التلوث 11 ضعفا.. خطة مصر لـ”الحفاظ على الأوزون”

التلوث 11 ضعفا.. خطة مصر للحفاظ على الأوزون
طبقة الأوزون - أرشيف

“ابقى هادئا.. وواصل” شعار وزارة البيئة في احتفاليتها باليوم العالمي لـ”الحفاظ على طبقة الأوزون” الموافق 16 من سبتمبر، وهو اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرار في عام 1994، ويوافق تاريخ التوقيع على بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في عام 1987، ووقعت فيه أكثر من 190 دولة، بينها مصر، وهو يُحدد الإجراءات الواجب اتباعها على المستوى العالمي والإقليمي والمحلّي، للتخلّص تدريجيا من المواد التي تستنزف طبقة الأوزون، بعد اكتشاف تعرضها إلى ثقب، أدّى إلى قلة تركيزها بشكل كبير.

وطبقة الأوزون ذات اللون أزرق، هي جزء من الغلاف الجوي لكوكب الأرض، وهي متمركزة بشكل كبير في الجزء السفلي من طبقة الستراتوسفير، ومن أهم وظائفها حماية سطح الأرض من الأشعة فوق البنفسجية، التي تسبب أضرارا بالغة للإنسان والحيوان والنباب.

أضرار ثقب الأوزون

ثبت أن اتساع ثقب الأوزون يؤدي إلى تعرّض الأرض للأشعة فوق البنفسجية، التي تؤدي بدورها إلى خلل في كوكب الأرض بما عليه من أحياء ومخلوقات، إذ تنتشر الأمراض بين الناس بشكل كبير، نتيجة وصول الأشعة المُضرة للأرض، مثل: سرطان الجلد، وضعف المناعة.

ويحدث هذا الثقب خللا في توازن الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى تغير في المُناخ، وحدوث الاحتباس الحراري، الذي يؤثر سلبا في الكائنات الحية خصوصا البحرية، مثل: الأسماك، والطحالب، كما يُلحق الضرر بنمو النباتات ويُعيق عملية التمثيل الضوئي.

وخلصت نتائج دراسة أعدّها علماء بمعهد ستكهولم للبيئة، التابع لجامعة يورك، إلى أن تلوث الهواء بالأوزون له علاقة بالوفاة المبكرة لمليون شخص سنويا.

وأشارت أرقام الدراسة إلى أن عدد الوفيات بلغ ضعف حالات الوفاة المسجّلة في تقديرات سابقة.

وكشف أن الأرقام الواردة في نتائج الدراسة تُظهر أن التعرض لفترة طويلة لتلوث الهواء بالأوزون خارج الأماكن المغلقة، مسؤول عن وفاة نحو شخص من مجموع خمسة أشخاص متأثرين بأمراض الجهاز التنفسي في شتّى أرجاء العالم.

كما أظهرت النتائج أن المستويات جاءت أعلى بكثير من تقديرات سابقة ترجع إلى عام 2003، أشارت إلى وفاة مبكرة لنحو 400 ألف شخص، بسبب أمراض الجهاز التنفسي.

الأسباب

مركبات الكلوروفلوركربون تأتي على رأس الأسباب التي تتسبّب في ازدياد ثقب الأوزون، وهي مواد عضوية يدخل في تركيبها الكلور والفلور والكربون، وتصل كمية الإنتاج العالمي منها سنويا نحو 1400 مليون طن، منها 970 ألف كجم من النوع المدمر للأوزون، وتأتي أمريكا على رأس الدول التي تستهلك تلك المركبات، إذ تنتج 350 مليون طن سنويا.

ولهذه المركبات استخدامات عديدة في مجال التكييف والتبريد، إضافة إلى استخدامها في البخّاخات التي تنفُث مبيدات الحشرات، ومُزيل العرق، والعطور، ومواد أخرى يستخدمها البشر في حياتهم اليومية.

ويأتي أكاسيد النيتروجين، في المرتبة الثانية، ومنه أول أكسيد الكربون، الذي يتحوّل إلى حمض النتريك، وكذلك أكسيد النيتروجين السام، وهو يلوّن الجو، ويجعل الرؤية صعبة بحسب تركيزه.

ويتوقع العلماء زيادة أكاسيد النيتروجين من 11–30 مليون طن في الجو، والحدود المسموح بها لتركيز النيتروجين 3-10 أجزاء في المليون.

أما التجارب النووية، فهي تتلف الأوزون بنسبة 20-70% وبخاصة التفجيرات الهوائية.

كما أن ثورة البراكين يمكن اعتبارها أحد الأسباب الجزئية المدمّرة لطبقة الأوزون، إذ تقذف نحو 11 طن من كلوريد الهيدروجين و6 ملايين طن من كبرتيد الهيدروجين للغلاف الجوي سنويا.

جهود حكومية

أكدت ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن الوزارة تحاول ابتكار طرق لزيادة الوعي لدى المواطنين، مشيرة إلى أن الوزارة بدأت العمل مع وزارة التعليم العالي، لدخول الجامعات بدءا من العام الدراسي الحالي، وتشكيل فرق لبحث إمكانية تنفيذ مشروعات التخرج التي يمكن تطبيقها في مجالات طبقة الأوزون، المخلفات، والتنوع البيولوجي.

وقال عزت لويس، منسق مشروعات وحدة الأوزون بوزارة البيئة: “إن مصر اتخذت إجراءات للحفاظ على الأوزون، منها توفيق أوضاع المصانع، لاستبدال أنظمة التشغيل الضارة بأخرى صديقة للبيئة” لافتا إلى أن ثلاث شركات كبرى عاملة في مجال الأجهزة المنزلية وفقّت أوضاعها.

وأضاف لويس، في تصريحات صحفية، أن هذه الشركات أوقفت استخدام مواد الكلوروفلوروكربونية المستنفذة لطبقة الأوزون في صناعة منتجات الإيروسولات ابتداء من عام 1990، كما  أنشأت بنك للهالون بشركة حلوان للصناعات الهندسية عام 2008، ويقوم البنك بتجميع الهالونات المستنفدة لطبقة الأوزون من الجهات التي لديها مخزون راكد.

وأشار محمد شهاب عبدالوهاب، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، إلى نجاح مصر في التخلص من نحو 99% من المواد شديدة التأثير على طبقة الأوزون، إلا أنها ما زالت تواجه الخطر الأكبر، وهي مركبات الهيدروكلور فلوروكربونيات، والمنتظر التخلص منها بحلول عام 2030.

التلوث في القاهرة

وفقا لتقرير أعدّته مؤسسة “إيكو إكسبرت” البحثية الأمريكية، ونشرته مجلة “فوربس” العالمية، تعد القاهرة أعلى مدن العالم في التلوث بأنواعه المختلفة.

فيما ضمت القائمة عددا من العواصم والمدن العالمية بعد القاهرة، وتصدّرت مصر هذه القائمة، ثم تبعتها العاصمة الهندية دلهي في المرتبة الثانية، ثم العاصمة الصينية بكين، ثم العاصمة الروسية موسكو، ثم مدينة إسطنبول التركية، و مدينتي جوانجو وشنغهاي بالصين، ثم بوينس آيريس بالأرجنتين، والعاصمة الفرنسية باريس، بينما حلت في المركز العشر مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأبرز التصنيف أن مدينة زيورخ السويسرية هي الأكثر نقاء على مستوى العالم، كما أبرز أيضا أن القاهرة هي الأسوأ بين المدن في نسبة التلوث بأشكاله المختلفة: الهوائي، والبصري، والضوضائي.

وبحسب التقرير فإن سكان القاهرة يستنشقون الهواء الملوث بدرجة أكثر خطورة بمعدل 11.7 مرة مقارنة بالمعدلات الآمنة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فكافة أنواع التلوث لها تأثير على الصحة والحياة اليومية للأفراد حول العالم، كما أنه وفقا للمنظمة الأممية هناك تسعة من عشرة أشخاص حول العالم يستنشقون هواء ملوثا.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *