موجة قاسية من الحر الشديد وارتفاع درجات الحرارة تعيشها مصر خلال هذا الأسبوع، ومع هذه الموجة العنيفة برزت أسئلة للصائمين وردت عليها دار الإفتاء المصرية، عن حكم الإفطار بسبب الحر الشديد في نهار رمضان.
كما أوضحت الإفتاء حكم تبرد الصائم بالمياه في هذا الحر الشديد، بالإضافة لفتوى أخرى رد عليها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ودار الإفتاء حول حكم خلع الأسنان في نهار رمضان.
الإفطار بسبب الحر
جاء رد دار الإفتاء عن طريق موقعها الرسمي، حول الإفطار بسبب الحر الشديد الذي تشهده مصر اليوم وغدا، حيث قالت في بيانها: “إن من شرائط وجوب الصيام القدرة عليه، وتعني الخلو من الموانع الشرعية للصيام، وهي الحيض والنفاس، وأما القدرة الحسية فهي طاقة المكلف للصيام بدنيا”.
وأضافت في الرد على مسألة الإفطار بسبب الحر الشديد، أن من القدرة الحسية أيضا، ألا يكون المكلف يعمل عملا شاقا لا يستطيع التخلي عنه في نهار رمضان، لحاجته أو لحاجة من يعول، فإن كان المكلف لا يتسنى له تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان، أو جعله في لياليه فإن الصيام لا يجب عليه في أيام رمضان التي يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق في نهاره.
وتابعت الدار: “أنه من حيث كونه محتاجا إلى هذا العمل في القيام بنفقة نفسه أو نفقة من عليه نفقتهم، كعمل البنائين والحمالين وأمثالهم، خاصة من يعملون في الحر الشديد، أو لساعات طويلة، ولكن هؤلاء يجب عليهم تبييت النية، أي إيقاع النية من الليل، ولا يفطرون إلا في اليوم الذي يغلب على ظنهم فيه أنهم سيزاولون هذا العمل الشاق الذي يعلمون بالتجربة السابقة أنهم لا يستطيعون معه الصيام، وعليهم القضاءُ بعد رمضان وقبل حلول رمضان التالي إن أمكنهم ذلك”.
ليس سببا للإفطار
أما الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية، فأوضح في رد له عن حكم الإفطار بسبب الحر الشديد، أن الصيام يعتبر ركنا أساسيا بالإسلام، ولا يعتبر ارتفاع درجات الحرارة أو الرطوبة أو ما في مثلهم، سببا لترك الصيام، مستشهدا بقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام: “أحب الأعمال إلى الله أحمذها”، حيث إن أحمذها تعني أشقها.
وتابع أن المسلمين الأوائل عاشوا في شبه الجزيرة العربية، بظروف قاسية وصعبة للغاية، منها ارتفاع الحرارة، ولكنهم ثابروا فأثابهم الله بالسعادة والخير، لذلك فارتفاع درجة الحرارة ليس مبررا إطلاقا للإفطار.
في حين نشرت دار الإفتاء فتوى الدكتور علي جمعة، مفتي الديار السابق، قبل عدة أعوام، والتي قال فيها: “إن السماح بالإفطار في نهار رمضان لأصحاب المهن الشاقة كالزارع والحمالين والبنائين، الذين يقدمون جهودا ضخمة، في عملهم الذي يعتبر هو مصدر رزقهم الوحيد”.
التبرد للصائم والدعاء في الحر
وبعيدا عن الخلاف حول الإفطار بسبب الحر الشديد، أعلنت دار الإفتاء أن التبرد بالمياه في نهار رمضان لا يفطر.
ونشرت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، اليوم الأربعاء، فتوى لها: أنه “يجوز شرعا تبرد الصائم بالمياه، بأن يغتسل أو يصب على بدنه المياه، اتقاءً للحر أو العطش ولا يفطر”.
ما حكم التبرُّد بالماء أثناء الصوم؟يجوز شرعًا تبرُّد الصائم بالماء بأن يغتسلَ أو يَصُبَّ على بدنه الماء اتّقاءً للحرِّ…
Gepostet von دار الإفتاء المصرية am Mittwoch, 22. Mai 2019
كما نشرت الدار الدعاء الذي يقوله المسلم في البرد والحر الشديدين، وهو حديث نبوي شريف.
وجاء في الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إذا كان يومٌ حار ألقى الله تعالى سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله، ما أشد حر هذا اليوم، اللهم أجرني من حر جهنم، قال الله عز وجل لجهنم: إن عبدًا من عبادي استجارني منك، وإني أشهدك أني قد أجرته، فإذا كان يومٌ شديد البرد ألقى الله تعالى سمعه وبصره إلى أهل السماء والأرض، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله، ما أشد برد هذا اليوم، اللهم أجرني من زمهرير جهنم، قال الله عز وجل لجهنم: إن عبدًا من عبادي استجارني من زمهريرك، وإني أشهدك أني قد أجرته، فقالوا: وما زمهرير جهنم؟ قال: بيتٌ يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة بردها بعضه من بعضٍ”، رواه البيهقي في الأسماء والصفات.
خلع الأسنان في رمضان
وفي سياق أيضا مختلف عن الإفطار بسبب الحر الشديد والتبرد للصائم، ذكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في حكم خلع الأسنان أثناء الصيام، وحول إعطاء الطبيب المريض حقنة تخدير للثة، فهل لذلك أثر على الصيام؟
أجاب مركز الأزهر أنه ليس لهذه الأمور أثر في صحة الصيام، بل ذلك معفو عنه، وعليه أن يتحفظ من ابتلاع شيء من الدواء أو الدم، وهكذا الإبرة المذكورة لا أثر لها في صحة الصوم، لكونها ليست في معنى الأكل والشرب، والأصل صحة الصوم وسلامته.
وعن حكم النزيف الناتج عن خلع الأسنان أو الإصابة بجرح، أجاب مركز الأزهر، أن خروج الدم لا يفسد الصيام، فإذا أتم المريض الصيام فصومه صحيح، إلا إذا خرج منه دم كثير، وخَشِيَ على نفسه الضرر مع الصيام فيباح له الفطر للمرض الشديد وعليه قضاء يوم مكانه.
وعلى نفس المنوال، أوضحت دار الإفتاء أن خلع الأسنان للصائم جائزٌ، ولا يبطل الصوم بذلك إذا لم يدخل شيءٌ إلى الجوف، وخروجُ الدم من خلع الأسنان لا يؤثِّر في الصوم، ولكن يجب على الصائم أن يتحرز من ابتلاع الدم.
أضف تعليق