المدارس اليابانية.. منحة لصالح من؟

المدارس اليابانية

يعتبر ملف المدارس اليابانية محاط بالغموض، ومصحوب بالصخب الإعلامي في نفس الوقت، فهي حلم يراود أولياء الأمور والطلاب منذ إعلان وزير التربية والتعليم عنه قبل أكثر من عام ونصف.

وعود برّاقة عن فصول متّسعة ومنمّقة، ومُعلمين يهتمون بالقدرات العقلية للطلاب، والمناقشات الموضوعية الشيّقة.

البداية من اليابان

بدأ طرح الفكرة والترويج لها بعد زيارة عبدالفتاح السيسي إلى اليابان في فبراير عام 2016، وتوقيعه منحة لشراكة مصرية – يابانية في التعليم، تتمثّل في إنشاء مائة مدرسة مصرية، تُقدّم التعليم على الطريقة اليابانية، دون الإفصاح عن أي تفاصيل.

وفي يناير عام 2017 أعلنت وزارة التربية والتعليم إنشاء وحدة لإدارة مشروع المدارس اليابانية، تتبع الوزير مباشرة، تتضمّن 45 مدرسة، موزّعة على جميع المحافظات المصرية.

وفي أغسطس من نفس العام، أعلنت فتح باب التقدم للالتحاق بالمدارس اليابانية من خلال موقع إلكتروني، على أن تبدأ الدراسة في شهر أكتوبر.

وبالفعل سجّل أولياء الأمور الطلاب الراغبين في الالتحاق، وتم الإعلان عن المقبولين في وقت لاحق.

فرحة لم تكتمل

فاجأ طارق شوقي، وزير التربية والتعليم الجميع في 19 /10/ 2017 بتأجيل الدراسة في المدارس اليابانية إلى أجل غير مسمى، ليبدأ أولياء أمور الطلاب المقبولين رحلة البحث عن مدارس بديلة.

وكان قرار التأجيل قد فتح الباب أمام تساؤلات كثيرة، وتوالت بعده التصريحات الرسمية.

قال أحمد خيري، المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم: “إنّ السبب يرجع لتأخّر الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المسؤولة عن البناء في تسليم عشرات المدارس”.

ونقل عن عبدالناصر إسماعيل، رئيس اتحاد المعلّمين المصريين: إن السبب هو رفض الجانب الياباني مقترح وزارة التعليم المصرية لرفع مصروفات هذه المدارس، واعتباره محاولة لاستغلال أموال المنحة اليابانية لأغراض تجارية.

إضافة إلى ما تم تداوله من رفض الجانب الياباني ما أسماه بالعشوائية في إجراءات قبول الطلاب، وتعيين المدرسين.

وبعد أكثر من أسبوع من إصدار التصريحات والمبررات هنا وهناك، خرج وزير التعليم طارق شوقي، ليعلن أن قرار التأجيل كان بسبب عدم اكتمال إنشاء المدارس، وأنه لن يتم افتتاحها قبل اكتمال العدد المطلوب للانطلاق.

كلاكيت ثاني مرة

بالرغم من التأجيل أعلن شوقي بعد عام كامل افتتاح المدارس السابق بنائها بنفس العدد، دون أي تعديلات أو إضافات.

وقال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم: “تجربة المدارس اليابانية ستبدأ ب34 مدرسة، ليس معنى ذلك أنهم آخر 34 مدرسة، ولكن المشروع يستكمل، والمواقع تم تحديدها”.

مصروفات صادمة

أعلنت وزارة التربية والتعليم بشكل رسمي أنّ مصاريف هذه المدراس ستكون 10 آلاف جنيه سنويا، بخلاف الزي المدرسي، وأدوات الدراسة، ما يعني أنها لن تكون متاحة للطبقة التي تعاني من تردّي الحالة التعليمية، وإنما ستكون لطبقة القادرين، الذين يتلقّون تعليمهم في مدارس جيدة بالفعل.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *