الفاشيولا تهاجم الإنسان والحيوان في مصر: بدأت بـ5 محافظات

الفاشيولا تهاج الإنسان والحيوان في مصر: بدأت بـ5 محافظات

وجّه مركز المعلومات وإدارة الأزمات بوزارة التنمية المحلية جميع المحافظات برفع درجة الاستعداد القصوى، لمواجهة انتشار المرض الطفيلى “الفاشيولا” أو ما يسمى بالدودة الكبدية، مؤكّدا أهمية التنسيق المتواصل بين الجهات المعنية والممثّلة في مديريات الصحة والطب البيطري، والزراعة، ورؤساء الوحدات المحلية، وغرفة عمليات كل محافظة لاتخاذ اللازم.

وحذّر إبراهيم محروس، رئيس هيئة الخدمات البيطرية، من انتقال المرض الطفيلي للإنسان عن طرق تناول لحوم أو كبدة الحيوانات المصابة بالمرض، خصوصا بعد ظهورها في خمس محافظات حتى الآن هي: القليوبية، وأسوان، وقنا، وأسيوط، وجنوب سيناء.

ويستعرض “مصر في يوم” من خلال هذا التقرير، المحافظات التي ظهرت فيها دودة الفاشيولا، مع التعريف بالمرض ومسبباته، وأهم أعراضه وطرق الوقاية منه.

انتشار الفاشيولا

فرضت مديريتا الصحة والزراعة بمحافظة القليوبية حالة الطوارئ، وفعّلت منظومة الأزمات والكوارث بدءا من يوم السبت الماضي، بعد رصد ظاهرة انتشار “الفاشيولا”.

وأعلن أحمد إبراهيم، محافظ أسوان، يوم السبت الماضي، رفع درجة الاستعداد القصوى، وتكثيف الحملات الوقائية، لمواجهة انتشار “الفاشيولا” بجميع مدن وقرى المحافظة بعد رصد حالات إيجابية.

وبدورها، حذّرت محافظة قنا المواطنين من مرض “الفاشيولا” وأصدر عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، بيانا الجمعة الماضية، يوجّه فيه بضرورة تقديم العلاج الفوري للحالات المصابة بالمرض مجانا.

وفي الخامس من أغسطس، عقد حسني درويش، نائب رئيس مركز ومدينة منفلوط، والقائم بأعمال رئيس المركز، لقاءات عديدة بالعاملين في القطاعات المختلفة، عقب انتشار مرض “الفاشيولا” بقرى منفلوط، تتصدّرها بني شقير فقط، وبني رافع، والحواتكة، ومنطقة بحري البلد بمدينة منفلوط في عدد الإصابات، وأكّدت مستشفى حميات أسيوط  أن عدد الحالات التي صُرف لها علاج للمصابين بالفاشيولا في منفلوط نحو 126 حالة، منهم نحو 46 حالة بقرية بني شقير فقط.

ولم يقتصر تفشّي الوباء على محافظات الصعيد، وإنما امتدّ إلى محافظة جنوب سيناء، إذ أعلن محمود عيسي، السكرتير العام لمحافظة جنوب سيناء حالة الطوارئ القصوى بالمحافظة في 9 سبتمبر الجاري، عقب رصد ظاهرة انتشار “الفاشيولا”.

ما هي الفاشيولا؟

“الفاشيولا” من الأمراض الطفيلية المعدية التي تصيب الإنسان وبعض الحيوانات، بسبب  دودة كبدية تسمى “الفاشيولا”، تهاجم الحيوانات التي تتغذّى على الحشائش والأعشاب والنباتات، مثل: الأبقار، والجاموس، والجمال، والخيول، والحمير، والأغنام، والماعز، والأرانب.

وتستوطن الفاشيولا في كبد الإنسان والحيوان، وتُرى بالعين المجردة، وحجمها كبير نسبيا، ولونها بني يميل إلى الصفرة، وشكلها مفلطح قريب من ورقة الشجرة، ويصل طول بعض أنواعها إلى ثلاثة سنتيمترات، ولها ممص أمامي حول فتحة الفم، تستخدمه في تثبيت نفسها داخل القنوات المرارية.

أسباب الإصابة

ووفقا لدراسة بحثية بعنوان الفاشيولا، وأثرها على الاقتصاد، أجراها الدكتور محسن إبراھيم عرفة، بمعهد بحوث صحة الحيوان في أسيوط، فإن هناك عوامل وأسباب عديدة تؤدي إلى الإصابة بمرض الفاشيولا منها:

  • تناول المياه والأطعمة والمشروبات الملوثة باليرقة المتحوصلة.
  • تناول اللحوم والكبد المصابة التي لم تطهَ جيدا.
  • ملامسة فضلات ومخلفات الأبقار والأغنام المصابة بها في المزارع، وبخاصة الأشخاص المخالطين لهذه الحيوانات.
  • بعض العادات الخاطئة كغسل الخضراوات والأواني في المجاري المائية المحمّلة باليرقة.

وأكّدت الدراسة أن قواقع الليمنيا، وهي قواقع حاضنة لبويضات الفاشيولا، تزداد نسبتها في الترع والمجاري المائية بدءا من شهر سبتمبر، وتستمر في الازدياد حتى نهاية شهر يناير، وتبلغ فيه أعلى معدلاتها، وهو ما قد يعني احتمال ارتفاع عدد الإصابات خلال الشهور المقبلة.

أعراض المرض

ويقول محمد عمر علي، أستاذ الأمراض الباطنية: إن أعراض المرض كثيرة، وتختلف من شخص إلى آخر أبرزها:

  • ارتفاع في درجة حرارة المصاب مع إفراز كميات كبيرة من العرق.
  • تقيؤ، وألم واضح في الناحية اليمنى في البطن.
  • الأنيميا، والإسهال، ونقص الوزن، وضيق التنفس، والعطس، والإصابة بالحساسية.
  • بروز عقد أسفل الجلد.
  • إهمال العلاج يؤدّي إلى حدوث تعفّن وتليّف للكبد.
  • ويضيف أن انتشار العدوى في مناطق كثيرة بالجسم يؤدّي إلى حدوث الوفاة.

الوقاية

من جانبها أوضحت آيات حجاج، مدير الأمراض المستوطنة بوزارة الصحة، أن الوقاية من المرض تتمثّل في إجراءات خاصة بالمواطن، ومنها:

  • غسل الخضراوات بالماء والخل أو الليمون، لقتل يرقات الطفيل.
  • عدم إلقاء فضلات الحيوانات في المجاري المائية، أو قضاء الحاجة في هذه المياه.
  • عدم استخدام مياه المصارف المائية في أي من الأنشطة الحيوية للإنسان.
  • طهي اللحوم والخضراوات جيّدا، للتأكّد من قتل الميكروبات والطفيليات.
  • التوجّه إلى أقرب وحدة صحية أو مشفى حال ظهور أي من الأعراض.
  • إجراءات خاصة بالدولة.
  • إجراء فحوص دورية على الحيوانات، وحظر ذبحها دون توقيع الكشف البيطري.
  • علاج الماشية والأغنام والأرانب المصابة.
  • إعدام أكباد الحيوانات المصابة.
  • تطهير المجاري المائية، للقضاء على العائل الوسيط، وهي قواقع الليمنيا.
  • إيقاف استيراد الحيوانات من الدول التي يتفشّى بها هذا المرض.
  • متابعة رصد الحالات المصابة، وسرعة تقديم العلاج في بداية الإصابة.

إجراءات وزارة الصحة

أعلنت مديريات الصحة على مستوى الجمهورية، مجموعة من الإجراءات لمواجهة المرض، تمثّلت في:

  • فحص دوري للبراز، لاكتشاف “الفاشيولا” بوحدات الرعاية الأساسية، خصوصا في الريف ولتلاميذ المدارس.
  • علاج جميع المصابين فور ظهور نتيجة الفحص مجانا بعقار “الترايكلا بندازول”.
  • مكافحة العائل الوسيط “قواقع الليمنيا” بالمجاري المائية باستخدام مبيدات القواقع والطرق البيولوجية.

الفاشيولا بـ63 دولة

ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، ينتشر مرض الفاشيولا الكبدية في 63 دولة حول العالم في مناطق أوروبا، وأستراليا، وإفريقيا، والشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، وبعض دول أمريكا اللاتينية، والولايات المتحدة الأمريكية، ووصل عدد المصابين بهذا المرض إلى 2.5 مليون شخص حول العالم.

كما أوصت في تقاريرها باستخدام عقار “تريكلا بندازول”  وهو قرص يتناوله المريض مرة واحدة للكبار والصغار، وليست له أية آثار جانبية ضارة.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *