ذعر من عدوى الإيدز بمستشفى المنيرة.. والصحة تنفي

أزمة بمستشفى المنيرة
أزمة بمستشفى المنيرة

كشف طبيب بمستشفى المنيرة الجامعي عن كارثة صحية داخل المشفى، تهدد آلاف المتعاملين معها، وصفها الدكتور ثروت بدوي أبو زيد، بأنها جريمة إنسانية وفضيحة أخلاقية، محذرا المرضى من اللجوء للمشفى لحين حلها.

وتعود الواقعة لمنشور نشره الدكتور ثروت على الفيس بوك، قال فيه إن المستشفى استقبلت يوم الأحد الماضي، شاب على كرسي بنزيف حاد، بانفجار ما بعد تمدد في الشريان الفخذي، مضيفا: “وباختصار مغرق المستشفى كلها دم .. العيان ده مريض إيدز”.

وأضاف أبو زيد: “أنه أول من تعامل مع المريض، وقام بعمل الإسعافات الأولية له، تمهيدا لتحويله للحميات أو معهد ناصر” مضيفا: أن زوجة المريض تمكنت من استخراج جواب تحويل رسمي من وزارة الصحة للمستشفى، رغم أن المستشفى لا تمتلك أي عزل، ولا قسم جراحة دموية.

وتابع أبو زيد: أنه حاول شرح الموقف لزوجة المريض، إلا أنه اكتشف أنه سبق مجيؤه للمستشفى، وجرى تحويله بالفعل للحميات، ومن ثَمّ قامت الحميات بتحويله لمعهد ناصر، وقام معهد ناصر بطرده، فتوجه للوزارة وهو ينزف، مضيفا: أن الإداري حينما شاهد حالته قام بتحويله للمنيرة”.

وأشار أبو زيد، أن المريض تسبب في تلويث معظم أرضيات وجدران المشفى من المطعم لقسم الأشعة للمعامل، نتيجة دخوله من باب خلفي للمستشفى وهو ينزف، ومشيه حتى الطوارئ، مضيفا أن المستشفى قامت بإغلاق الاستقبال، وقامت بإبلاغ الوزارة بضرورة إرسال إسعاف لنقله، فكان رد الطوارئ: “إن هذا الأمر ليس من اختصاصهم ” .

حالة ذعر

ونقل الدكتور، كيف تسبب المريض في ذعر كل من بمستشفى المنيرة، مشيرا إلى أن حالات الطوارئ هربت من المستشفى، ورفض أحد المصابين في حادث وأسرته تلقي العلاج، وحتى القهوة المقابلة للمستشفى أغلقت أبوابها نتيجة للذعر.

ولفت إلى أن المريض وأسرته تعمدوا نشر الذعر، ونشر التلوث في المستشفى، مؤكدا أن المريض لم يترك غرفة إلا ودخلها، وصولا للتبول في الغرف، مضيفا: أنه وزوجته قالوا للعاملين “مش ماشيين من هنا، وهيتحجز، وهتجيبوله دكتور أوعية دموية”.

وأكّد أبو زيد أن مستشفى المنيرة خاطبت وحدة التلوث في وزارة الصحة، وكان ردهم: “رشوا كلور وخلاص، وبكرة نجيلكم” – على حد قوله – مشيرا إلى أن هذا ما قاله المدير أيضا، معللا ذلك بقوله: “إنه عاوز الشغل يمشي وخلاص”.

ولفت إلى مجيء الإسعاف أخيرا في اليوم الثاني، وقاموا بتعقيم المكان مرتدين زي يسمى PPE وهي بدلة خاصة بالتعقيم، مضيفا أنه رفض الصعود مع الحالة، لأنه يرفض التعامل معه كأنه الحلقة الأضعف، مشيرا إلى رفض الحميات استقباله، ورفض معهد ناصر بحجة عدم وجود مكان.

وأضاف: أن الأمر وصل لوزيرة الصحة، التي كان ردها: “احجزوا الحالة عندكم، وده أسوأ سيناريو ممكن حد يتخيله”.

ويكشف الدكتور أبو زيد، أن الأمر به ما هو أسوأ، إذ قام مدير مستشفى المنيرة بحجز المريض بقسم الحروق، وجرى إرساله للقسم من خلال أسانسير قسم النساء، الذي لم يتم تعقيمه بعدها، موضحا أن قسم الحروق به ست حالات محجوزة، منهم ثلاثة أطفال تحت ثلاث سنوات، وبجواره قسم الـ Septic يعنى: الخراريج، والأقدام السكرية، والصديد، والغرغرينا، وكل ده في دور واحد.

وأوضح أن مريض الحروق السبب الأول لوفاته هي العدوى، مستنكرا قيام المستشفى بوضع أشد الفيروسات فتكا بجواره، مضيفا: أن مريض الإيدز أيضا السبب الأول لوفاته هي العدوى، والمستشفى قامت بوضع المريض بجوار قسم الجروح الملوثة.

وأشار إلى أن الأزمة الأكبر تتمثل في أن المريض بيتحرك، وبيترك خلفه الكثير من الدماء، محذرا من سهولة التقاط الأطفال الذين بجواره المرض، مشيرا إلى أن التمريض المسئول عنه هو نفسه المسئول عن قسم الجراحة.

وأكد أن المريض سيقوم بعمل عملية في المستشفى، مشيرا أن العمليات هناك تقوم بمتوسط 30 عملية جراحية كبيرة، واحتمال إدخاله الرعاية أكبر مما يهدد حياة كل من يلجأ للعمليات أو الرعاية.

وواصل محذرا من أن الحادثة في مستشفى المنيرة العام بالسيدة زينب، إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية، وأدناها في مستوى المعيشة، وتدنيها في النظافة العامة.

وحمل الدكتور أبو زيد وزارة الصحة المسئولية، مؤكدا علمها بكامل الموقف، ومع ذلك بيحدث تفشي متعمد للعدوى والمخاطرة بحياة وصحة عدد كبير، مصيرهم قد يكون أسوأ من الموت، على حد قوله.

وزارة الصحة ترد

في مقابل شهادة الدكتور أبو زيد، نفى الدكتور أحمد محيي، مساعد وزير الصحة لقطاع الطب العلاجي، حدوث إهمال واستياء من استقبال المريض، وما تردد عن عدم جاهزية مستشفى المنيرة لاستقباله، مضيفا: أن المستشفى فور استقبالها للمريض اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة.

وأضاف في تصريحات صحفية، أمس الاثنين: “أن المريض الذي دخل المستشفى مصاب بنزيف حاد، نتيجة تمدد شريان الفخذ، وتم السيطرة على إصابته، واستئصال التمدد، وإنقاذ حياة المريض، مضيفا: أنه تم حجزه في غرفة عزل بمفرده.

وأكد أن العملية جرت تحت إشراف من الطب الوقائي بالوزارة، وأشار إلى أن كل المستشفيات تستقبل مرضى الإيدز مع اتباع الإجراءات اللازمة.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *