حالة ركود غير مسبوقة أصابت صناعة الأثاث في مصر خلال العام الماضي 2018، رغم محاولات التطوير من قِبَل الحكومة، لإنعاش هذه المهنة التاريخية.
ويري مراقبون أن هذه المهنة تواجه خطر الاندثار، بسبب الإهمال والتوسع في الاستيراد، وتعويم الجنيه، ما أدى إلى زيادة أسعار الخامات إلى الضعف، الأمر الذي دفع الصناع لغلق الورش.
ويعد قطاع الأثاث من القطاعات الحيوية في مصر، إذ يضم مليون عامل، منهم 600 ألف بشكل مباشر، والباقي غير مباشر.
وتصل عدد المصانع العاملة في القطاع بجميع محافظات الجمهورية إلى 1700 مصنع، وتصدر مصر أثاثا إلى 30 دولة حول العالم.
ارتفاع الأسعار
وقال محمد الشبراوي، عضو مجلس غرفة صناعة الأخشاب باتحاد الصناعات، وعضو مجلس إدارة الاتحاد: “إن أسعار الأثاث في مصر ارتفعت خلال عام 2018 بنسبة 25% إلى 35% مقارنة بعام 2017، إذ يبلغ أقل سعر لغرفة واحدة 60 ألف جنيه”.
وعن أسباب الارتفاع، أرجع الشبراوي في تصريحات صحفية ذلك إلى:
- زيادة أسعار المواد البترولية “البنزين” التي تؤثر بشكل مباشر على كل القطاعات الصناعية.
- ارتفاع سعر الدولار، بالإضافة إلى رواتب العاملين.
- ارتفاع أسعار الخامات.
- دخول الموبيليا الصيني الأسواق، وأغلب المواطنين يلجئون لشرائها، لأنها “مودرن” وأسعارها أقل من الكلاسيك والموبيليا الدمياطي.
وأشار الشبراوي إلى أن صناعة الأثاث في مصر تعتمد على خشب الزان بنسبة كبيرة، سواء المنزلي أو المكتبي، بينما يُستخدم الأبلكاش في تصنيع المسطحات مثل: “درف الدولاب”.
عشوائية الأسواق
ويرى أحمد حلمي، رئيس غرفة صناعة منتجات الأخشاب والأثاث باتحاد الصناعات، أن قطاع الأثاث من القطاعات الحيوية في مصر، وتحرك خلفها صناعات أولية عديدة “من جلد ورخام وزجاج وغراء وإكسسوارات”.
وقال حلمي، في تصريحات صحفية: “إنه لا يوجد لدينا فرص تسويقية ودعاية للتسويق للمنتجات المصرية في الأسواق المحلية”.
وأضاف: “أن إقامة معارض الأثاث تتم الآن بشكل عشوائي، ودون ضوابط تحكمها”.
الغلاء يضرب الصناعة
ويضرب الغلاء -بعد تحريك أسعار الصرف وفتح الأسواق للمنتج الصيني- صناعة الأثاث في مقتل.
وقال اللواء محمد الزيني، رئيس الغرفة التجارية بدمياط: “إن الارتفاع الذي شهده خشب الأبلكاش يؤثر بشكل مباشر على الحرفي والورش الصغيرة”.
الزيني أضاف في تصريحات صحفية: “أن الصناع لا يعتمدون على التقنيات أو الآلات الحديثة، وطبيعة عملهم تكون بشكل يدوي بنسبة كبيرة، معتمدين بشكل أساسي على الأبلكاش”.
ولفت إلى أن المصانع الكبيرة لديها بدائل عن الأبلكاش، مثل: الفيبر “M.D.F ” إم دي إف”، وذلك من خلال تصنيعه بشكل جيد، وبتكنولوجيات عالية، وكل الدول الأوروبية تعمل عليه.
وأشار إلى أن أسواق ليبيا وسوريا واليمن والعراق كانت تستحوذ على جزء كبير من الصادرات المصرية، والاضطرابات التي تشهدها تلك الأسواق أفقدت الشركات المصرية حصة كبيرة من صادراتها.
ونوّه إلى انخفاض صادرات الأثاث بنسبة 2.3% خلال أول عشرة أشهر من العام الحالي، لتصل إلى 264 مليون دولار، مقابل 271 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
حجم الاستثمارات
هذه الصناعة الضخمة المتمثّلة في قطاع الأخشاب وصناعة الأثاث، تبلغ حجم استثماراتها أكثر من خمسة مليارات جنيه، تتوزع على أكثر من 500 منشأة ومصنع، يتركز أغلبها في محافظة دمياط، التي تشتهر بهذه الصناعة منذ عشرات السنين.
ونتيجة ارتفاع أسعار الأخشاب الطبيعية، انتشرت في السنوات الأخيرة الأخشاب المصنعة، ومنها الأبلكاش الذي يتميز بالوسطية في الجودة والسعر، كما أنه يناسب الأثاث المودرن العصري، فضلا عن كونه متنوع الاستخدام، وخفيف الوزن.
صنع في دمياط
ولمحاولة النهوض بصناعة الأثاث في مصر، نفذت الدولة العديد من المعارض أبرزها “صنع في دمياط 2018” الذي أقيم مرحلته الرابعة خلال الفترة من 26 ديسمبر الماضي وحتى 3 يناير الجاري، بالمعرض الدائم للجهاز بأرض المعارض في مدينة نصر.
وأشارت الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، إلى نجاح الثلاث مراحل السابقة للمعرض، إذ حقق العارضون وعددهم 117 عارضا نسبة مبيعات عالية وصلت إلى أكثر من ثمانية ملايين جنيه.
خطة التطوير
ووضعت غرفة صناعة الأخشاب والأثاث باتحاد الصناعات إستراتيجية، لتطوير قطاع الأثاث في مصر ترتكز على خمسة محاور، وهي:
- تشغيل مدينة دمياط الجديدة للأثاث من المشروعات الحيويّة للقطاع.
- رفع كفاءة القطاع، بما يعمل على زيادة صادراته.
- جذب الاستثمارات الأجنبية للعمل بالقطاع.
- التوسع في معارض الأثاث في السوق المحلية، ما يوفّر فرصة جيدة للعارضين وللعملاء في التعرف على أحدث التصميمات والعروض المتاحة.
- تحديد الأسواق الخارجية المتاحة، والعمل على غزوها بالمنتج المصري، بهدف زيادة صادرات القطاع.
أضف تعليق