هل يكفي “أطفال بلا مأوى” للقضاء على الظاهرة؟

انطلق قبل عامين.. هل يكفي "أطفال بلا مأوى" للقضاء على الظاهرة؟
انطلق قبل عامين.. هل يكفي "أطفال بلا مأوى" للقضاء على الظاهرة؟

“أطفال الشوارع” أو “أطفال بلا مأوى” – كما أطلقت عليهم وزارة التضامن الاجتماعي – ظاهرة تفشّت في مصر على مدار عقود، فلا يكاد يخلو شارع أو وسيلة مواصلات من طفل منهم متسول، أو بائع متجول، أو قابع تحت كوبري، أو في أحد جوانب الطريق.

وطبقا لآخر مسح شامل قام به المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن عدد أطفال الشوارع في مصر بلغ 16 ألفا، أغلبهم يتمركز في الحضر، بنسبة تصل إلى 88 %، ومعظمهم من الذكور بما نسبته 83 %، وهناك حوالي 87 % منهم أصحّاء في حين أن البقية من ذوي الإعاقات.

و قدّر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في دراسة عن عمالة الأطفال، أنهم حوالي 1.6 مليون طفل.

فيما قدّرت منظمة “يونيسيف” عدد أطفال الشوارع في مصر بنحو 2 مليون طفل.

سبب الاختلاف

وترجع غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، اختلاف التقديرات إلى اختلاف تعريف “أطفال الشوارع”.

وأنهم وفقا لمنظمة اليونيسيف، مقسمون إلى ثلاث فئات:

  1. قاطنون في الشارع: هم الذين يعيشون في الشارع بصفة دائمة.
  2. عاملون في الشارع: هم أطفال يقضون ساعات طويلة يوميا في الشارع في أعمال مختلفة، مثل: التسول.
  3. أسر الشوارع: هم أطفال يعيشون مع أسرهم الأصلية في الشارع.

وأضافت: أن وزارة التضامن الاجتماعي اعتمدت نتائج صادرة عن الوزارة، تتفق مع إحصائية المركز القومي للبحوث الجنائية، بأن عدد الأطفال الذين ليس لديهم مأوى في مصر يبلغ حوالي 16 ألف طفل، وهم يمثلون الفئة الأولى.

أسباب

وقالت سمية الألفي، مديرة وحدة أطفال الشوارع بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، وعضو اللجنة الاستشارية للطفولة بجامعة الدول العربية، واستشاري حقوق الطفل، أن ظاهرة أطفال الشوارع لها أربعة أسباب رئيسية، هي:

  1. الفقر، والوضع الاقتصادي السيئ لمعظم أهالي الأطفال، وأن أغلبهم ينتمون لأسر فقيرة وأمية.
  2. التفكك الأسري والانفصال، الذي يؤدي لعدم الترحيب بالأطفال الناتجين عن هذا الانفصال.
  3. الإهمال وغياب القدوة في المنزل، والقسوة الشديدة، والعنف الأسري.
  4. النظام التعليمي الطارد للأطفال، الذين يعانون صعوبات في التعلم، أو لديهم مشكلات نفسية أو اجتماعية.

جهود الدولة

في نهاية شهر أغسطس 2016، أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي عن مشروعها “أطفال بلا مأوى” الذي تنفذه الوزارة، بالمشاركة مع صندوق “تحيا مصر”، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأهم ملامحه:

  • التكلفة الإجمالية للمشروع تقدّر بـ164 مليون جنيه، بالتنسيق مع 27 جمعية أهلية.
  • يستهدف تقديم خدمات الإعاشة والتأهيل 12,772 طفل في عشر محافظات هي الأعلى كثافة.
  • دمج 60 % منهم في أُسَر أو في دور رعاية اجتماعية بعيدا عن الشارع.
  • تطوير البنية التحتية، وزيادة القدرة الاستيعابية لست مؤسسات للرعاية الاجتماعية.
  • تفعيل الوحدات الاجتماعية المتنقلة بتشكيل 17 فريق عمل بالشارع، لتقديم خدمات مباشرة للأطفال.
  • الفحص الطبي والعلاج المجاني للأطفال خاصة لفيروس سي.
  •  إنشاء مرصد لمتابعة الظاهرة، وقياس التغيّرات الحادثة بها.

 إنجازات البرنامج

في فبراير 2018، أعلنت “والي” عن إنجازات المشروع المتمثلة في:

  • الاتفاق على الاستعانة بمنظمة دولية، هي ساموسسيال، لدعم تشغيل الوحدات من الناحية الفنية.
  • تكوين 17 فريق عمل بالشارع، للعمل بالمحافظات المستهدفة، وتدريبهم من خلال فترة معايشة مع الجمعيات الخبيرة ومؤسسات الدفاع الاجتماعي.
  • الانتهاء من أعمال تطوير البنية التحتية بمؤسسات دار البنين بالمنيا، فتيات العجوزة بالجيزة، دور التربية، ومؤسسة الحرية بعين شمس بالقاهرة.
  • التعاقد مع كلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، للبدء في تنفيذ خطة بناء قدرات العاملين بمؤسسات الرعاية الاجتماعية.
  • فتح ثلاث فصول للمدراس المجتمعية بمؤسسات الشرقية، والمنيا، والإسكندرية.

فيما أعلن حسني يوسف، مدير برنامج “أطفال بلا مأوى” بوزارة التضامن الاجتماعي مؤخرا أنه جرى الاتصال بـ9500 طفل في الشارع، و دمج 650 طفلا إلى أسر ومؤسسات رعاية في عشر محافظات.

كما وقّعت وزيرة التضامن الاجتماعي، اليوم 16 أكتوبر 2018، بروتوكول تعاون بين الوزارة وعزة العشماوي، رئيس المجلس القومي للأمومة وجمعية الهلال الأحمر فرع القليوبية، لإنشاء دور إيواء للنساء والفتيات بلا مأوى، وتعزيز قدرات خط نجدة الطفل.

تحديات

أما عن التحديات والمصاعب التي تواجه المشروع، فترى غادة والي، أن المشروع يواجه تحديات كثيرة منها:

  • جمود القوانين الذي يعيق جزءا كبيرا من العمل، وأن الأمر يحتاج إلى ترجمة القوانين إلى آليات تنفيذية للعمل.
  • ضعف الموارد، فالمشروع يحتاج المزيد من القوة البشرية، والموارد المالية.

في حين  تقول طبيبة الأطفال هنا أبو الغار، التي أنشأت في العام 2009 مؤسسة “بناتي” أن من أهم التحديات:

  • تباين التقديرات، بسبب عدم اعتراف أغلب الأطفال أنهم بلا مأوى، خشية إيداعهم في الدور، وتقييد حريتهم التي يجدونها في الشارع.
  • اقتصار الآليات التي طرحها برنامج “أطفال بلا مأوى” على وسائل للتعامل مع الظاهرة بعد وقوعها، أو كأنها أمرا واقعا، دون محاولة منعها من الحدوث، ما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة، لإغفال التعامل مع جذور المشكلة.

مخاطر

ويرى حسني يوسف، مدير برنامج “أطفال بلا مأوى” أن أطفال الشوارع بلا حماية ولا توجيه، وهم عرضة لمخاطر استغلال العصابات أو القادة من أطفال سبقوهم إلى الشارع، ومنها:

  • ارتكاب الجرائم، مثل: السرقة، والاعتداءات، والقتل.
  • التعرض للإصابة بأمراض خطيرة، وأحيانا أوبئة.
  • استغلالهم في التسول.
  • تعاطي المواد المخدرة، وتدخين السجائر في سن مبكرة.
  • استغلالهم في الاتجار بأعضائهم.
  • الانحراف، والشذوذ الجنسي.
  • الزواج العرفي، وإنجاب المزيد من أطفال الشوارع فاقدي الهوية والنسب.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *