في استمرار لحالات القتل ونزيف الدماء بسبب الخصومات الثأرية في الصعيد، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم بينهم شقيقان وأصيب ستة آخرون في هجوم مسلح داخل مسجد، عقب صلاة الجمعة، بسبب الثأر بين عائلتين في أسيوط.
الهجوم المسلح جاء بعد خلاف سابق بين عائلتين بعزبة النقطة التابعة لقرية بني قرة بالقوصية، في أسيوط، وتجددت الخصومة بينهما أمس، عندما وقعت مشادة بين شخصين من أبناء العائلتين، تعدى أحدهما على الآخر “بعصا ” فانتظره أفراد العائلة الأخرى، اليوم، أمام المسجد، وعندما رآهم احتمى بالمسجد، فلاحقوه وأطلقوا النيران بشكل عشوائي، ما أسفر عن مقتل وإصابة تسعة أشخاص.
الثأر في أسيوط
تلقى العميد حمدي هاشم، رئيس مباحث مديرية أمن أسيوط، إخطارا من مأمور مركز شرطة القوصية، بوصول بلاغ من غرفة عمليات النجدة بوقوع الهجوم المسلح داخل المسجد بسبب الثأر بين عائلتين في أسيوط وسقوط وفيات ومصابين، وهي تكرار لواقعة قتل حدثت في فبراير الماضي، داخل مسجد بسبب الثأر في أسيوط أيضا.
نقلت الجثث إلى المستشفى الجامعي بأسيوط، والمصابين إلى المستشفى المركزي، ثم جرى تحويلهم إلى المستشفى الجامعي، وتحرر المحضر اللازم، وجارٍ استكمال الإجراءات القانونية اللازمة.
وتنتشر حالات الجرائم والقتل بسبب الثأر في أسيوط ومحافظات الصعيد بوجه عام، ففي فبراير الماضي، تسببت الخلافات الثأرية بين عائلتين بعزبة “أنطون” التابعة لمركز القوصية، في ارتفاع نسبة الغياب بين طلاب المدرسة للتعليم الأساسي بالقرية.
جاء ذلك نتيجة امتناع أولياء أمور بالقرية عن السماح لأبنائهم للذهاب للمدرسة في أول أيام الفصل الدراسي الثاني، حيث أوضح مصدر بالمدرسة، أن نسبة الغياب بين الطلاب وصلت إلى 60%.
الثأر والقصاص
وتُعد ظاهرة الثأر في الصعيد أحد العادات الاجتماعية السلبية الخطيرة على المجتمع المصري، وتزداد كلما ازدادت مظاهر العصبية القَبَليّة، وهي من بقايا عادات الجاهلية التي كانت منتشرة بين الناس قبل الإسلام، وجاءت تعاليم الإسلام لتجرمها وتشرِّع القَصاص.
ورغم أن هناك كثيرا من الأسباب الشائعة التي تتخذها القبائل والعائلات ذريعة للقتل، مثل: القتل من أجل العِرض والنزاع على الأرض وغيرها، فإنه كثير ما يُجرى القتل لأسباب بسيطة جدا، كنزاع بين أطفال أو خلاف على أسبقية الري أو غيره.
وبحسب إحصائيات، تأتي محافظة أسيوط في صدارة جرائم الثأر برصيد 158 خصومة، ويتركز عدد كبير منها في قرية المعابدة، التي شهدت أشهر المواجهات الثأرية في صراع عائلتي “الطحاوية” و”الفقيرة” عام 2003، إذ أجبر أفرادهما قطار الصعيد – القاهرة على التوقف، لإطلاق سراح معتقليهم بعد إحدى جرائم الثأر.
أضف تعليق