شهدت ظاهرة بيع مستحضرات التجميل المغشوشة “الماكياج” انتشارا واسعا في الآونة الأخيرة، في ظل ضعف الرقابة على الأسواق الشعبية، وما يُعرف بمصانع “بير السلم”، بالإضافة إلى إقبال قطاع كبير من الفتيات والسيدات على شرائها، لانخفاض أسعارها مقارنة بالماركات الأصلية.
ويستعد مجلس النواب لمناقشة طلبيْ إحاطة مُقدميْن من النائبين طارق متولي ونانسي نصير، بشأن مستحضرات التجميل المغشوشة التي تُصنّع باستخدام مواد كيميائية محظورة، ووضع علامات تجارية مُقلدة عليها، وطرحها خارج الصيدليات والمحال المرخصة بأسعار رخيصة.
مستحضرات التجميل المغشوشة
وبحسب متولي، فإنه تقدّم بطلب إحاطة إلى كل من رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي ووزيري الصحة والصناعة، مُحذرا من خطورة انتشار مستحضرات التجميل المغشوشة ومنها “الماكياج” بالأسواق.
وشدد النائب على خطورة انتشار العدسات اللاصقة المغشوشة والبيع عن طريق سوق الإنترنت دون رقابة، ما يُمثل تهديدا للاقتصاد القومي، ويضر بصحة المصريين، والسيدات منهم على وجه التحديد.
وأضاف النائب: “أن السوق الموازية للعدسات اللاصقة التي تُباع على الأرصفة، تضر بالمستوردين، وتقتل تجارة استيراد العدسات الأصلية”.
ولفت إلى أن سوق الإنترنت أصبح شريكا في السوق المحلية، وتسبب في خسائر كبيرة في الوقت الذي لا تخضع فيه لأي رقابة رغم أخطارها الصحية الشديدة.
وأشار متولي، خلال طلب الإحاطة، إلى أن نسبة الغش التجاري في القطاعات الصناعية تمثل نحو 5% من الناتج المحلي، أي: ما يُعادل من 100 إلى 150 مليار جنيه.
إجراءات عاجلة
أما نانسي نصير، فقالت: “إن طلب الإحاطة الذي تقدمت به مُوجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرتيْ التجارة والصناعة والصحة، بشأن وجود مصانع تعمل في مجال تصنيع مستحضرات التجميل بمواد كيميائية محظورة، وكذلك انتشار مستحضرات التجميل المهربة”.
واعتبرت النائب انتشار مستحضرات التجميل المغشوشة “الماكياج”، سواء المستوردة أو التي يُجرى تصنيعها بأماكن غير مرخصة، عبثا بالاقتصاد القومي، واستهتارا بصحة المواطنين، إذ تعرضهم للإصابة بأمراض مختلفة وخطيرة، تصل إلى السرطان.
وطالب النائبان الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لمواجهة تلك الظاهرة، منها:
- وجود رقابة حقيقية وفعالة على بيع مستحضرات التجميل خارج الصيدليات.
- معاقبة مستوردي مستحضرات التجميل المغشوشة.
- وضع إستراتيجية قصيرة الأجل، لتفعيل الدور الرقابي على المصانع.
- توعية المواطنين بأهمية التأكد من مصدر المستحضرات المستعملة، وصلاحيتها قبل الشراء.
- غلق المصانع المخالفة فورا.
- توقيع أقصى عقوبة للغش التجاري على المتورطين.
وعادة ما يتقدم النواب بطلبات الإحاطة أعقاب وقائع، فقبل أيام أعلنت الجهات الأمنية ضبط وحدة سكنية بالعجوزة، اتخذها مالكها مصنعا لتجهيز مستحضرات التجميل مجهولة المصدر.
ووفقا لبيان مباحث التموين، عُثر بداخل المصنع على حقن لنفخ الشفاة والوجه، وكمية من الزيوت، تُستخدم بعد عمليات إزالة الشعر بالليزر، وكميات كبيرة من “المكياج”، جميعها مجهولة المصدر، من خامات رديئة تحمل علامات تجارية مقلدة.
وعثر رجال الشرطة ومفتشو الصيدلة على حقائب مستحضرات تجميل تحمل أسماء مراكز تجميل شهيرة، كان القائمون على المصنع بصدد تسلميها إليها.
مطالب وتحذيرات
وفي هذا السياق، حذرت منى الشبراوي، الطبيبة وعضو مجلس النواب، في بيان لها، نهاية ديسمبر الماضي، من أن “الماكياج المغشوش” يسبب للسيدات والفتيات الإصابة بالحساسية والالتهابات وحروق مؤلمة، تتحول مع الوقت والاستخدام الدائم إلى سرطان في الجلد.
وقالت الشبراوي، في بيانها: “إن خطورة مستحضرات التجميل المغشوشة تكمن في أن غالبيها تتكون من مواد كيماوية، مثل: الألوان، وقطران الفحم، والبنزين، والفورمالديهايد.
وأشارت إلى أنها تحتوي على بعض المواد السامة التي تؤدي إلى خلل في الهرمون، الذي يساهم في خفض مناعة الجسم، ما يسبّب أمراضا في الجهاز العصبي والتناسلي، خصوصا عند استخدامها بشكل يومي.
وأكدت النائب أن أقل أضرار تلك المستحضرات يتمثل في الإصابة بالحساسية، والالتهابات، والحروق المؤلمة، وترك بقع سمراء على الجلد.
كلام الطبيبة يتفق مع تقرير نشرته صحيفة “دايلي ميل” في وقت سابق، يفيد بأن غالبية منتجات التجميل تحتوي علي مكونات سامة، تسبب أمراضا خطيرة، مثل: السرطان.
وبحسب الصحيفة، أثبت باحثون بجامعة “جورج ماسون” الأمريكية أن مستحضرات التجميل التي تحتوي على مادة الباربين وراء الإصابة بالعقم وسرطان الثدي.
وأوضح الباحثون أن تلك المادة التي تحتوي عليها أغلبية مستحضرات التجميل تسبب إضرابات في هرموني “الإستروجين” و”البروجسترون” وهو ما يؤدي بدوره إلى نمو أورام ليفية بأنسجة الثدي، والنزيف المهبلي، وتكيسات على المبايض، التي قد تتحول بدورها إلى خلايا سرطانية.
وطالب النائب حاتم عبد الحميد، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، بوجود عقوبات مشددة لجريمة غش الأدوية، تصل إلى الحبس الوجوبي من ثلاث إلى عشر سنوات، وتصل الغرامة من 20 ألف جنيه إلى 50 ألف جنيه.
وأضاف النائب حاتم عبد الحميد، في تصريحات صحفية: “أن أي دواء أو مستحضرات طبية خارج الصيدلية تباع في الشارع معدومة الهوية تعتبر منتهية الصلاحية”.
فيما رأى محمد الشوري، عضو لجنة الصحة بالبرلمان: أن التصدي لتلك الظاهرة يستوجب إطلاق حملة مشتركة من وزارات الصحة والداخلية والإعلام.
نصائح
وقال ناصر الخوانكي، مدير مستشفي القاهرة الجلدية الحوض المرصود: “إن الفرق دائما ما يكون في المواد التي تُصنع منها هذه المنتجات التجميلية”.
ونصح الخوانكي السيدات باتباع الخطوات التالية، للتفرقة بين مستحضرات التجميل المغشوشة والأصلية:
- الانتباه إلى السريال نامبر، الذي يكون في الماركات الكبرى مطبوعا على العبوة أو محفور.
- يكون الغلاف ألوانه واضحة وغير باهتة.
- اسم المنتج موجود بالمكان الأصلي نفسه.
- تجربة المنتج مثل الماكياج على اليدين أولا، وعدم شراء المستحضر حال جفافه، لأنه يحدث لسببين، إما لوجود بكتيريا ضارة به، أو أن هذا النوع من المنتج ليس جيدا.
- عدم شراء المنتج إذا تسبب في إحمرار البشرة وتهيجها، حتى وإن كان المنتج ضمن “براند” عالمية.
أضف تعليق