مصر الثالثة في ارتفاع معدلات الطلاق.. لماذا؟

الثالثة في ارتفاع معدلات الطلاق.. لماذا
الثالثة في ارتفاع معدلات الطلاق.. لماذا؟ - أرشيف

صنّفت إحصائيات عالمية حديثة مصر ضمن أكثر خمس دول في العالم ارتفاعا لحالات الطلاق، وقالت: إن مصر في المركز الثالث، بعد الأردن والكويت، وهو ارتفاع غير مسبوق، وظاهرة خطيرة تهدد كيان المجتمع.

بلغ معدل الطلاق في مصر حالتين طلاق لكل ألف شخص، بينما بلغ في الأردن، التي احتلت المركز الأول 2.6 في الألف، وفي الكويت بلغ المعدل 2.2 لكل ألف شخص.

 فحسب التقرير السنوي لإحصائيات الزواج والطلاق، الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن حالة طلاق تحدث كل ثلاث دقائق، وبلغ عدد إشهادات الطلاق 198 ألفا و269 إشهادا عام 2017، مقابل 192 ألفا و79 إشهادا عام 2016، بنسبة زيادة قدرها 3.2% وفق المصدر ذاته.

وأكَّد التقرير أن محافظة القاهرة الأعلى في عدد حالات الطلاق العام الماضي، مقارنة بباقي المحافظات، فقد تجاوزت نسبتها 19% من إجمالي حالات الطلاق في 2017 البالغة نحو 190 ألف حالة، وبلغ عدد الحالات بها 36.8 ألف حالة، مقابل 36.7 ألف حالة في 2016.

كما لفتت البيانات الإحصائية أن هناك 11 محافظة بخلاف القاهرة خرجت عن السيطرة، وارتفعت حالات الطلاق بها، وهي محافظة البحيرة، بورسعيد، بني سويف، الدقهلية، سوهاج، الشرقية، الأقصر، البحر الأحمر، مطروح، جنوب سيناء.

مبادرة “لَمّ الشمل”

دعا الأزهر لمبادرة “لَمّ الشمل” وذلك لخطورة تفشي ظاهرة الطلاق في المجتمع المصري، ولأن تماسك الأسرة أحد أهم دعائم التقدم والاستقرار.

وهي مبادرة تركِّز على ضرورة نشر الوعي الأسري بين فئات المجتمع، لتجنب الطلاق، وترصد أسباب ارتفاع معدلات الطلاق، وانخفاض معدلات الزواج، من خلال حلول استباقية، مثل:

  • اختيار الزوج المناسب.
  • محاولة حل المشكلات الزوجية بالتفاهم، وتجنب لفظة الطلاق.
  • الاحتكام إلى العقلاء من الأهل.

ونجحت المبادرة في لَمِّ شمل 194 أسرة، بعضهم كان قد انفصل منذ 3 سنوات، وذلك خلال فترة وجيزة من بدء عملها.

ورصدت المبادرة أهم أسباب تفشي الطلاق في المجتمع المصري، وتمثلت في:

  • إفشاء أسرار المنزل.
  • تدخّل الغرباء في تفاصيل الحياة الزوجية.
  • انعدام الشعور بالمسؤولية.
  • عدم التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين.
  • العلاقات المتحررة قبل الزواج.
  • إدمان المخدرات والمسكرات.
  • وسائل التواصل الاجتماعي.

علماء النفس والاجتماع

يرى كثير من علماء علم النفس والاجتماع أن تفشي ظاهرة الطلاق بهذا الشكل الخطير يرجع لتراكم موروثات اجتماعية خاطئة، باتت لا تتناسب مع متطلبات العصر.

وقد رأت الدكتورة هدى ذكريا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق: “أن حرص الأهل على الظهور أمام الابن أو الابنة كمصدر للأمان من هذا الشريك الخطر سبب تمزيق قدسية العلاقات، بالإضافة أننا مجتمعيا نربّي أبنائنا على التمثيل والنفاق، ولا نزرع فيهم الثقة بالنفس، التي تؤهلهم أن يختاروا ويستقلوا في علاقاتهم، وأغلب الأسر المصرية تربِّي الابن الذكر على التسلُّط والتحكم، ولا تبالي بغرس قيم احترام الزوجة، وإعلاء قيمة الأسرة”.

الحب لا يكفي

وعلى صعيد مختلف، يرى دكتور سمير عبدالفتاح، عميد معهد الخدمة الاجتماعية بجامعة بنها: “إن غياب العقل في الاختيار أحد أهم الأسباب، فالحب وحده ليس كافيا لتكوين أسرة سليمة”.

وأشار عبدالفتاح إلى: “أنه قديما كانت الأم تذهب لاختيار العروسة المناسبة لابنها، وتهتم بالكثير من الجوانب، كما فعلت ماري منيب في أفلامها، لكن للأسف اليوم الأم لم تعد تتدخَّل، ما جعل أغلب الاختيارات غير موفّقة، وبالتالي يحدث الطلاق سريعا”.

وأضاف: “أن اختفاء القيم في المجتمع، ومحاولة تقليد نماذج سيئة يعرضها التلفاز من خلال الأفلام والمسلسلات على رأس أسباب الطلاق”.

وأكَّد على ضرورة عودة منظومة القيم المجتمعية، وذلك من خلال الأسرة، والمدرسة، ومؤسسات الدولة.

وأضاف: الإعلام له دور بارز في هذا الصدد، فلابد أن يقدم نماذج يُحتذى بها، وتكون قدوة، بدلا من الهلس وشيطنة المجتمع بصفة عامة، خاصة الزواج.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *