شهدت محافظة الفيوم صباح اليوم، تعامد الشمس على معبد قصر قارون، في ظاهرة فلكية تحدث مرة واحدة سنويا مع بدء فصل الشتاء، وهو ما أسماه الفراعنة بـ”الانقلاب الشتوي”.
وبقي ضوء الشمس عموديا على المقصورة الرئيسية واليمنى بالمعبد لمدة 25 دقيقة، في وجود عدد كبير من السياح لمشاهدة الحدث التاريخي.
وقال خبراء: “إن الشمس لم تتعامد على المقصورة اليسرى، التي كانت بها مومياء التمساح، رمز الإله سوبك، الذي لا يمكن تعريضه للشمس حتى لا تتعرض المومياء للأذى، وفق العقيدة الفرعونية القديمة”.
معبد قصر قارون
كانت محافظة الفيوم قد استعدت للاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على معبد قصر قارون، التي تتكرر صباح يوم 21 من شهر ديسمبر من كل عام، إذ تتعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون، وتستمر قرابة 25 دقيقة.
وجرى خلال الاحتفالية، التي تُعد حدثا عالميا وظاهرة فلكية، تقديم عروض فنية وثقافية من فِرق قصر ثقافة الفيوم والشباب والرياضة.
وكان قد جرى اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس على معبد قصر قارون عام 2003، وتماثل الظاهرة في أهميتها تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد الكرنك في الأقصر.
ومعبد قصر قارون بمحافظة الفيوم (جنوب القاهرة) بُني في العصر اليوناني الروماني (323 – 31 ق.م) وخُصّص لعبادة الإله “سوبك” و”ديونيسيوس” ألهة الخمر والحب عند الرومان.
ويضم معبد قصر قارون نحو 100 حجرة أثرية، كانت تُستخدم في تخزين الغلال والمحاصيل الزراعية، إضافة إلى عدة متاهات وسراديب.
ويتميز مدخل المعبد بوجود رسومات شمس مُجنحة، كما يحوي السقف نقوشا للتمساح “الإله سوبك” ونقوشا ملكية، ويطل المعبد من الجنوب والغرب على صحراء، ومن الشمال والشرق على أراضٍ زراعية بمحافظة الفيوم التي تبعد 130 كيلو مترا جنوب القاهرة.
الانقلاب الشتوي
والانقلاب الشتوي المعروف أيضا بعيد منتصف الشتاء هو ظاهرة فلكية، تميّز يومها بأقصر مدة للنهار وأطول مدة لليل خلال السنة.
وتحدث هذه الظاهرة على كل كوكب، إذ يميل أحد قطبيه نحو النجم، فيكون القطب الآخر بعيدا عنه، ما يجعله في فترة الانقلاب الشتوي بنصف الأرض الشمالي، وتسمى هذه الظاهرة انقلاب ديسمبر، وفي نصف الكرة الجنوبي يطلق عليها اسم انقلاب يونيو.
أضف تعليق