التعليم في 2019: تجارب على الطلاب ومليارات مهدرة

التعليم في 2019: تجارب على الطلاب ومليارات مهدرة
ردود أفعال المسئولين حول منظومة التعليم الجديدة كشفت عما سببته على المستويين المالي والتعليمي - مصر في يوم

كان من المفترض أن تتغير بعض أوجه التعليم في 2019 للأفضل، وذلك بحسب تصريحات وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، طارق شوقي، التي روّج فيها لمنظومة التعليم الجديدة بعد توليه الحقيبة الوزارية.

إلا أن المنظومة الجديدة لاقت انتقادات واسعة من المسئولين قبل أولياء الأمور والطلاب، إذ أعلن البنك الدولي، في تقرير، 16 يوليو الماضي، بشأن تقييم الاقتصاد المصري لعام 2019، بالشراكة مع وزارة الاستثمار المصرية، أن قطاعي الصحة والتعليم لم يستفيدا من وفورات الإصلاحات المالية.

التعليم في مصر خلال 2019

التعليم في 2019

وجاءت أبرز ردود أفعال المسئولين حول منظومة التعليم الجديدة كاشفة عما سببته على المستويين المالي والتعليمي، فقد تقدم النائب محمد فؤاد، في 19 من شهر ديسمبر، بطلب لاستجواب وزير التربية والتعليم، طارق شوقي، بشأن تدني منظومة التعليم الجديدة.

وقال فؤاد، في تصريحات صحفية: إن عدم وجود دراسة دقيقة لمشروع تطوير التعليم، تسبب في إهدار أكثر من ملياري جنيه، فضلا عما تكبدته الوزارة من أعمال تطوير بنية تحتية رقمية لم تستوعب تشغيل النظام الإلكتروني، ما أدى إلى فشل التجربة وتكبد الدولة مصروفات باهظة.

وبالحديث عن أحد أهم أركان منظومة التعليم في 2019، أعلنت الوزارة عن إطلاق التعلم عبر جهاز التابلت، واستقاء المعلومات الدراسية من موقع بنك المعرفة، كخطوة لمواكبة العصر وسبل التعليم الجديدة، إلا أن ردود أفعال المعنيين بالأمر- ومنهم الوزير- جاءت غير مبشرة.

التابلت وبنك المعرفة

ففي 26 من نوفمبر الماضي، أعلن شوقي أن امتحانات أولى ثانوي في يناير المقبل ستُؤدَّى ورقيا، وبالتقييم الجديد نفسه، حتى يُجرى تدريبهم على التابلت، بعدما شهدت امتحانات العام الدراسي الماضي، حالة من السخط بين الطلاب، لتعطّل المنصة الإلكترونية وقت الامتحان.

وفي مارس الماضي، صرحت نقابة المهن التعليمية أن مشكلة تعطّل تحميل الامتحانات الإلكترونية لطلبة الصف الأول الثانوي هزّت صورة وزارة التربية والتعليم أمام الرأي العام، وأنه حتى الآن “لم تُجر الاستفادة من التابلت المدرسي ولا من بنك المعرفة” الذي دفعت فيه مليارات الجنيهات.

لم يقتصر الأمر على انتقاد الوسيلة التعليمية، بل تطرق إلى المحتوى التعليمي نفسه، ففي 7 نوفمبر، اشتعلت حالة من الغضب بين أولياء أمور طلاب بالصف الثاني الثانوي، بسبب فيديو تعليمي كرتوني لمادة الرياضيات على موقع بنك المعرفة، وصفوه بأنه “مبتذل وعشوائي واستخدم لغة متدنية خادشة للحياء تحث على التحرش والتنمر بالمرأة”.

ميزانية التعليم والمعلم والأسرة

وفي دعم يكشف حجم العبء الملقى على عاتق أولياء الأمور، أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي وبنك ناصر الاجتماعي، في 8 سبتمبر الماضي، تقديم برنامج لتمويل سداد المصروفات المدرسية بهدف مساعدة أولياء الأمور.

إعلان الوزارة والبنك برنامجا لتمويل سداد المصروفات المدرسية جاء بالتزامن مع ارتفاع أسعار الكتب والمستلزمات المدرسية، والتي لم يشتكِ منها المستهلكون فقط، بل حصل التجار على جانب كبير منها، إذ صرح بعضهم بزيادة الأسعار بنسبة 90%.

وفي سياق أزمات التعليم في 2019، أعلن شوقي، 27 نوفمبر الماضي، فصل 1876 معلما على مستوى الجمهورية، ليصير إجمالي المفصولين خلال 50 يوما نحو 2946 معلما، ليرتفع العجز في المدرسين، بينما يعاني الباقون من تدني الرواتب، التي أصبح زيادتها “في حكم المستحيل”، حسب قول الوزير.

لم يكن أولياء الأمور أو الطلاب أو التجار فقط من اشتكوا من ضيق الحال المالي أمام متطلبات التعليم في 2019، بل اشتكى من ذلك وزير التعليم نفسه، والذي هاجم وزارة المالية خلال انعقاد الجلسة العامة للبرلمان، في 6 مايو الماضي، لعدم حصوله على المبالغ المطلوبة لاستكمال تطوير المشاريع التعليمية.

وقال شوقي: “طلبنا 138 مليار جنيه، فكان الرد وفرنا لكم 99 مليار جنيه، فكيف أتصرف في 39 مليارا، إحنا مش بنفاصل، الوزارة هاتقفل، مشروع تطوير التعليم سيتوقف، وده مش تهديد، إحنا مش بنتفزلك، ومينفعش نتشطر على بعض، دي فاتورة ثابتة، إزاي أتصرف فيها؟!”.

مساعدات القوات المسلحة

وكعادتها، تقدم القوات المسلحة الدعم لحل مشكلات الوزارات المختلفة، ففي 6 أبريل الماضي، صرح شوقي أن هيئة التسليح الخاصة بالجيش، هي التي اشترت أجهزة التابلت للصف الأول الثانوي، وتعاقدت مع شركة سامسونج بتوفير أفضل الأسعار.

كما أعلن اللواء يسري النمر، رئيس مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات، 20 أغسطس الماضي، إنتاج أول نماذج الفصول المتنقلة، التي تعول عليها الدولة كأحد الحلول لأزمة كثافة الفصول، التي تخطت 120 طالبا في بعض المناطق، وذلك “استغلالا لفائض طاقتها الإنتاجية في مجال الصناعات الدفاعية”.

وقبل ذلك بسنوات، إذ مايزال الأمر مستمرا، أعلنت رندا حلاوة، رئيس الإدارة المركزية لمعالجة التسرب من التعليم، في 2016، أن 90% من التغذية المدرسية يتم إنتاجها وتصنيعها من قبل جهاز الخدمة الوطنية ووزارة الزراعة، والتي تسبب في تسمم المئات من التلاميذ خلال العام المنصرم.

وفي 2 من شهر ديسمبر، كشف محمد عمر، نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، أن الاختبار النفسي الذي يعقد للدفعة الأولى من المعلمين بمدينة “6 أكتوبر” ينفذه جهاز الطب النفسي للقوات المسلحة، ومن يجتازه سيُتعاقد معه على الفور.

وفي 10 من نفس الشهر، وقعت إدارة التعليم والتدريب المهني للقوات المسلحة، بروتوكول تعاون مع برنامج دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني “TVET EGYPT”، لإعداد وتأهيل الشباب لمتطلبات سوق العمل وتطوير نظام التعليم الفني والتدريب المهني، بالتزامن مع سعي “التعليم” إلى تحويل المدارس الفنية إلى عسكرية.

وفي سياق متصل، أعلن محمد مجاهد، نائب وزير التعليم، 22 ديسمبر، أن الوزارة ستزيد عدد مدارس التأسيس العسكري من 27 مدرسة إلى 100 مدرسة خلال العام المقبل، لتحقيق الانضباط وتعميق الوطنية، حسب قوله.

عبد الله محمد

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *