أصالة وإهمال.. ما مصير تربية الخيول بعد نقل محطة الزهراء؟

رغم أصالتها تتعرض للإهمال.. ما مصير تربية الخيول بعد محطة الزهراء؟
نفوق عدد من الخيول العربية الأصيلة عالية القيمة في محطة الزهراء- مصر في يوم

بين أصالتها وجمالها وندرة سلالتها من جهة، والإهمال الذي يعتري موطنها الرئيسي في مصر من جهة أخرى، تحاول تجارة وتربية الخيول العربية الأصيلة أن تعود إلى مكانها المناسب على الساحة العربية والعالمية.

ورغم ما تتميز به الخيول العربية الأصيلة في مصر، تساهل المسئولون في توليتها الرعاية والتربية التي تستحقها، حتى نشأت مؤخرا في البرلمان مشكلة نقل محطة الزهراء المخصصة لتربية الخيول، إلى مكان لا تعلمه الهيئة المعنية بذلك.

وأمس الثلاثاء، كشفت مناقشة توصية لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، بشأن نقل أصول محطة الزهراء للخيول العربية عن عدم علم هيئة المجتمعات العمرانية، بتخصيص موقع جديد للمحطة بطريق القاهرة السخنة.

محطة الزهراء

وقال محمد أنور هلال، مساعد رئيس هيئة المجتمعات العمرانية: “إن قرار نقل المحطة كان إلى مدينة 6 أكتوبر، والهيئة خصصت 120 فدانا من إجمالي ألف فدان في مخططها للمدينة لنقل محطة الزهراء للخيول العربية”.

وأضاف هلال أن وزير الإسكان السابق، مصطفى مدبولي، أرسل خطابا إلى وزير الزراعة بذلك، فيما لم تتلقَّ الهيئة أي رد من الزراعة حول الموضوع، وجرى العمل على القرار القديم، متابعًا: “فوجئت الآن بأن المحطة سيتم نقلها إلى طريق السخنة”.

وعقب رئيس لجنة الإدارة المحلية، النائب أحمد السجيني قائلا: “هذه مسألة مؤسفة أنك لا تعرف أي شيء عن الموضوع، وأن الـ120 فدانا لم يعودوا مخصصين للمحطة”.

متحف ملوث

من جانبه، أوضح خالد توفيق، رئيس الهيئة الزراعية المشرفة على محطة الزهراء، أن ملف المحطة معروض على رئيس الجمهورية، قائلا: “نحن في انتظار تخصيص مبلغ 650 مليون جنيه لتنفيذ عملية النقل إلى طريق السخنة”.

وتابع توفيق: “هناك توصية من رئيس الجمهورية بالاحتفاظ بموقع المحطة كمتحف طبيعي لما بها من أشجار ونباتات منذ عهد محمد علي، وإنشائها في 1903”.

وفي رده على التوصية، اعترض النائب يسري الأسيوطي، قائلا: “هذا المكان لا يصلح لأن يكون متحفا لأنه جرى تحرير أكثر من 20 محضر بيئة لارتفاع نسب التلوث به، ولا يصلح لتربية الخيول”.

وطالب الأسيوطي بتشكيل لجنة تقصي حقائق لفحص المحطة، فعلق السجيني: “لا نستطيع تشكيل لجنة تقصي حقائق لأمر متفق عليه وعلى نقله وفي انتظار تنفيذ القرار”.

وكانت لجنة رسمية من وزارة الزراعة بدأت جولة تفقدية في محطة الزهراء، في أبريل 2018، للوقوف على أسباب النفوق المتكرر الخيول، وذلك بعد نفوق عدد من الخيول العربية الأصيلة عالية القيمة، مثل الفرسة “حسن الطالع” والحصان “تجويد جاد الله”، الذي قدرت قيمته بملايين الدولارات.

تصدير الخيول

ورغم ما تمر به تربية الخيول من إهمال، إلا أن منى محرز، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أعلنت موافقة الكويت على استئناف استيراد الخيول المصرية العربية، بعد توقفها ثماني سنوات.

ولفتت محرز، في تصريحات صحفية، في 17 من يناير الماضي، أن الموافقة الكويتية جاءت نتيجة عدة لقاءات جرت خلال زيارتها الأخيرة للكويت، واتفاق الطرفين على وضع خطة عمل لضمان تطبيق المعايير والإجراءات الصحية لسلامة عملية نقل الخيول.

وكانت بداية عودة تصدير الخيول العربية الأصيلة من مصر للاتحاد الأوروبي بعد رفع الحظر في أغسطس من العام الماضي، وضمت ثمانية من الخيول العربية، بعد حظر بدأ عام 2010، لاشتباه في وجود حمى غرب النيل في مصر.

ووفقا لتقديرات وزارة الزراعة، تبلغ ثروة مصر من الخيول العربية عشرة آلاف و241، إضافة إلى 980 ألفا و149 من الفصيلة الخيلية، منها 845 ألفا و882 من الحمير، و36 ألفا و274 من البغال، و97 ألفا و993 من الخيول البلدية، موزعة في (1006) مزارع لتربية الخيول العربية الأصيلة.

استنزاف تربية الخيول

وحول تربية وتجارة الخيول، قالت أماني كامل، صاحبة مزرعة للخيول: إن الخيول المصرية هي أجمل الخيول العربية، وإن جميع الخيول العربية المنتشرة في الدول العربية والأجنبية مصرية الأصل.

وأضافت كامل، في تصريحات صحفية، في مارس 2018، أن أوروبا تستورد الخيول العربية من مصر، وتهتم برعايتها وإصلاح عيوبها ثم تعاود بيعها لنا وللعالم العربي من جديد بأسعار مرتفعة جدا.

وتابعت مربية الخيول أن عدد المربين في مصر يبلغ تقريبا 1900 فرد، ويتكلف الاعتناء بالحصان الواحد أكثر من 5 آلاف جنيه في الشهر، وذلك بسبب جشع تجار العلف وغياب الدور الرقابي عنهم.

وتستطرد كامل أن معامل الهيئة الزراعية المسئولة عن صحة الحيوان، تستنزف المربين، حيث تأخذ عينات من حمض الـ DNA لإثبات نسب الخيل أكثر من مرة بسبب الإهمال، وتتكلف المرة الواحدة 700 جنيه، إضافة إلي 30 يورو على العينة الواحدة.

مصر والخيول الأصيلة

وساهم فتح المسلمين لمصر عام 20 هجرية في دخول سلالة الخيول العربية شمال إفريقيا، والحصان العربي المصري يعد من أهم وأقوى وأجمل سلالات الخيول في العالم وأغلاها ثمنا، وذلك حسبما نشرت الهيئة العامة للاستعلامات، في 12 من ديسمبر 2012.

وفي مسابقة أقيمت في فرنسا، منذ بضعة أعوام، لأجمل حصان على مستوي العالم، فاز حصان مصري بالجائزة.

وتعد “محطة الزهراء لتربية الخيول” القناة الرسمية التي تولت الحفاظ على نقاء الخيول العربية، وهي من أكبر المحطات المصدرة للخيول في العالم، كما أنها الأولى في الشرق الأوسط، ومصر من حيث المساحة.

وفي سنة 1970، اشتركت مصر مع مجموعة مكونة من خمس دول (المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية و مصر) فى إنشاء المنظمة العالمية للخيول العربية ( WAHO) وتتولى هذه المنظمة مسئولية تسجيل الخيول العربية في كل البلاد التي يوجد بها مكاتب تسجيل.

وما يلفت الانتباه في الحصان المصري رأسه، وعليها يتوقف معرفة مدى أصالته وهمته،‏ وأفضل رءوس الخيول العربية ما كان علي شكل هرم قاعدته إلي أعلي وقمته إلي أسفل،‏ وجبهة الحصان المصري الواسعة تعطيه جمالا لافتا.

عبد الله محمد

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *