فيروس كورونا يهدد صناعة الدواء في مصر.. ما الحل؟ 

فيروس كورونا يهدد صناعة الدواء في مصر.. ما الحل؟ 
تحذيرات من تأثر صناعة الدواء في مصر سلبا خلال الثلاثة أشهر المقبلة- مصر في يوم

أزمة مرتقبة تهدد صناعة الدواء في مصر مع استمرار تفشي فيروس كورونا في الصين، إذ تعثّر استيراد مواد خام ومواد تعبئة ومستلزمات طبية خلال الفترة الحالية، بسبب توقف الطرق والمطارات في الصين، وفقا لتصريحات علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية.

وحذر عوف من تأثر صناعة الدواء في مصر سلبا خلال الثلاثة أشهر المقبلة، إذا طال أمد أزمة تفشي فيروس كورونا في الصين.

وطالب رئيس شعبة الأدوية الحكومة بضرورة الانتباه إلى مثل هذا الخطر المتوقع، الذي من شأنه أن يتسبب في مشكلة كبيرة بقطاع الدواء، وحثها على سرعة البحث عن بدائل محتملة للاستيراد على وجه السرعة.

صناعة الدواء بمصر

ووصف عوف حدوث الأزمة المرتقبة بالكارثة، نظرا إلى طبيعة الأدوية التي تعتمد في تصنيعها على مواد خام مستوردة، مثل: الضغط، والسكر، والمضادات الحيوية التي يرتفع طلبها في السوق، لأنها تعالج أمراضا يعاني منها عدد كبير من المواطنين.

وأبدى عوف تخوّفه من احتكار بعض الشركات لهذه الأدوية من الآن لبيعها مستقبلا في السوق السوداء، وتحقيق أرباح مادية على حساب المرضى.

وبحسب رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، تستورد مصر مواد خام وتعبئة خاصة بصناعة الأدوية سنويا بقيمة تزيد على 1.5 مليار دولار، معظمها من الصين.

وأوضح أن 55% من المواد الخام ومواد التعبئة اللازمة لصناعة الدواء والمستلزمات الطبية، يُجرى استيرادها من الصين، بموجب اتفاقية بينها وبين وزارة الصحة المصرية، فيما تستورد 45% منها من الهند.

وأضاف عوف، خلال تصريحات صحفية: “أن نحو 92% من احتياج البلد من الدواء يُجرى تصنيعه في مصر بنسبة 90% مكونات مستوردة من المواد الخام ومواد التعبئة، فيما يُجرى استيراد نحو 8% من الأدوية الجاهزة من الدول الأوروبية والأمريكية”.

وفي تصريحات تلفزيونية، قال عوف: “إن الهند بديل قوي للصين في توفير مواد خام لصناعة الأدوية ومواد تعبئة، ولا بد من اتخاذ إجراءات سريعة قبل قيامها وغيرها من الدول برفع أسعار مستلزماتها من المواد الخام ومواد التعبئة”.

استيراد مقيد

أما شريف السبكي، العضو المنتدب للشركة المصرية لتجارة الأدوية الأسبق، فرأى أنه وفقا للاتفاقية فإن الاستيراد مقيد بدولة الصين فقط، ما يجعله متوقفا لأجل غير مسمي، ولحين تعافي الصين، واستعادة علاقتها بالدول المقاطعة لها ستعتمد مصر في تصنيع الدواء على المخزون الإستراتيجي لديها من المواد الخام، الذي يكفي لمدة ستة أشهر فقط.

وأضاف السبكي، في تصريحات صحفية: “أنه غير منطقي أن يكون استيراد المواد الخام مقيد بدولة واحدة، ويجب أن تكون هناك حرية في الاستيراد، لعدم عرقلة صناعة الدواء في مصر”، وفقا له.

ويرى العضو المنتدب للشركة المصرية لتجارة الأدوية الأسبق أن الأزمة التي تنتظر مستقبل صناعة الدواء في مصر ليست قاصرة على فيروس كورونا فقط، وما سبّبه من مقاطعات للصين، ولكنه عرضة للتكرار بشكل عام.

وعن سبل مواجهة أزمة صناعة الدواء المرتقبة وغيرها من الأزمات، أوضح السبكي أنه يجب مراجعة اتفاقية وزارة الصحة مع الصين بشكل عاجل، وتعديلها لتشمل دولا بجانب الصين أو بديلة عنها، مثل: الهند أو كوريا.

وتأتي أزمة تفشي فيروس كورونا وما تمثله من تهديد لصناعة الدواء لتزيد من مشكلات وأزمات الدواء في مصر، إذ يعاني المرضى مشكلة الغلاء، ونقص عدد كبير من الأدوية الأساسية، مثل: الإنسولين، وأدوية الضغط والسكر، وألبان الأطفال، إضافة إلى انتشار أدوية مغشوشة، وتحذير وزارة الصحة منها بين الحين والآخر.

وكشف مسئولون في شعبة الدواء بالغرفة التجارية عن أن نواقص الأدوية تخطت الـ1500 صنف، من بينها أكثر من 500 صنف ليس له بديل.

كما أن 40% من الأدوية المصنعة في مصر تُجرى من خلال تصاريح أجنبية، و90% منها انتهت فترة براءات اختراعها.

فيروس كورونا

وأعلنت هالة زايد، وزيرة الصحة، عن أول مصاب بفيروس كورونا في مصر لا تظهر عليه أعراض المرض، ويعد في فترة الحضانة، وليس مصابا بشكل فعلي.

وقالت كل من وزارة الصحة والسكان بمصر ومنظمة الصحة العالمية، الجمعة الماضية: “إن أول حالة إيجابية حاملة لفيروس كورونا المستجد داخل مصر لشخص أجنبي، من دون أن تحدد جنسيته”.

وأعلنت السلطات الصينية، أمس، أن الفيروس المستجد أودى حتى الآن بحياة 1519 شخصا على الأقل في الصين، بعدما سجلت مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء في وسط البلاد 139 حالة وفاة جديدة، ونحو 2420 إصابة إضافية خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

وبذلك يتخطى عدد إجمالي المصابين بالفيروس القاتل في الصين نحو 66 ألف شخص، وكانت هوبي قد سجلت يوم الجمعة 116 حالة وفاة، و4823 إصابة.

وخارج الصين، سُجل حتى اليوم حالتا وفاة فقط بالفيروس، إحداهما في هونج كونج، والأخرى في الفلبين.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *