محافظة الغربية.. متى تنتهي حوادث الدهس فوق القضبان؟

تكرار حوادث القطارات في محافظة الغربية
تكرار حوادث القطارات في محافظة الغربية في ظل غياب المسئولين - مصر في يوم

رغم تكرار حوادث الدهس فوق قضبان القطارات، فيما يبدو أن الأمر أصبح معتادا للجميع، فإن اللافت في تلك الحوادث، خلال الفترة الماضية، هو تركّزها في محافظة الغربية، التي شهدت مصرع طلاب وبائعين ومسنين دهسا في حوادث متقاربة زمنيا.

ولم يمنع تاريخ السكة الحديد في مصر، كونها ثاني أقدم شبكة مواصلات في العالم، والأكبر بالشرق الأوسط والعالم العربي، أزمات، حاضرها في محافظة الغربية وباقي المحافظات.

وتتعدد أسباب كوارث القطارات في محافظة الغربية، والنتيجة واحدة “موت مواطنين على القضبان”، ورغم تكرار الحوادث بصورة مستمرة، فإن المسئولين لم يهتموا إلا بجمع الأموال وتحصيل الغرامات، ما يدعو للتساؤل “متى تنتهي حوادث الدهس فوق القضبان في الغربية؟”.

حوادث محافظة الغربية

ولقي عامل بشركة مصر للغزل والنسيج، يُدعى السيد ماهر، 44 سنة، مصرعه، أمس السبت، إثر سقوطه من القطار في محطة منية البندرة، التابعة لمركز السنطة في محافظة الغربية، نتيجة اختلال توازنه.

ويوم الأربعاء الماضي، لقيت خلود زاهر رمضان، 19 سنة، طالبة بكلية الحقوق جامعة المنصورة، مصرعها دهسا، أسفل عجلات قطار “طنطا – المنصورة” أثناء عبورها مزلقان السكة الحديد بمنطقة منشية البكري بالمحلة.

وعلى بُعد أمتار من موقع حادثة وفاة الطالبة خلود، وبفارق ساعات، توفى الشاب “عمرو رضا” 30 سنة، مُقيم في قرية عياش مركز المحلة، دهسا، ووصل إلى المستشفى جثة هامدة.

وقبلها بأسبوع، شهد المزلقان نفسه حادثة مصرع شاب، 25 عاما، مقيم بمنطقة أبو راضي، أسفل عجلات قطار السكة الحديد بخط “طنطا – المحلة”، بمنطقة الشعراوي في محافظة الغربية، ما أثار حفيظة المواطنين، وأصابهم بحالة من الفزع.

فلا يكاد يمر أسبوع إلا ويشهد المزلقان نفسه أو شريط السكة الحديد الممتد من منشية البكري إلى محطة المحلة الرئيسة العديد من الحوادث المتكررة.

وشهد الأسبوع الماضي، حادثة هزّت الرأي العام في مصر، إذ توفى الشاب أحمد مبروك من كفر الزيات، بعد أن اضطر للقفز من القطار أثناء سيره، لأن محصّل القطار بين طنطا وكفر الزيات هدده بتسليمه للشرطة، إذا لم يدفع غرامة تدخين، قدرها 100 جنيه.

وفي يوم 13 نوفمبر الجاري، سقطت طالبة بمدرسة الصم والبكم، في مدينة طنطا، من القطار، خلال استقلالها قطار ” طنطا – كفرالزيات” في محافظة الغربية، نتيجة اختلال توازنها في نطاق قرية الدلجمون التابعة لمركز كفر الزيات، محل إقامتها.

وفي نهاية أكتوبر الماضي، شهد قطار 934 مكيّف الإسكندرية – الأقصر، أثناء مروره بطنطا، جريمة بشعة، بعد أن أجبر رئيس القطار اثنين من الركاب، امتنعا عن دفع قيمة الأجرة على القفز منه، ما أدى إلى مقتل أحدهما، وإصابة الآخر.

وفي 25 يوليو الماضي، شهد مزلقان عزبة مصباح الخلفي بالغربية، حادثة تصادم توك توك والقطار رقم 505، المتجه من طنطا إلى دسوق، ما أسفر عن مصرع وإصابة أربعة أشخاص من أسرة واحدة.

ولقي شخص مصرعه، في 24 يونيو الماضي، بعد أن دهسه القطار أثناء محاولة عبور شريط السكة الحديد، بمحطة العلو، دائرة ثاني المحلة الكبرى في محافظة الغربية.

حوادث القطارات بمصر

وعلى خلفية تكرار حوادث القطارات في محافظة الغربية، كشف تقرير للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، العام الماضي، عن أن إجمالي حوادث القطارات في مصر ارتفع إلى 1082 حادثة، مقابل 793 حادثة في الفترة نفسها من عام 2017، بنسبة قدرها 36.4%.

وأكد التقرير أن اصطدام عربات القطار ببوابة المنافذ (المزلقانات) يُعد أهم أسباب ارتفاع معدل حوادث القطارات، إذ بلغ عددها 879 حادثة بنسبة 81.2% من إجمالي عدد حوادث القطارات.

ولفت إلى أن معدل قسوة حوادث القطارات بلغ 66.0 متوفى لكل 100 مصاب، كما بلغ معدل الخطورة 0.1 متوفى أو مصاب في الحادثة الواحدة.

كان تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قد أشار إلى أن حوادث القطارات في مصر، خلال الفترة الممتدة بين عامي 2003 و2017، بلغت نحو 16.174 ألف حادثة، وكان عام 2017 الأكثر في عدد الحوادث بنسبة 1657 حادثا.

يُشار إلى أنّ مصر لديها 28 خط سكة حديد، يبلغ طولها نحو 9750 كيلو مترا، تمتد إلى 760 محطة ركاب، تغطي جميع أنحاء جمهورية مصر العربية، يسير عليها ما يزيد على 1800 قطار.

وقال إبراهيم مبروك، أستاذ النقل وهندسة المرور بجامعة الأزهر: “إن السكة الحديد المصرية تحتاج إلى إدارة حاسمة، ووضع إستيراتيجية، لتطوير وتدريب العاملين بالهيئة”.

وأضاف مبروك، في تصريحات صحفية: “أن قضبان السكك الحديدية وعربات القطارات تحتاج إلى إحلال وتجديد”، لافتا إلى ضرورة دخول القطاع الخاص بشراكة مع هيئة السكك الحديد، لتطويرها، والعمل على رفع كفاءتها.

أما مظهر صالح، أستاذ هندسة الطرق والكباري بجامعة القاهرة، فرأى أن الحوادث تكشف مستوى العاملين بالسكة الحديد، موجها بضرورة تطوير ثقافة العاملين، وتدريبهم، ورفع كفاءتهم.

بينما يعتقد أسامة عقيل، أستاذ المرور والطرق والنقل في جامعة عين شمس، والخبير في وسائل النقل، أن ما يؤدي إلى تكرار الحوادث في محافظة الغربية وغيرها من المناطق، هو أن منظومة السكك الحديدية قديمة جدا في مصر، ولم تشهد تحديثا على مدى سنوات طويلة.

عمر الطيب

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *