لفظ أحمد مجدي أبو عريضة أنفاسه الأخيرة، 27 عاما، من مدينة طلخا بمحافظة الدقهلية، المعروف باسم “مصاب البصمة المجهولة”، متأثرا بإصابته في حادثة مرورية وقعت قبل أسبوع بالمنصورة، واكتشفت أسرته وجود “حبر بصمة” على إصبعه داخل العناية المركزة.
فيما تكثّف الأجهزة الأمنية بمحافظة الدقهلية، من جهودها، لكشف لغز حصول مجهول على بصمة إصبع مصاب في حادثة سيارة، أثناء غيابه عن الوعي داخل مستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة.
وكان أحمد أبو عريضة، حاصل على بكالوريوس تجارة، قد أُصيب في حادثة سيارة بمنطقة المشاية في مدينة المنصورة، ثالث أيام عيد الأضحى، ونُقِلَ إلى المستشفى في حالة خطرة.
وأكدت التقارير الطبية ضرورة حجزه في العناية المركزة، لإجراء تدخل جراحي لاستئصال الطحال وعلاج كسر في الكتف والرجل اليمنى، وأصيب بتهتك في الرئة.
مصاب البصمة المجهولة
تلقى اللواء فاضل عمار، مدير أمن الدقهلية، إخطارا من ضباط قسم أول المنصورة، بتحرير أسرة المصاب بلاغ ضد إدارة المستشفى وصاحب السيارة المتسبب في الحادثة ووالده، بالحصول على بصمة المصاب أثناء غيابه عن الوعي.
وأكدت الأسرة، في محضر الشرطة، ملاحظتهم وجود آثار حبر على إصبع الإبهام عقب خروجه من غرفة الأشعة، وهو تحت تأثير الأدوية، متهمين صاحب السيارة بالتلاعب للحصول على بصمته في محضر صلح للتنازل عن حقوقه، وبخاصة وأن والد المتهم محامٍ.
وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة التي أمرت باستدعاء المتهم للاستماع إلى أقواله، وتفريغ كاميرات المراقبة بالعناية المركزة والأماكن التي تنقل المريض بداخلها في المستشفى، واستدعاء طاقم الأطباء والتمريض، وسؤالهم بشأن الواقعة.
منع الأسرة من الزيارة
وفي السياق ذاته، قال مجدي الدين أبو عريضة، والد الشاب المتوفى: “إن نجله كان محتجزا في قسم العناية المركزة منذ ثالث أيام عيد الأضحى، واستقرت حالته الصحية، إلا أنه فوجئ خلال زيارة نجله بوجود آثار حبر على إصبعه ما يدل على حصول أحد الأشخاص على بصمة الابن حال غيابه عن الوعى”.
وأكد الأب أنه لا يعلم لماذا جرى “تبصيم نجله” أو من يقف وراء ذلك، إلا أنه حرر محضر إثبات حالة بالواقعة في نقطة شرطة المستشفى، مشيرا إلى أن نجله كان يعاني من نسبة عجز وصلت إلى 25% وكسر في الترقوة، وتهتك في الرئة، وكسر في الرجل اليمني، واستئصال طحال.
وتابع والد “أحمد”: “بعدما أبلغنا عن واقعة العثور على حبر البصمة فوق إصبع ابني، وبدأت النيابة التحقيق، وقررت التحفظ على كاميرات المراقبة بالمستشفى لتفريغها، واستدعاء الأطباء والممرضين، ومن بعدها جرى منعنا من زيارته، ووضعوه على جهاز تنفس صناعي إلى أن توفى اليوم”.
يُذكر أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي دشنوا صفحة للتضامن مع الشاب المصاب قبل وفاته، بعنون “كلنا أحمد أبو عريضة”، ونشروا صورا توضح آثار الحبر على إصبع يد المصاب، وطالبوا باتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.
أضف تعليق