أطلق سامح شكري، وزير الخارجية، تصريحات عدديّة بشأن الزيارة الراهنة للرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة الأمريكية، لحضور الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وجاءت تصريحات شكري خلال لقائه أمس السبت في نيويورك، مع رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف، وعددا من الإعلاميين.
ويلخّص “مصر في يوم” أبرز هذه التصريحات التي جاءت ردّا على أسئلة الصحفيين في السطور التالية.
طلبات للقاء السيسي
قال شكري: إنه تلقّى عددا كبيرا جدّا من الطلبات للقاء الرئيس السيسي، لكن لضيق الوقت لم نستطع تلبية كل هذه المطالبات.
وأضاف: “نحاول بقدر الإمكان أن تتّسم لقاءات الرئيس مع زعماء الدول والحكومات بالتنوّع الجغرافي والسياسي، وأيضا أن تكون متّصلة بدوائر اهتمامات مصر الإستراتيجية، وعلاقاته الخاصة مع عدد من هذه الدول، في إطار الجهود المشتركة والتحدّيات في الشرق الأوسط”.
حوكمة النظام الدولي
وأوضح شكري أن كلمة السيسي أمام الأمم المتحدة ستكون عن حوكمة النظام الدولي، وكيفية الاتساق مع المبادئ التي وضعها ميثاق الأمم المتحدة، وستتناول رؤية مصر للعناصر الثلاثة التي يجب أن تحكم المرحلة القادمة من العمل وفقا لمنظومة الحوكمة الدولية.
معاقبة مساندي الإرهاب
وقال وزير الخارجة: “إن السيسي سيطرح خلال كلمته في الجمعية العامة قضية الإرهاب، ومعاقبة الدول المساندة لتلك الظاهرة، التي تُشكّل تهديدا عالميا، كما سيؤكّد مواجهة شاملة وحازمة، من خلال تعاون واتساق كامل بين كل دول العالم”.
واتهم شكري دولا – لم يسمّها – بدعم الإرهاب، ولفت إلى أن التعامل الجزئي من الدول مع الإرهاب لن يأتي بثماره.
وأضاف: “ما نرصده من حصول هذه المنظّمات الإرهابية على أسلحة متطورة، يشير إلى وجود دعم من دول وتمويل لابد من مواجهته من المجتمع الدولي، للقضاء التام على هذه الظاهرة”.
إفريقيا مظلومة
وعن تمثيل القارة الإفريقية في الأمم المتحدة، قال شكري: “إن هناك ظلما تاريخيّا يقع على القارة الإفريقية، إذ أن عددها في الأمم المتحدة 54 دولة، وتمثل ربع الأمم المتحدة، ولكنها ليست ممثّلة بالقدر الكافي، وأن مصر ملتزمة بالمطالبة بحق إفريقيا في التمثيل، من أجل الحصول على الرعاية اللازمة لقضايا الدول الإفريقية.
دولة فلسطينية
وأجاب شكري عن سؤال يتعلّق بتسوية القضية الفلسطينية بأنه لابد من إنهاء الصراع في هذه القضية، وإقامة دولة فلسطينية، مشيرا إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة مناسبة لطرح القضايا الساخنة.
وقال: “إن مصر تتواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية بهدف العمل على استئناف العملية التفاوضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك التواصل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، للوصول لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية”.
وأن هناك تواصلا مع الجانب الأمريكي لعرض رؤية مصر، وفقا لقرارات الشرعية الدولية والمفاوضات السابقة، إلى جانب محطات الحوار العديدة التي جرت بين السلطة الوطنية الفلسطينية والجانب الإسرائيلي، التي كانت قد وصلت لبعض التفاهمات، مؤكّدا أن أي خطوة يمكن اتخاذها ينبغي أن تنطلق من قواعد الشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
العلاقات المصرية الأمريكية
وحول ما يثار عن توتّر العلاقات المصرية الأمريكية خلال الفترة الماضية، قال: “إن وجود قضايا محل نقاش بين البلدين، مصر وأمريكا، هو سمة طبيعية على مدى أربعين عاما ماضية، إذ يكون هناك تباين في الرؤى بشأن بعض القضايا التي ربّما ترتبط بظروف المنطقة، وتقدير المواقف، ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، لتيسير الأمور نحو تحقيق المصالح المشتركة”.
لقاء ترامب
وأشار شكري إلى أن لقاء السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيعكس حرص البلدين على تعزيز العلاقات الإستراتيجية وعوائدها، لتحقيق المصالح المشتركة على النطاق الثنائي، والإقليمي، والدولي.
وأشار إلى أن استئناف مناورات النجم الساطع مجدّدا يعد دليلا على التعاون العسكري بين البلدين.
المساعدات الأمريكية
وذكر أن الرئيس ترامب وافق على تسليم مصر 195 مليون دولار، تمثّل جزءا من المساعدات التي كان قد جرى احتجازها عن عام 2016.
كذلك صرف مبلغ مماثل عن عام 2017، مشيرا إلى أن هذا الأمر يشير إلى أن العلاقات بين البلدين تسير في اتجاه صحيح، وأن القضايا التي كانت مثارة بينهما جرى التعامل معها من كلا الجانبين.
وأعرب عن أمله أن يمثّل لقاء ترامب والسيسي فرصة للانفتاح والتبادل والتواصل، وأن يتم إطلاق مرحلة جديدة من العلاقات مرتبطة بتعزيز قدرات مصر السياسية والأمنية، واستمرار التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة.
حقوق الإنسان
وردّا على سؤال بشأن الموقف من الانتقادات الدولية والقضايا التي يتم إثارتها ضد مصر، وبخاصة قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال شكري: “إن مثل هذه الموضوعات يتم تناولها بشفافية ووضوح، وإن وتيرة الحديث من جانب بعض الدوائر الأمريكية قد شهد خفوتا كبيرا في الفترة الأخيرة”.
وأضاف: “إن المتابع لملف حقوق الإنسان في مصر يرى أن الدستور والقانون والحكومة تكفُل حماية حقوق الإنسان المصري في ظل مناخ حرية الرأي والتعبير الذي تشهده مصر”.
التهديدات الإيرانية الأمريكية
وقال شكري: “إن التهديدات الأمريكية الإيرانية المتبادلة هي أمر من شأن الدولتين، ونحن ننظر إلى الأمر في ضوء الوضع الإقليمي، وضرورة الحفاظ على الأمن القومي العربي، وعدم تأثّره بمجريات تلك الأحداث، ولا نقبل أي مساس أو إضرار بالأمن القومي العربي على أنه كلّ لا يتجزأ”.
تهديد هرمز
وتابع: “إن ما يتردّد من تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز، أمر يخرج عن نطاق القانون الدولي والمجتمع الدولي لن يصمت على ذلك، وكذلك العالم العربي” مؤكدا أن فكرة الأمم المتحدة قائمة على الحوكمة الدولية، والقانون الدولي يكفل حرية الملاحة، وكذلك قانون البحار الذي يحكم سياسات الدول.
توحيد جيش ليبيا
وبالنسبة للوضع في ليبيا، قال شكري: “هناك جهود تبذل لعقد اجتماع وزاري لبحث الوضع في ليبيا، وترى مصر ضرورة تفعيل خطة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا في كافة عناصرها”.
وأكّد أن مصر تتفاعل مع كل الجهود الرامية، لتحقيق الاستقرار في ليبيا، ونعمل على توحيد الجيش، وتشجيع الأطراف المختلفة على تحقيق سلام سياسي، والاستقرار في ليبيا.
أضف تعليق