اليوم العالمي للصحة النفسية: ٢٥٪؜ من المصريين لديهم اضطرابات

الصحة النفسية
الصحة النفسية في مصر

يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يهدف إلى تذكير الشعوب بأهمية الصحة النفسية، والتوعية عن المرض النفسي، والعمل على حل مشكلات السلامة النفسية.

ويأتي هذا الاحتفال في الوقت الذي يعاني فيه ملايين المصريين من أمراض نفسية، وفق آخر إحصائيات تكشف تزايد معدلات الانتحار، وأوضاع مذرية للمستشفيات النفسية وسط وعود بالتطوير.

وكان المسح القومي للصحة النفسية ومعدل انتشار الاضطرابات النفسية لعام 2018، قد كشف عن إصابة 24.7% من المصريين بأعراض نفسية، وفقا لما نقلته دكتورة منى عبد المقصود، رئيس أمانة مستشفيات الصحة النفسية.

وأضافت: “أن المسح جرى إجراؤه على عينة عشوائية، بلغ حجمها 22 ألف أسرة، ممثلة للتوزيع الجغرافي لجميع المحافظات، وأن المسح أظهر أن نسبة 7% من العينة يعانون من أمراض نفسية، تتمثل في اضطرابات المزاج، خاصة الاكتئاب، يليه سوء تعاطي المواد المخدرة، ثم القلق والتوتر والفصام”.

وتضمنت الدراسة فحص 31639 شخصا بواسطة فريق مدرب من الباحثين، لافتة إلى أن أغلب الاضطرابات النفسية تتطلب رعاية بالمريض، خاصة في النوبات النشطة للمرض، ما يعد مؤشرا واضحا لأهمية الاستمرار في خطط تطوير خدمات الصحة النفسية والفِرق الطبية.

ليست دقيقة

بينما اعتبر الدكتور أحمد حسين، أخصائي الصحة النفسية، والمتحدث عن جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية للأمراض النفسية، أن الإحصائيات المماثلة ليست دقيقة بالكامل، معللا ذلك بسبب عدم تبليغ الكثيرين عن أمراضهم النفسية، بسبب الخوف من وصمة العار المجتمعية.

جاء تصريح حسين تعليقا على إحصائية الأمانة العامة للصحة النفسية في مصر بالتعاون مع منظمات دولية مختلفة، التي نشرت في أكتوبر 2017 وكشفت عن نسب المرض النفسي بين الفئات المختلفة، إذ قدرت الإحصائية نسبة الأمراض النفسية بين البالغين من سن 18 إلى 64 سنة، من 10 إلى 12% بمتوسط عدد السكان، ما يقرب من 8 ملايين شخص.

وقسمت الإحصائية الاضطرابات النفسية التي يعاني منها المصريين وفقا لأكثرية انتشارها، فجاء اضطراب الاكتئاب الجسيم في المقدمة، واضطراب القلق العام والفوبيا في المرتبة الثانية، وتبعه الفصام في المرتبة الثالثة.

وترتبط حالات المرض النفسي بحالات الانتحار بشكل كبير، وهو ما تزايدت معدلاته السنوات الأخيرة في مصر، ففي آخر إحصائية نشرتها منظمة الصحة العالمية والمعتمدة على بيانات تعود لعام 2015، فإن هناك 88 حالة انتحار من بين كل 100 ألف مصري، مما يعني وجود قرابة 88 ألف شخص ينتحرون كل عام.

بينما كشفت دراسة لوزارة الصحة العام الماضي أن 21.7% من طلبة الثانوية العامة يفكرون في الانتحار.

المصحات النفسية

في ظل ارتفاع أعداد المرضى النفسيين في مصر، تأتي أوضاع المستشفيات النفسية مقلقة، بداية من العدد، إذ يبلغ عدد المستشفيات النفسية الحكومية المتخصصة 18 مستشفى فقط، فيما يرتفع عدد المستشفيات الخاصة عن ذلك بفارق كبير، إلا أن الارتفاع الكبير في مصروفاتها يجعلها مطلبا صعبا لغالبية المرضى.

تعد مستشفى العباسية أبرز تلك المستشفيات الحكومية، وهو أول مستشفى عقلي أنشئ بمصر عام 1883م، ويضم 1504 سرير، وأنشئ على مساحة تبلغ 68 فدانا، ومقسم لـ46 قسم.

ويبلغ عدد الأَسِرّة المتوفرة بالمستشفيات الحكومية ككل، وفق إحصائية لوزارة الصحة نشرت عام 2017، 6650 سريرا في مستشفيات الصحة النفسية المختلفة، بينما يبلغ احتياج المرضى في مصر 16600 سرير.

أزمات المستشفيات النفسية

وتواجه المستشفيات النفسية التابعة للحكومة أزمات عدة، تتمثل في: نقص العمالة، نقص التجهيز، وهو ما أشار إليه مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، علاء الغنام، في تعليقه على انتهاكات حدثت للمرضى في مستشفى العباسية، إذ قال في بيانه الصادر فبراير الماضي: “إن نسبة الإنفاق على الصحة النفسية ﻻ تتجاوز 2% فقط من مجمل الإنفاق الحكومي على الصحة، كما تعاني المستشفيات النفسية من نقص في أعداد الأطباء النفسيين ومساعديهم من التمريض المؤهّل في مختلف التخصصات” مشيرا إلى أن المتوفر أقل من 1000 طبيب نفسي في كل القطاعات العامة والخاصة.

وأكد الغنام أن كافة التقارير المتعلقة بالصحة النفسية في مصر، تجمع على أن مصر تعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية المخصصة للصحة النفسية، ومن قصور في إتاحة هذه الخدمات خارج المدن الكبرى، خاصة الأرياف، وغياب دور لجان حقوق المرضى، ومنظمات المجتمع المدني المتعلقة بحقوق المرضى النفسيين.

وعود التطوير

وفي مقابل الشكاوى من الإهمال، تأتي الوعود بالتطوير من قِبل الحكومة، إذ أعلن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أنه يجرى حاليا القيام بأعمال تطوير، لتقديم خدمات أكثر تميّزا لصالح المرضى النفسيين.

وأضاف المركز: أنه جاري الانتهاء من بناء المركز القومي لعلاج الأطفال والمراهقين، مؤكدا أنه جرى تخصيص ميزانية كبيرة للتوسع في الإنشاءات والخدمات، من خلال تطوير خمسة عنابر بمستشفى العباسية، وتجهيزها على أعلى مستوى.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *