وافق أمس الخامس عشر من سبتمبر الذكرى الحادية عشرة لليوم العالمي للديمقراطية، وهو اليوم الذي أقرّته منظمة الأمم المتحدة في 8 سبتمبر عام 2007، وقد جاء هذ العام صادما بحسب تقرير الأمم المتحدة “مؤشر الديمقراطية لعام 2017″، الذي كشف عن أن 19 بلدا فقط بنسبة 4.5% على مستوى العالم هي التي التزمت بـ”الديمقراطية الكاملة”، وهي البلدان التي تحترم الحريات السياسية الأساسية، والحريات المدنيّة، وتدعم ثقافة سياسية تؤدّي إلى ازدهار ديمقراطي.
وصف التقرير “ديمقراطية 2017” بأنها سجّلت تراجعا على مستوى العالم، مضيفا أنها تتعرّض للضرب والضعف للسنة الحادية عشر على التوالي منذ إقرار اليوم العالمي لها.
ضغوط شديدة
وعرض الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في كلمة له بمناسبة هذا اليوم، أهم الضغوط التي تتعرّض لها الديمقراطية، وسُبل إيجاد حلول لها، مشيرا إلى أنها تتعرّض إلى ضغوط أشدّ وطأة من أي وقت مضى منذ عقود، لذلك حريّ بنا في هذا اليوم الدولي أن نَبحث عن سبل تعزيز الديمقراطية، وأن نُوجِد الحلول للتّحدّيات الهيكلية التي تواجهها.
وأضاف “جوتيريش” أن هذا يعني التصدّي لأوجه التفاوت الاقتصادية منها والسياسية على السواء، كما يعني أن نجعل ديمقراطياتنا أشمل للجميع، بأن نشرك الشباب والفئات المهمّشة في المنظومة السياسية، وهو يعني أيضا أن نجعل الديمقراطيات أكثر ابتكارا وقدرة على النهوض في وجه التّحديات الناشئة.
وأوضح أن الديمقراطية تحتاج جهد وعمل، إذ إنها تعد عملية من العمليات بقدر ما هي هدف من الأهداف، ولا يمكن لمثال الديمقراطية أن يتحوّل إلى حقيقة واقعة يحظى بها الجميع في كل مكان، إلا بإقرار المبادئ والقيم المتعلّقة بالحرية، واحترام حقوق الإنسان، ومبدأ تنظيم انتخابات دورية نزيهة بالاقتراع العام.
ولفت إلى أن ذلك كله منصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما أنه مذكور بالتفصيل في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي يكرّس مجموعة من حقوق الإنسان والحريات المدنية من شأنها أن تساند الديمقراطيات الهادفة.
وشمل تقرير “مؤشر الديمقراطية لعام 2017” 167 بلدا من أنحاء العالم، وتمّ تصنيف البلدان التي شملها إلى خمس فئات رئيسية، استنادا إلى معايير من بينها العملية الانتخابية والتعددية، والحريات المدنية وأداء الحكومة.
أربع ديمقراطيات
وتمّ تصنيف البلدان المشمولة في التقرير إلى أربعة أنواع من الديمقراطيات، وهي: الديمقراطية الكاملة، والديمقراطية المعيبة، والنظام الهجين، والنظام الاستبدادي.
- أولا: الديمقراطية الكاملة: البلدان التي تحترم الحريات السياسية الأساسية، والحريات المدنية، وتدعم ثقافة سياسية تؤدي إلى ازدهار ديمقراطي (19 بلدا بنسبة 4.5% على مستوى العالم).
- ثانيا: الديمقراطية المعيبة: بلدان تتمتّع بانتخابات حرة ونزيهة، وتحترم الحريات الأساسية، ولكن ينخفض فيها معدل المشاركة السياسية، لوجود مشكلات في الحكم، وعددها 57 بلدا.
- ثالثا: الأنظمة الهجينة: تتميّز بانتخابات تواجه ما يمنعها من أن تكون حرة ونزيهة، وعددها 39 بلدا.
- رابعا: الأنظمة الاستبدادية: تنعدم فيها التعدّدية السياسية، إذ تكون مقيّدة بشكل كبير، وعددها 52 بلدا.
أسوأ تراجع
وشهد مؤشر الديمقراطية لعام 2017 أسوأ تراجع في الديمقراطية منذ سنوات، إذ لم تسجّل أي منطقة في العالم تحسنا منذ عام 2016، بسبب تضييق الحكومات، وتعرّض الناخبين للمضايقات، وسجّلت 71 بلدا تراجعا في أوضاع الحقوق السياسية والمدنية.
ورصد التقرير بلدان بدأت قبل عقد من الزمان، وكأنها قصص نجاح واعدة، ثم انزلقت إلى حكم استبدادي، مثل: الولايات المتحدة (21 عالميا) حيث انخفض تصنيفها من الديمقراطية الكاملة إلى الديمقراطية المعيبة، بسبب انخفاض ثقة الناس بشكل كبير في أداء المؤسسات العامة، وكذلك فرنسا (29 عالميا) وإيطاليا (21 عالميا).
خطورة الأنظمة الاستبدادية
صنّف التقرير الصين (139 عالميا) وروسيا ( 135 عالميا) كأنظمة رائدة في الاستبداد في العالم، موضحا أن خطورتها ليست في كونها تعزز القمع الداخلي لديها فقط، ولكن الأخطر في تصديرها لنفوذها الخبيث إلى بلدان أخرى، التي تقوم على نحو متزايد بنسخ سلوكها، وتبني استخفافها بالديمقراطية.
وأما عن مصر، فقد جاءت في المركز الـ130 على مستوى العالم والتاسع على المستوى العربي، والشرق الأوسط خلف كلّا من تونس، ولبنان، والمغرب، والكويت، وفلسطين، والأردن، والجزائر، وكذلك العراق.
بينما جاءت النرويج في المرتبة الأولى، بقائمة مؤشّر الديمقراطية لهذا العام 2017، تليها آيسلندا والسويد ثم نيوزيلندا، وجاءت الدنمارك في المرتبة الخامسة، ثم جاءت أيرلندا، كندا، أستراليا، فنلندا، وسويسرا في المرتبة السادسة.
وجاءت:
- هولندا (11 عالميا).
- لوكسمبورج (12).
- ألمانيا ( 13).
- بريطانيا (14).
- النمسا (15).
- إسبانيا (19).
- كوريا الجنوبية (20).
أسوأ دول
وأشار التقرير إلى أن أسوأ خمس دول في الترتيب هي كالتالي:
- كوريا الشمالية في المركز الأخير (167 عالميا).
- سوريا (166).
- تشاد (165).
- إفريقيا الوسطي (164).
- الكونغو الديمقراطية (163).
- تركمستان (162).
- غينا الإستوائية (161).
- طاجكستان (160).
- أوزبكستان (158).
- غينيا بيساو (157).
أضف تعليق