احتفل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، بالذكرى الـ45 لملحمة نصر أكتوبر بعد زيارته قبر الجندي المجهول في مدينة نصر، وقبري الرئيسين الراحلين محمد أنور السادات، وجمال عبدالناصر.
وقال السيسي، في كلمة له اليوم: “إن مصر واجهت تحديات كبيرة خلال السنوات الماضية، وتمكنت من التغلب عليها” مضيفا: “أن تحديات الحياة لا تنتهي، وقدر الشعوب العظيمة مواجهتها”.
وأوضح السيسي أن أبرز التحديات هي الحفاظ على الدولة، وعدم انهيارها، موضحا أن ما شهدته المنطقة خلال السنوات الماضية يؤكد أن انتصار أكتوبر لم يكن صدفة، وأن مصر عبرت كما عبرت الجسر الفاصل بين الهزيمة والنصر بين عامي 1967 و1973.
التنمية الاقتصادية
وذكر السيسي أن التحديات الصعبة لم تضعف العزيمة، وتمكنت مصر من تثبيت الدولة بعد فترات عصيبة من التوتر، موضحا أن هذه المهمات الجسمة لم تشغل الدولة عن التنمية الاقتصادية عبر مواجهة الحقائق ومواجهة الواقع كما هو دون شعارات.
وأوضح أن الهدف هو نقل الواقع المصري إلى حال أفضل من خلال العلم الحديث والصبر الدؤوب والثقة، مضيفا أن ما حدث يدعو للشعور بالفخر بما تحقق، مع التطلع لتحقيق المزيد.
وفي ختام كلمته توجه بالتحية إلى أرواح أبطال مصر، شهداء الجيش المصري العظيم، الذين روت دمائهم تراب سيناء المقدس، ليبعثوا سلاما وأملا في الحياة لجميع المصريين، معربا عن تحيته للوحدات العربية التي شاركت في نصر أكتوبر.
ورغم مرور عقود على نصر أكتوبر، فإنه ما زال يحتفظ بمكانته الخاصة في وجدان المصريين، وحرص كل رئيس خلال فترة حكمه على أن يضع نكهته الخاصة في ذكراه، وفيما يلي نرصد أبرز مظاهر الاحتفالات خلال السنوات الماضية.
أنور السادات
حرص الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، على الاحتفال بهذه المناسبة من خلال المرور بساحة العرض العسكري مستقلا سيارته المكشوفة، دون أن يحضر العرض من مقعده على المنصة، كما اعتاد الزعماء أن يفعلوا في المناسبات.
وكان السادات يستمع إلى شرح تفصيلي يستعرض جهود القوات المسلحة، والمعدات العسكرية المُشاركة في العرض العسكري، وقبل مقتله كان رؤساء الدول العربية يحرصون على الحضور للمشاركة في هذا الاحتفال، وعلى رأسهم ياسر عرفات، الرئيس الفلسطيني.
وحرص السادات في فبراير عام 1974م على إلقاء كلمة بمجلس الشعب بجلسة استثنائية، كرم فيها عددا من قادة الجيش المصري في حرب أكتوبر، وترقية العديد منهم، في تقليد يعد الأول والأخير من نوعه.
وفي عام 1975م حرص السادات على إقامة الاحتفال حول النصب التذكاري للجندي المجهول الذي أقيم في طريق النصر، إذ يوضع فيه إكليل زهور، ويبدأ عزف موسيقى عسكرية، يطلق عليها “نشيد الشهيد”، ثم تقام بساحته عروض عسكرية.
حسني مبارك
وكانت مظاهر الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر في عهد محمد حسني مبارك، الرئيس الأسبق مغلقة، فيكتفي الجيش المصري بعروض الطائرات في السماء، واحتفال مغلق يجمع بين الرئيس، وقادة الجيش، وكبار المسؤولين والسياسيين بالدولة، وعدد من الجنود.
ويعد التقليد الأشهر في عهد مبارك هو حفل غنائي فني يقام في المساء، ويذاع على شاشات التلفزيون، بعدما مارس مبارك الطقس المعتاد في الذكرى الأولى لوفاة السادات، بوضع إكليل زهور على قبره، باعثا برسالة إلى القوات المسلحة، ليشيد بدورهم وبطولاتهم لتحقيق النصر.
وكان آخر العروض التي شهدها مبارك في عهده عام 2010، احتفالا بنصر أكتوبر، هو عرض تكتيكي يقوم به الجيش المصري، بجانب عرض رمزي لما جرى في الحرب من عبور خط بارليف، الذي جرى على الضفة الشرقية بجنوب سيناء.
محمد مرسي
واحتفل محمد مرسي، الرئيس المعزول، بذكرى نصر أكتوبر بالمرور بسيارة مكشوفة ليحيي الحضور بإستاد القاهرة، وسط إطلاق للألعاب النارية، بعد انتهائه من التقليد الرسمي بقبر الجندي المجهول بوضع إكليل زهور.
وألقى خلال الذكرى الـ39 لنصر أكتوبر، كلمة تتضمن الاحتفاء بالذكرى، والحديث عن ثورة 25 يناير، مركزا في خطابه على الملفات المفتوحة على طاولة النقاش والبحث أمامه، ضمن وعد الـ 100 يوم، الذي كان قد أخذه على نفسه في حال وصوله للمنصب.
عبدالفتاح السيسي
وشهد الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر في عهد السيسي، عودة العروض العسكرية مرة أخرى، إذ يحرص السيسي قبل الاحتفال بيوم أو اثنين على الذهاب إلى الجندي المجهول، ووضع إكليل زهور على قبره، ثم يوجه كلمة إلى الشعب والجيش المصري من مقر الكلية الحربية.
أضف تعليق