تسع ساعات متواصلة تخللها استراحات قصيرة، شارك خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات مؤتمر الشباب الثامن، الذي حمل عنوان “تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا” بحضور 1600 شخص.

خصص الرئيس جزءا كبيرا من وقت المؤتمر للرد على فيديوهات الفنان والمقاول المصري محمد علي، الذي كشف عن معلومات تتحدث عن فساد كبير في الجيش المصري، ومشاريع ضخمة نُفذت لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي.

مؤتمر الشباب

وشارك الرئيس، في ثلاث جلسات خلال مؤتمر الشباب الثامن، الأولى بعنوان “تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا”، والثانية بعنوان “تأثير نشر الأكاذيب على الدولة في ضوء حروب الجيل الرابع”، والأخيرة هي الجلسة الأبرز بعنوان “اسأل الرئيس” والتي يحرص السيسي على المشاركة فيها بجميع مؤتمرات الشباب السابقة للرد على بعض الاستفسارات.

ووفقا لمراقبين، فإن مؤتمرات الشباب تُمثّل تقليدا سياسيا معروفا ومُمتدا تاريخيا، في الكثير من الدول، تحت إطار الشرعية والأيديولوجيا، فالشباب في المجتمعات الحديثة يمثل طاقة إنتاجية وأيديولوجية ضخمة، في حين يهاجم البعض تكرار هذه المؤتمرات وسط حديث عن تكلفة باهظة لإقامتها.

نفي اتهامات محمد علي

وخلال مؤتمر الشباب نفى السيسي، اتهامات تتعلق بالفساد أثارها الممثل والمقاول محمد علي، قائلا: إن “مخاطر الكتمان أكبر بكثير من السكوت، ومن أسبوعين هناك موضوع مستمر”، متسائلا: “أنتم مش (لستم) خايفين على جيشكم والضباط الصغار، أن يقال لهم أن قياداتكم ليست جيدة؟”

وأضاف: “كل الأجهزة قالوا لو سمحت لا تتكلم، لكن ما بيني وبين الناس هو الثقة، وأرفض أن يلعب أحد في تلك المنطقة”.

ونفى الرئيس ما ردده “علي” -دون أن يذكر اسمه- عن تركه والدته بالمستشفى عقب وفاتها لعدة أيام حتى يتسنى له افتتاح تفريعة قناة السويس في أغسطس 2015، أو أن يكون قام بتشييد مدفن لها على حساب الدولة.

وتابع: “والله هذا كذب وافتراء، والله هذا كذب وافتراء، وهذا أمر كان يشغلني وأنا لابد أن أرد عليه”.

بينما أقر السيسي بالفعل بتشييد قصور رئاسية جديدة قائلا: “أنا عملت قصور رئاسية وسأعمل.. هي ليست لي، (ليس هناك شيء باسمي) مفيش حاجة بإسمي، هي باسم مصر”، لكنه قال: إن ذلك “ليس لصالحه ولكن لأجل مصر الكبيرة التي ستبهر العالم”.

وقال: إنه وفريق عمله في الرئاسة يتناولون طعامهم على حسابهم الشخصي، لافتا إلى أن كل الهدايا التي وصلت له جرى وضعها في متحف مقتنيات الرئيس.

وأكد أنه “لن يخيفه أي حديث بالباطل ولن يرهبه”، مشددا على أنه “لن يسمح في مؤسسات الدولة بوجود شخص غير جيد”.‎‎

مؤامرة على الجيش

كما حذر السيسي في مؤتمر الشباب مما اعتبره “مؤامرة” لـ”تشوية جهود الجيش”، وتغيير حكم مصر، قائلا “أقول للمصريين عندكم خيارين يا تستسلموا لهم ويحكموا مصر أو توقفوا (في وجههم)”، مؤكدا أنهم يريدون أن “يسقطوا مصر”، دون أن يتهم أحدا بشكل مباشر.

وأضاف: “طاب حد (شخص) يجي (يأتي) يشوهك ويقلقك ويضيع القيمة العظيمة اللي بيعملها الجيش في مصر”.

وتابع: “بقى اللي يقف في 3 يوليو ويقدم نفسه والجيش وأولاده وأحفاده تعملوا فيه كدا، ابن مصر، انتوا اللي تشيروا الكلام ده؟”

إثارة الأكاذيب

واستنكر السيسي في حديثه بجلسات مؤتمر الشباب ما اعتبره “إثارة الأكاذيب” عبر منصات التواصل، وقال: إن التكليفات التي تأتي لتلك المنصات غير معروف من يديرها بشكل مباشر وواضح، محذرا من تكرار سيناريو سوريا.

وفى رده على الخداع والحروب الإلكترونية واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، قال: “استخدام مواقع التواصل عمل اضطراب في الدولة يمثل خطورة”.

وقال أيضا، إنه لا بد من تماسك المؤسسات، مضيفا: “اللي فات كان صعب أوي، بس إحنا ما بنتهزش، لأننا معانا ربنا، والمفسدين ربنا مش معاهم، والمصلحين ربنا معاهم، وإحنا بنحاول نصلح ومش قلقانين من حاجة”.

وأضاف السيسي، “أهل الدين مش حاسين بالمشكلة، أهل الدين مش شايفين إن فيه مشكلة في فهمنا للدين، مش بنطلب إن صلاة الظهر تبقى ركعتين، لكن فيه مفاهيم أخرى، إيه رأي الدين فيمن ينشر الكذب، محدش يعرف إن الدين بيقول كفى بالمرء إثما أن يتحدث بكل ما يسمع”.

المدن الجديدة

وأوضح الرئيس السيسي، أن الدولة الجديدة متمثلة في العاصمة الإدارية متقدمة جدا، مضيفا: «مش ببالغ.. والإعلام موصّلش للناس كدا”.

وقال السيسي: إن بناء مدن جديدة ليس ترفا ولكن ضرورة لمواكبة النمو السكاني، مضيفا: “لما اتكلمنا عن البناء والتنمية نقدر نعوض عن الكتير من اللي فاتنا خلال السنين اللي فاتت، البلد لازم تتغير كل يوم، وإحنا أكتر لأن عندنا نمو في عدد السكان”.

وأضاف: “ولما نتكلم عن المدن الجديدة، يتصور البعض أنه ترف، وحاجة تتعمل أو ما تتعملش، لا كان لازم تتعمل، اللي حط التصور للمسار ده كبار أساتذة الجامعات تشكلت بهم لجنة وعملوا لأكثر من 6 أشهر لمناقشة ذلك، كل اللي حصل الفترة اللي فاتت، سواء كان قروض خارجية أو داخلية، تم إنفاقها عشان نقدر نتكلم في اللي بنتكلم فيه”.

محمد علي

ومؤخرا، تحدث ممثل مصري، يدعى محمد علي يمتلك شركة مقاولات شاركت في تشييد مشروعات بمصر بالتعاون مع القوات المسلحة، عن وجود “وقائع فساد كبرى”، اتهم فيها مسئولين بارزين في الدولة، دون توثيق حديثه بالمستندات، في سلسلة مقاطع مصورة قصيرة.

وأثار حديث “علي”، الذي يتواجد خارج البلاد، ضجة كبيرة للغاية عبر منصات التواصل، بين مؤيد ومعارض، تبعها إطلاق العديد من الوسوم على السوشيال ميديا مؤيدة ومعارضة أيضا تحظى بتغريدات كثيرة جدا، بالإضافة للتقدم بالعديد من البلاغات ضده.

رقية كمال

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *