الدبلوماسية في 2018: تهدئة في فلسطين وتعثر بسد النهضة

الدبلوماسية في 2018
أبرز القضايا التي تعاملت معها الدبلوماسية المصرية في عام 2018 - مصر في يوم

واجهت الدبلوماسية المصرية ودوائر صنع القرار ملفات خارجية شائكة في عام 2018 أبرزها وأهمها قضية بناء سد النهضة الإثيوبي، لارتباط تداعياته بحياة المواطن بشكل مباشر.

كما واجهت قضايا دولية مرتبطة بالمصالح المصرية، على رأسها القضية الفلسطينية، والقضية الليبية، والأزمة في سوريا وغيرها.

أزمة سد النهضة

ترجع بداية الأزمة إلى أكثر من خمس سنوات، منذ يونيو 2014، إذ دارت عشرات المفاوضات بين مصر وإثيوبيا، على مستوى الوزراء، والقادة، لم يسفر أحدها شيئا، سوى تصريحات متكررة بتعثر المفاوضات.

وكانت أبرز محطات المفاوضات في قضية سد النهضة خلال 2018:

  • 21 يناير: رفضت إثيويبا، المقترح المصري بإشراك البنك الدولي في مفاوضات سد النهضة.
  • 6 أبريل: أعلن سامح شكري وزير الخارجية، عدم الوصول إلى اتفاق في جولة المفاوضات التي جرت بالسودان، ووصف وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الجولة بـ”أنها فشلت”.
  • 14مايو: اجتماع في أديس أبابا، أعقبه اتهام شكري إثيوبيا والسودان بإعاقة عملية المحادثات الفنية بشأن سد النهضة الإثيوبي، وقالت جريدة سودان تربيون: “إن المفاوضات وصلت بين مصر وإثيوبيا لطريق مسدود لا انفراجة فيه” على حد وصفها.
  • 2 سبتمبر: التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، وأكدا عزمهما التوصل لاتفاق بشأن السد، وذلك على هامش أعمال منتدى التعاون الصيني الإفريقي ببكين.
  • 26 سبتمبر: أعلنت وكالة الأنباء المصرية الرسمية فشل اجتماع أديس أبابا الثلاثي لوزراء المياه والري في مصر والسودان وإثيوبيا.

وانتهت إثيوبيا من بناء ما يقارب من 60% من السد، وسط مخاوف متزايدة بتعرض مصر لفقر مائي وشيك.

الأزمة الليبية

وصف سامح شكري الأزمة الليبية التي دخلت عامها السابع بأنها تحتل أهمية قصوى بالنسبة لمصر، لاعتبارات الجوار الجغرافي، والصلات التاريخية والمجتمعية بين الشعبين، فضلا عن التأثر البالغ للأمن القومي المصري بكل ما يدور على الأراضي الليبية.

  • وفي 29 مايو، أوضح إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمام المؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي عُقد في باريس، أن مصر تحركت خلال الفترة الأخيرة مع كل الفعاليات والقوى السياسية الليبية بلا استثناء.
  • في 13 من نوفمبر، شارك السيسي في القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبي بمدينة باليرمو الإيطالية.

وأكد الرئيس السيسي خلال القمة بعض نقاط:

  • لابد أن يكون للمجتمع الدولي في مجمله داعما للتسوية في ليبيا.
  • عدم الانحياز لطرف من أطراف الصراع في ليبيا.
  • ضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة في ليبيا بدعم من الأمم المتحدة.

الأزمة السورية

سعت مصر على مدار العام إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية من خلال دعوات ومبادرات ومفاوضات بين أطراف الأزمة، وكان آخر الجولات في الثاني من أغسطس.

وأدارت مصر جولة من المفاوضات بين بعض رموز المعارضة والنظام السوري، في محاولة لإيجاد صيغة تفاهم تسهم في التوصل لحل ينهي الأزمة السورية.

ووقّعت عدد من فصائل المعارضة في شمال وشرق سوريا اتفاقا، لوقف إطلاق النار في القاهرة، برعاية مصرية، وبضمانة روسية، وبوساطة أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري.

التهديدات الإيرانية

يعد تمدد النفوذ الإيراني أحد الملفات الشائكة التي تتعامل معها الدبلوماسية في مصر بحذر شديد.

وتواجه مصر تهديدات إيرانية غير مباشرة من خلال:

  • توسع النفوذ الإيراني في إثيوبيا، وما يمثله من تهديد مستقبلي خطير للأمن المائي المصري، وبحسب تقارير رسمية، تشارك في بعض المشروعات المائية والزراعية والكهربائية التي تريد إثيوبيا القيام بها، وتؤثر بشكل مباشر على مياه النيل.
  • مخاطر حول مضيق هرمز.

وفي يوليو 25، استهدفت جماعة الحوثي، المدعومة من قِبَل إيران ناقلة نفط سعودية قبالة السواحل الغربية لليمن، وفي أعقاب ذلك هددت إيران بإغلاق الملاحة في مضيقي هرمز وباب المندب، لتنفي الحكومة المصرية لاحقا احتمالية تأثير إغلاق المضيق على الملاحة في قناة السويس.

رد فعل مصر

  • في 11 سبتمبر، شاركت مصر في اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات أزمة التهديدات الإيرانية، وسبل التصدي لتدخلاتها في الشئون الداخلية للدول العربية.
  • وأعربت اللجنة عن إدانتها للتهديدات الإيرانية المباشرة للملاحة الدولية في الخليج العربي ومضيق هرمز، وكذلك تهديدها للملاحة الدولية.
  • وفي 23 من سبتمبر، قال سامح شكري: “إن ما يتردّد من تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز، أمر يخرج عن نطاق القانون الدولي، والمجتمع الدولي لن يصمت على ذلك، وكذلك العالم العربي”.

القضية الفلسطنية

تضع مصر القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، وشهد عام 2018 جهودا مصرية ومفاوضات ولقاءات مع أطراف الصراع، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلالها ثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية المرتكز على حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وتركز الدور المصري في مسارين، هما:

  1. المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
  2. التهدئة والهدنة مع الاحتلال.

ولم تنجح الجهود المصرية فيهما بشكل كامل، رغم اقتراب ذلك في كثير من مراحل التفاوض.

آثار بحقيبة دبلوماسية

في 23 مايو، نشرت صحيفة “إيمو لا أوجي” الإيطالية أنه جرى ضبط عشرات القطع الأثرية بعد تهريبها من ميناء الإسكندرية، وجرت مصادرتها بميناء ساليرنو الإيطالي، وأشارت إلى أن هذه القطع الأثرية كانت تسافر على حمولة دبلوماسية، ما شكّل إحراجا كبيرا للدبلوماسية المصرية.

وفي اليوم التالي قال أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية: إنه جرى استدعاء “ستيفانو كاتاني” القائم بالأعمال بالإنابة الإيطالي، للاستفسار عن الواقعة.

وفي 25 مايو، أوضح شعبان عبد الجواد، رئيس إدارة الآثار المستردة، أن المعاينة المبدئية لصور الآثار المصرية المضبوطة في إيطاليا تؤكد أنها حقيقية، لكنها ليست من مفقودات وزارة الآثار، والمتاحف، والمخازن المصرية.

رهف عادل

شاهد المزيد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *