محطة الضبعة النووية: أرقام وتخوفات

مشروع محطة الضبعة النووية لإنتاج الكهرباء
إنشاء مشروع محطة الضبعة النووية

مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية، عنوان تصدر الصحف المصرية، وشغل الرأي العام المصري قبل عام، وعاد مؤخرا للظهور بإعلان شركة الطاقة الذرية الحكومية الروسية “روس آتوم”، اتجاه الشركة لتدريب نحو 2000 فني مصري للعمل في محطة الكهروذرية المصرية بتكنولوجيا روسية.

وقال نائب رئيس الشركة جريجوري سوسنين، ومدير مشروع محطة الضبعة النووية في مصر: “إن تنفيذ المشروع يتم وفقا للجدول الزمني الموضوع، ومن المقرر بدء تدريب العاملين في نهاية 2019 مطلع 2020، وتأهيل موظفي الصيانة عام 2024”.

توقيع العقد

في 11 ديسمبر 2017، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في قصر الاتحادية بالقاهرة، التوقيع على اتفاق بدء العمل في مشروع محطة الضبعة النووية بمصر، وتزويدها بالوقود النووي.

وقّع الاتفاق محمد إبراهيم شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمدير العام لشركة “روس آتوم” الروسية أليسكي ليكا تشوف.

وتم اختيار منطقة الضبعة لبناء مفاعل نووي، بهدف توليد الكهرباء، وتقع “الضبعة” على شواطئ البحر المتوسط في محافظة مرسى مطروح، وتبعد عن الطريق الدولي مسافة 2 كيلو متر، وبناء المشروع في الكيلو 135، بطريق “مطروح الإسكندرية” الساحلي.

سبعة بنود

اتفق الجانبان المصري والروسي على سبعة بنود لإنشاء مشروع محطة الضبعة النووية، أبرزها:

  • تخصيص مساحة 45 كيلو مترا مربعا، بطول 15 كيلو مترا على ساحل البحر، وبعمق خمسة كيلو مترات، لتنفيذ المشروع.
  • إنشاء 8 محطات نووية على 8 مراحل، المرحلة الأولى تستهدف إنشاء محطة تضم أربعة مفاعلات نووية بقدرة 1200 ميجا وات بإجمالي قدرات 4800 ميجا وات.
  • قيام روسيا بتوفير نحو 80 % من المكون الأجنبي، فيما توفر مصر 20 %.
  • بناء روسيا قاعدة خاصة للوقود النووي المستخدم وتوريد حاويات النقل الخاصة لهذا الغرض.
  • إنشاء برج الأرصاد، لقياس درجات الحرارة والرطوبة واتجاهات الرياح.
  • إنشاء مباني العاملين وأجهزة قياس المياه الجوفية، والزلازل، والتيارات البحرية، وإمداد خطوط الغاز، والمياه، والكهرباء، والاتصالات.
  • يدير مشروع محطة الضبعة النووية الشركة الروسية للطاقة الذرية “روس آتوم”، وتتولى إنشاء المحطة وتعليم وتدريب العاملين بها، كما تتكفّل بوضع المفاعلات داخل المحطة، ثم بمتابعة أعمال الصيانة والتصليح فيما بعد.
  • يبدأ تشغيل أول محطة في 2019، والانتهاء بشكل كامل من إنشاء أول مفاعل نووي مصري، ودخوله الخدمة في 2025.

قرض روسي

ويتم تمويل مشروع محطة الضبعة النووية عن طريق قرض روسي بقيمة 25 مليار دولار، تحصل عليه مصر لإنشاء محطة الطاقة النووية، على أن يكون سداده على 35 سنة.

ونصّ الاتفاق على تشغيل المرحلة الأولى، أربعة مفاعلات نووية في 2019، والانتهاء بشكل كامل من إنشاء أول مفاعل نووي ودخوله الخدمة في 2025.

ويهدف مشروع الضبعة النووية إلى:

  • توفير 4800 ميجا وات “طاقة كهربائية”.
  • إنشاء مصانع روسية في مصر، لتصنيع مكونات المحطة النووية محليا.
  •  عقد دورات تدريبية للكوادر المصرية على استخدام التكنولوجيا النووية، ونقل الخبرات الروسية في هذا المجال للمصريين.
  • أن تصل نسبة التصنيع المحلي إلى 25% لإدخال تكنولوجيا الطاقة النووية للبلاد.​

ومن المتوقع أن يُسهم المشروع في:

  •  توفير 12 ألف فرصة عمل في مراحل الإنشاء.
  • ثلاث آلاف فرصة عمل بعد التشغيل.

تخوفات

وكانت القاهرة قد أعلنت في 10 فبراير 2015 توقيع مذكرة تفاهم مع موسكو، تضمنت بناء محطة نووية بتكنولوجيا روسية في مدينة الضبعة.

ورغم التفاؤل بشأن المشروع فإنه أيضا قوبل بتخوفات على المستويات البيئية والصحية والاقتصادية.

  • المستوى البيئي

رأى فاروق الباز، مدير مركز الاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء بجامعة بوستن الأمريكية، أن مصر غير مؤهّلة لخوض تجربة الطاقة النووية، معتبرا قرار إنشاء مفاعل نووي في الضبعة “سياسي غير مدروس”، محذّرا من احتمال التعرض لتسريب إشعاعي أو لانصهار نووي ناتج عن الإهمال أو إساءة معالجة مياه التبريد.

واستشهد الباز في تصريحات صحفية بكبرى دول العالم، التي فشلت في التخلص من المواد المشعة الناتجة عن التفاعلات النووية، مشيرا إلى توجّه كثير من الدول إلى هجر الطاقة النووية، والاتجاه نحو الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية النظيفة.

  • المستوى الاقتصادي

واجه المشروع انتقادات من قِبَل مستثمرين، كانوا يرون في المنطقة الواقعة على الساحل الشمالي المصري أرضا خصبة لإنشاء مدن سياحية تدر المليارات إلى الدخل القومي المصري، مطالبين باختيار موقع آخر للمشروع النووي أقل جذبا للسياحة.

  • المستوى الإنساني

وُجهت العديد من الانتقادات إلى الحكومة عام 2016، بعد إعلانها السيطرة على أرض المشروع، وإخلائها من سكانها، وتسليمها بالكامل لهيئة الطاقة النووية.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *