40 مليون ضحية.. ما دور مصر في الحرب العالمية الأولى؟

الحرب العالمية الأولى
مصر تشارك في الحرب العالمية الأولى بجانب دول الحلفاء - أرشيف

احتفل العالم، أول من أمس الأحد، بالذكرى المئة لانتهاء الحرب العالمية الأولى التي لم تترك دولة في العالم إلا وأثرت فيها، سواء كان لها دور مباشر أو غير مباشر في الحرب.

وكان لمصر دور بارز خلال تلك الحرب الدموية التي انطلقت شرارتها في 28 يوليو 1914، وانتهت في 11 نوفمبر 1918، ووصل عدد ضحاياها إلى ما يقرب من 19 مليون شخص، واستمرت لأربع سنوات، وهو الدور الذي بدأ غير مباشر، ثم تصاعد للمواجهة المباشرة في بعض الأحيان.

وشاركت مصر في تلك الحرب على عدة جبهات داخلية وعربية وأوروبية، ومنح  عدد من القادة العسكريين المصريين أعلى الأوسمة الأوروبية من بينها وسام فيكتوريا البريطاني.

حجم الدور المصري 

بلغ عدد القوات المصرية التي شاركت على جبهات الحرب العالمية الأولى مليونا و200 ألف ضابط وجندي، أي: بأكثر من 10٪ من سكان مصر، والبالغ عددهم آنذاك عشرة ملايين مصري.

وبلغ عدد الجنود المصريين المشاركين في الجبهة الخارجية، وتحديدا أوروبا، نحو 100 ألف مقاتل من سلاح العمال “المهندسين الآن” والهجانة “حرس الحدود حاليا”، إذ قاتلوا في أربع دول هي: بلجيكا، وفرنسا، وإيطاليا، واليونان.

ودارت الحرب بين مجموعتين من الدول هم الحلفاء: بريطانيا، وفرنسا، وبلجيكا، واليونان، وروسيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، ودول المركز، ومنها: الإمبراطورية النمساوية المجرية، والإمبراطورية العثمانية، وألمانيا، ومملكة بلغاريا.

ووصل عدد الجنود المتحاربة 70 مليون ضابط وجندي، وعدد القتلى على الجانبين نحو 19 مليونا، وعدد الجرحى ما يزيد على 21 مليونا.

نتائج الحرب

تسببت الحرب العالمية الأولى في تغيير خريطة العالم السياسية، وتفككت على إثرها إمبراطوريات، ونشأت على أنقاضها أعدادا كبيرة من الدول، كما أنشأت عصبة الأمم على إثرها، وفُرض الانتداب على فلسطين وسوريا ولبنان، واتفاقيات سايكس بيكو، والثورات العربية، ووعد بلفور.

وأمام نتائج تلك الحرب وكيف أثرت على شكل خريطة العالم برز الدور المصري في دعم الحلفاء، ودورهم في الحرب، والذي كان نتيجة لاحتلال بريطانيا لمصر عام 1882.

ورغم الاحتلال فأنه خلال تلك الفترة لم تقطع تبعية مصر للدولة العثمانية، إلا مع انضمام الدولة العثمانية لأعداء الحلفاء.

الموافقة المصرية

دخلت مصر الحرب في صف الحلفاء، بعد موافقة مجلس الوزراء المصري تحت ضغط المندوب السامي البريطاني، إذ شاركت القوات المصرية على الجبهة الأوروبية في أغسطس 1914.

ومع إعلان المشاركة الرسمية أصدرت الحكومة المصرية آنذاك عدة قرارات، أبرزها:

  • فرض الأحكام العرفية.
  • فرض الرقابة على الصحف، وتعطيل الحياة البرلمانية.
  • إصدار قانون منع التجمهر، خوفا من ردود فعل غاضبة.

وعقب الزجّ بمصر في الحرب بشكل مباشر أصدر الاحتلال البريطاني آنذاك عدة قرارات، أبرزها:

  • إعلان مصر حامية بريطانية.
  • قطع تبعية مصر بالدولة العثمانية.
  • عزل الخديوي عباس.
  • تعيين الأمير حسين كامل مكان عباس.

ثلاثة أشكال للمشاركة

وشاركت مصر في الحرب بثلاثة صور رئيسية الأولى داخلية، تمثلت في مقاتلة العثمانيين من الدخول لمصر لاستعادتها، إذ قاتلت القوات المصرية جنبا إلى جنب مع الحامية البريطانية في سيناء، وفي الجنوب، وتصدت لسلطان دارفور، والقوات العثمانية والألمانية.

وتصدت مصر لقوات القبائل السنوسية التي هاجمت مصر بالمشاركة مع القوات الألمانية والعثمانية، غربا في سيوة، ومطروح، والداخلة، والخارجة.

ولم يقتصر الدور المصري في الدفاع عن الحدود المصرية، وإنما يضاف إليه تمركز القوات المصرية في قناة السويس للدفاع والمساندة، وبلغ عدد قوات مصر والسودان في القناة نحو  22 ألف جندي.

وصدت القوات الهجوم العثماني، ونشرت لدعم القوات الإنجليزية – الأسترالية – النيوزيلندية والهندية المشتركة في مصر التي بلغ مجموعها 70 ألف جندي.

أما الصورة الثانية للمشاركة تمثلت في دور الجيش المصري في تنظيم قوافل الإمداد بالتموين والذخائر للقوات البريطانية في المنطقة العربية، ودعم  ملك الحجاز ضد العثمانيين.

وجاءت الصورة الثالثة في أوروبا، إذ أرسلت مصر 100 ألف ضابط وجندي من فيلق الهجانة وفيلق العمال (المهندسين حاليا) إلى جبهات القتال في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا واليونان، وقاموا بحفر الخنادق، وتمهيد الطرق، وكان ذلك العمل من أهم أعمال الحرب وقتذاك التي اعتمدت على حرب الخنادق.

واستشهد عدد كبير من القوات المصرية في أوروبا، ودفنوا في مقابر الكومنولث، وسجل على كل قبر الاسم والوحدة التي ينتمي إليها في الجيش المصري.

ومنح عدد من الضباط المشاركين في الحرب أوسمة عسكرية أوروبية فريدة، أبرزها وسام فيكتوريا، وهو أعلى وسام بريطاني منح بقرار من الملك جورج الخامس.

اقرأ أيضا:

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *