السيسي في نيويورك: 20 لقاء و6 قضايا

السيسي يستقبل رئيس جمهورية تتارستان الروسية
لقاء بين السيسي ورئيس تتارستان

“20 لقاء و6 قضايا” هذا ما تحمله الأجندة المصرية ووجود السيسي في نيويورك خلال المشاركة الخامسة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها رقم 73، التي انطلقت الثلاثاء الماضي في المقر الرئيسي للمنظمة الدولية بمدينة نيويورك الأمريكية، وتركّز دورتها الحالية على قضايا التنمية، وحفظ الأمن والسلم الدوليين، ومكافحة الإرهاب، وحقوق الإنسان.

ووصل مساء الجمعة الرئيس السيسي إلى مقر إقامته بنيويورك، لإلقاء خطاب مصر السنوي باجتماع الأمم المتحدة، في ظلّ عودة العلاقات القوية بين مصر والولايات المتحدة، إذ انتهت في 20 سبتمبر الجاري فعاليات تدريب النجم الساطع الذي نُفّذت بقاعدة محمد نجيب العسكرية بنطاق المنطقة الشمالية العسكرية.

برنامج الزيارة

ومن المقرّر أن يلقي الرئيس السيسي، يوم الثلاثاء المقبل 25 سبتمبر كلمة مصر في المناقشات العامة رفيعة المستوى للقادة والرؤساء المشاركين في أعمال الجمعية، وسيكون محوره تعظيم وتوسيع دور الأمم المتحدة، وتوثيق صلتها وأهميتها للجميع، وتُعقد تحت عنوان “جعل الأمم المتحدة ذات صلة بجميع الناس: القيادة العالمية، والمسؤوليات المشتركة لتهيئة مجتمعات يسودها السلام، والتكافؤ، والاستدامة”.

من جانبه، قال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية: “إن بيان مصر أمام الجمعية العامة، سيتناول رؤية مصر لتعزيز دور الأمم المتحدة، وكذلك المواقف المصرية تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، ورؤيتها لأولويات صون السلم والأمن العالميين، وجهود مصر في دعم مكافحة الإرهاب الدولي”.

كما يترأس السيسي الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة السبعة والسبعين، التي تتولّى مصر رئاستها خلال العام الحالي للمرة الثالثة في تاريخ المجموعة، إذ يلقي البيان الافتتاحي لمصر أمام الاجتماع.

ويتضمّن البيان: استعراض الدور المصري في دعم أنشطة المجموعة منذ تأسيسها في ستينات القرن الماضي، ما أسهم بشكل فعال في تعزيز مسيرة ودور المجموعة في إطار التعاون فيما بين دول الجنوب، كما يشمل البيان موقف مصر نحو الجهود الرامية لإصلاح المنظومة التنموية للأمم المتحدة، للاستجابة بشكل أكبر للمتطلبات والاحتياجات التنموية لدولها الأعضاء”.

20 لقاء

وأضاف راضي أن زيارة الرئيس إلى نيويورك ستتضمّن أيضا نشاطا مكثّفا على الصعيد الثنائي بين مصر والولايات المتحدة على مستويات عديدة، من ضمنها عقد نحو 20 لقاء مع الشخصيات السياسية والفكرية ذات الثقل بالمجتمع الأمريكي، وكذلك مع قيادات كبرى الشركات الأمريكية، وصناديق الاستثمار، وبيوت المال، وكبار مسؤولي وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية.

وتابع: إن اللقاءات ستشمل مجموعة من أعضاء الكونجرس، إذ يُجري الرئيس حوارات مفتوحة معهم، للتباحث بشأن سُبُل تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، كما يُلقي الرئيس الضوء على تطورات الإصلاح الاقتصادي، وتشجيع الاستثمار في مصر، ورؤية الدولة لدور القطاع الخاص في التنمية، ومستجدات تنفيذ المشروعات التنموية العملاقة في مصر.

ومن المقرر أن يشارك الرئيس السيسي العديد من القادة والرؤساء في قمة نيلسون مانديلا للسلام، التي تُعقد بعد غد الاثنين، احتفالا بالذكرى المئوية لميلاد الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا.

ويلتقي السيسي خلال الزيارة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

القمة المصرية الأمريكية

وكان البيت الأبيض قد أعلن أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سيلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي الأسبوع المقبل، على هامش أعمال الجمعية.

وفقا إلى طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، فإن اللقاء يأتي في ظل عدد من التطورات المهمة في العلاقات المصرية – الأمريكية، أولها استئناف مناورات النجم الساطع المشتركة على نطاق واسع، فضلا عن الإفراج الأمريكي عن برنامج المساعدات المقدمة لمصر.

ويناقش الرئيسان السيسي وترامب بحسب فهمي ملفان رئيسيان:

  • الملف الفلسطيني، إذ يرغب الرئيس الأمريكي في طلب وساطة مصر، وأن تصبح لها دور في تقريب وجهات النظر بين أمريكا وفلسطين، وبخاصة بعد فشل الأردن في هذا الدور، ووصول العلاقات إلى طريق مسدود.
  • أما الملف الثاني المطروح على مائدة الرئيسين، الذي أشار إليه فهمي، هو الملف السوري، مشيرا إلى أن مصر سيكون لها دور كبير في إعادة تسليح الجيش السوري عقب وقف إطلاق النار، موضحا أن باقي الملفات الأخرى كالإرهاب، والملف اليمني، ووضع قطر مع الرباعي العربي، كلها ملفات هامشية في اللقاء.

ست ملفات ساخنة

يعرض الرئيس السيسي أيضا رؤية شاملة بشأن موقف مصر إزاء جمع التحديات العالمية، كما سيدعو المجتمع الدولي إلى التحرك بمزيد من الفعالية، لاحتواء ومنع الصراعات المسلّحة، ومواجهة خطر الإرهاب، ونزع السلاح النووي، ومعالجة مكامن الخلل الكبرى في النظام الاقتصادي العالمي، وما وصلت إليه المنطقة العربية والشرق الأوسط من أوضاع متردية علي جميع المستويات نتيجة لهذا الخلل، وتحوّلها الي بؤرة للصراع، والحروب الأهلية، والأكثر تعرضا لخطر الإرهاب.

ويتضمّن الخطاب ست قضايا، أهمها: قضية فلسطين، إذ يؤكّد ضرورة الإسراع بالتوصّل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية، فضلا عن مواجهة الفقر والمرض بإشارته إلى قضايا القارة الإفريقية، بالإضافة إلى محاربة الإرهاب.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *