في المحافظات المختلفة، وقائع تكشف عن حجم البلطجة داخل أروقة الفصول، أبرزها:

وقام الطلاب عقب اقتحامهم للفصل، بتهديد الفتيات، ومحاولة الاعتداء عليهن، في ظل غياب المسئولين والمعلمين بالمدرسة.

  • وفي مدرسة أخرى بنفس الوقت، وتحديدا مدرسة الزراعة بشبين الكوم، أثناء الفسحة، قام تلميذ بقتل زميله بمطواة قرن غزال أثناء تشاجرهم، مما أدى لمصرعه.

وكان اللواء سمير أبو زامل، مدير أمن المنوفية، قد تلقى إخطارا من شرطة النجدة، بمصرع طالب على يد زميله بمدرسة الزراعة الثانوية، وبالانتقال تبين مصرع “أ.ح.ع” ١٨ سنة، طالب ومقيم بالعزبة الغربية بمدينة شبين الكوم، داخل مدرسة الزراعة علي يد زميله “م.ص.ع” ١٨ سنة، ومقيم قرية سلكا بشبين الكوم عقب مشاجرة بينهما، إذ قام الأخير بطعنه بمطواة داخل المدرسة.

  • وفي منتصف أكتوبر الماضي، تداول نشطاء الفيس بوك أيضا، صورا تكشف اعتداء والدة طالبة في المرحلة الابتدائية على زميل ابنتها لضربه إياها.

وقامت الأم بإطلاق كلب تمتلكه على الطفل، ما تسبب في إصابته عدة إصابات، بسبب عضة الكلب.

إحصائيات وأرقام

كشفت إحصائيات صادرة عن مركز “دفتر أحوال” – وهو مركز مصري مستقل مختص بالأرشفة والتوثيق والأبحاث – عدة أرقام متعلقة بالعنف في المدارس المصرية، وذلك في تقرير له لرصد العنف والجريمة في مؤسسات التعليم المصرية، خلال الفترة ما بين عامي 2014 و2017.

ورصد المركز في تقريره، وقائع العنف والجريمة التي أُحيلت لجهات التحقيق المختصة، إدارية أو جنائية، بالإضافة إلى الوقائع التي نُشرت في الوسائل الإعلامية والصحفية.

وفيما يلي نعرض لكم أبرز الأرقام التي جاءت في التقرير البحثي عن العنف في المدارس المصرية:

  • عام 2017: كان صاحب النصيب الأكبر من وقائع العنف في المدارس المصرية، إذ بلغت أحداث العنف خلاله 456 على الأقل.
  • عام 2016: أقل الأعوام التي شهدت وقائع عنف بإجمالي 184 واقعة.
  • النسبة الأكبر من وقائع العنف تحدث في مدارس البنين والمدارس المشتركة، وهي المدارس التي تستوعب أعدادا أكبر من الطلبة، دون وجود آليات تربوية وتعليمية لاستيعابهم، وفقا للتقرير.
  • وثّق 520 واقعة عنف في مدارس البنين، بينما قلّت في مدارس البنات حالات العنف مسجلة 163 حالة، علما بأن معظم مدارس البنات غير المشتركة في مصر، مدارس راهبات أو معاهد أزهرية.
  • المدارس الحكومية تحتضن 93 % من حالات العنف المرصودة في التقرير، إذ بلغت وقائع العنف الجسدي في المدارس الحكومية نحو 448 واقعة في الفترة المذكورة، بينما بلغت في الخاصة 35 واقعة، وبلغت وقائع التحرش والاعتداء الجنسي في المدارس الحكومية 79 واقعة، و14 في المدارس الخاصة.

الدراما والعنف

وفي السياق ذاته، أرجعت الدكتورة غادة صقر، عضو لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، انتشار ظاهرة العنف في المدارس، للتأثير الكبير لوسائل الإعلام قائلة: “كل المؤثرات الإعلامية الداخلية والخارجية المذاعة عبر كافة وسائل الاتصال تحض على العنف بين الشباب”.

وقالت صقر في تصريحات صحفية: “إن مصر تواجه حربا تستهدف شبابها الذين يمثلون ما يعادل 60% من المجتمع” مشيرة لأهمية الشباب، وكونهم مستقبل مصر وثروتها.

وأضافت: “أن الدراما وما تقدمه يُعد سببا كبيرا في انتشار العنف” مضيفة: “جميع أفلام السوق السوداء التي ينتجها مقاولين السينما تحض على العنف، وساهمت في خلق سلوكيات بين الشباب غير محمودة” لافتة إلى أن النشء أو الأطفال يحاكون ما تقدمه الدراما في الواقع.

وطالبت “صقر” وزير التربية والتعليم، بتطوير المناهج التربوية التي تعلم طلاب المدارس الأخلاق والتعاون، وتنفيذ بروتوكول التعاون الذي اعتُمد التوقيع عليه مع وزارة الشباب والرياضة.

ولفتت لأهمية دور وزارة الشباب والرياضة في القضاء على العنف في المدارس، وذلك من خلال رصد كافة مراكز الشباب والرياضة في الدولة، وتزويدها بكافة الاحتياجات التي تستقطب الشباب لممارسة الرياضة، لافتة إلى أن الرياضة تخلق روحا طيبة بين الشباب وتبعدهم عن العنف.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *