استقبل مركز السموم التابع لكلية طب جامعة الإسكندرية، صباح اليوم الأربعاء، أول أيام عام 2020، خمس حالات تسمم، بسبب شرب خمر مغشوشة ومخلوطة بالسبرتو الأحمر، وذلك أثناء الاحتفال بأعياد رأس السنة.
وقالت الدكتورة مها غانم، المشرف علي مركز السموم: إن الحالات تناولت المصل المضاد ومازالت تحت الرعاية المشددة للاطمئنان على حالتهم الصحية.
خمر مغشوشة
وأضافت غانم، أن تناول خمر مغشوشة يمكن أن تؤدي إلى حدوث حمضية شديدة بالدم، تتطلب غسيلا للكلى بشكل فوري، إضافة إلى التأثير على الجهاز العصبي المركزي كنزيف المخ، والارتشاح الشديد، أو حدوث غيبوبة.
وتابعت المشرف على مركز السموم، أنها تؤثر أيضا على الرؤية بشكل مؤقت وقد ينتهي الحال بصاحبها إلى الإصابة بعمى دائم.
وكان مركز السموم، قد أصدر بيانا، حذر فيه من سرب الخمور، تفاديا لأنواع الخمور المغشوشة والمخلوطة بالكحول المثيلي، تزامنا مع بدء احتفالات المواطنين والوافدين برأس السنة الميلادية.
وفي سياق تسمم 5 أشخاص بسبب خمر مغشوشة، كشفت صحيفة “ديلي ستار” البريطانية في تقرير لها، 15 يوليو الماضي، عن حالات أصيبت بالعمى والموت إثر شربها خمورا مغشوشة، وحذرت منها ومن الأسواق الخارجية التي تباع فيها.
وفي يناير الماضي، أصيب سائح صيني بالعمى وخلل بوظائف الكلى والكبد إثر تناوله خمرا مغشوشة تحوي مادة “الميثانول” داخل أحد المطاعم السياحية أثناء زيارته للقاهرة.
وقال الدكتور أحمد عثمان، عميد كلية الطب جامعة الإسكندرية: إن سائحا يبلغ من العمر 50 عاما، صيني الجنسية، وصل إلى قسم السموم بالمستشفى الأميري الجامعي في حالة إعياء شديد، ومصاب بالعمى وخلل بوظائف الكلى والكبد وغازات الدم نتيجة شربه خمورا مغشوشة بمادة الميثانول.
عمى وموت
وكانت دراسة علمية أشرف عليها باحثون أمريكيون، ونشرها موقع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عام 2016، قد كشفت أن 60% من المشروبات الكحولية تحتوي على مواد كيميائية قاتلة يمكن أن تسبب العمى وربما الموت.
وتحتوي الخمور المغشوشة على الكحول الأحمر “الميثانول” بدلا من الكحول الأبيض “الإيثانول”، لرخص ثمنها، لكنها تسبب زيادة أول وثاني أكسيد الكربون في الجسم، وتقلل الأكسجين والأملاح في الدم، وتدمر خلايا المخ، ما يؤدي للعمى أو الوفاة إذا لم يتم إنقاذ المريض بالتشخيص السريع.
وفي منطقة “مالفاني العشوائية” بمدينة مومباي الهندية، لقي 100 شخص مصرعهم، في يوم واحد، عام 2015، بعد قيامهم بشرب خمر مغشوشة، وسجلت حالات مماثلة بدول أخرى مثل ليبيا وإيران وبريطانيا.
الخمور في مصر
وأمس الثلاثاء، أعلنت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، أن مشاركة من يشربون الخمر في مجالسهم حرام شرعا، سواء ليلة رأس السنة أو غيرها، لما في ذلك من التشبه بهم والرضا بفعلهم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بِقوم فهو منهم” ولأن الإنسان يوشك على الوقوع في المحظور مادام يحوم حوله ويألفه قلبه.
يذكر أن صناعة الخمور في مصر جرى خصخصتها في أواخر التسعينيات، وانتقلت إلى شركة الأهرام للمشروبات خلال بضع سنوات، وهي الآن مملوكة لشركة هينيكن الهولندية.
وبسبب عدم قانونية بيع الخمور في مصر واحتكارها من قبل شركات معينة، انتشر إنتاجها في “مصانع بير السلم”، التي يلجأ أصحابها إلى صناعة مشروبات كحولية مغشوشة.
أضف تعليق