قالت هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان: “إن مصر ستعرض تجربتها الناجحة في مواجهة الأمراض غير السارية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين” خلال كلمة خاصة في اجتماع مجموعة الـ 77 والصين التي ستتضمن استعراضا لخطة مصر الطموحة، لمواجهة هذا التحدي الكبير.
وكشفت زايد في تصريحات صحفية، عن انطلاق الحملة القومية للكشف المبكّر عن فيروس سي مطلع شهر أكتوبر المقبل، وأنها ستتضمن أيضا إجراءات للكشف عن عدد من الأمراض السارية المنتشرة بمصر، وهي السكري، والضغط، والقلب، والسمنة.
وأشارت زايد إلى أن جميع الدول الأعضاء في المنظمة الدولية اتفقت على إجراء استثنائي سيتم إطلاقه أثناء إلقاء كلمة مصر عن مواجهة الأمراض السارية، إذ يتم إضاءة أبرز معلم في كل دولة باللون الأحمر، في إشارة تحذيرية لضرورة التعامل بجدية مع خطر الأمراض السارية، التي تحظى باهتمام كبير في الدورة الحالية للجمعية العامة بالأمم المتحدة.
85 % من الوفيات
وأطلقت وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في 22 من يوليو الماضي، نتائج المسح الصحي القومي، لرصد عوامل الخطورة للأمراض غير المعدية في مصر لعام 2017، إلى جانب إطلاق الخطة القومية متعددة القطاعات لمكافحة الأمراض غير المعدية والوقاية منها (2018 – 2022).
ويعدّ المسح الصحي القومي المتدرج – لرصد عوامل الخطورة للأمراض غير المعدية لعام 2017 – واحدا من أهم المسوحات الصحية على المستوى القومي، التي تقدّم الدعم الكامل للقطاع الصحي بمصر، وتوفّر معلومات دقيقة عن العبء المرضي للأمراض غير المعدية، وتقييم التدخلات والخدمات الصحية على المستوى المجتمعي.
وقالت الدكتورة راندا أبو النجا نيابة عن جان جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر: “إن عبء الأمراض غير السارية السبب في الوفيات على مستوى العالم، وهي متزايدة، وبخاصة في البلدان المتوسطة وقليلة الدخل، إذ تتسبّب 85% من الأمراض غير المعدية في وفيات المصريين”.
موضحة أنه من الممكن تلافي هذه الوفيات من هذه الأمراض غير المعدية، ومن أهم هذه العوامل التدخين، وتناول الأطعمة غير الصحية، والكحول، وأن الأمراض غير السارية تقع على عاتق المسؤولين جميعا.
وصرح محمد جاد، نائب رئيس أمانة المراكز الطبيّة المتخصّصة، بأن 22% من المصريين يدخّنون، و79.1% لا يمارسون الرياضة، و90.3% لا يتناولون الطعام الصحي، ويتناولون أقل من 5 وجبات يوميا، و35.7% يعانون من السمنة.
مسح شامل
وفي خطوة لمحاصرة هذه الأمراض، أعلنت زايد أن الدولة ستعرف كل مريض مصاب بأمراض السكر أو الضغط أو السمنة أو فيروس سي بانتهاء المسح القومي الشامل بشأن فيروس سي، والأمراض غير السارية، الذي يبدأ مطلع الشهر المقبل.
وأضافت زايد في تصريحات صحفية: “هنعرف مريض مريض باسمه، ورقم البطاقة، وسنوجه كل عيان للمستشفى، لتلقى العلاج الخاص به”.
وشدّدت على أن نتائج المسح القومي التي تشمل 50 مليون مواطن ستكون بمنتهى الدقة، وأنها ستجعلنا نرى مصر كلها.
قاعدة معلومات
وقال عبدالحميد أباظة، مساعد وزير الصحة السابق، رئيس لجنة إعداد قانون التأمين الصحي: “إن المسح الطبي الشامل، المزمع تطبيقه في أكتوبر المقبل، خطوة مهمة، شريطة أن تتم بإتقان”.
وأضاف: “أنه سيسهم في توفير قاعدة معلومات قومية دقيقة في مصر، فنحن إلى الآن ليس لدينا قاعدة معلومات موحّدة لنسبة فيروس سي، وكانت التجربة الوحيدة في هذا الشأن قام بها معهد الكبد، لكنها كانت في إطار المترددين على المعهد، وبالتالي تمت في حدود ضيقة جدا، ومن خلال قاعدة البيانات يمكن معرفة حجم المشكلة الحقيقية”.
وأشاد محمد العماري، رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب بهذه المبادرة، معتبرا أنها ستدفع لرسم خريطة صحية جديدة لمصر، توضح لنا حقيقة النسب الخاصة بالأمراض غير السارية، بالإضافة إلى فيروس سي.
وقال العماري: “إن أهم ما في هذه المبادرة أنها لا تقف فقط عند فيروس سي، لكنها أيضا تشمل الأمراض غير السارية، مثل: الضغط، والسكر، وتحدد بالضبط أماكن انتشارها والأعمار المختلفة، وبالتالي توفر الطرق المناسبة للوقاية والعلاج، وهذا تأكيد على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأن فترة ولايته الثانية ستكون الأولوية فيها لملفات الصحة والتعليم وبناء هوية الإنسان، والبرلمان يدعم هذه المبادرة، وهذا التوجه، ولن يكون له دور مباشر سوى الدعم والرقابة”.
أضف تعليق