فيلم يوم الدين.. مصر في الأوسكار

فيلم يوم الدين
فيلم يوم الدين سيمثل مصر في مسابقة الاوسكار

وسط حالة من التراجع التي تسيطر على صناعة السينما المصرية في الفترة الأخيرة، يبزغ الأمل عن طريق فيلم جديد هو “يوم الدين”، الفيلم قصة إنسانية حاز على إعجاب كثرين ممن شاهدوه في المهرجانات السينمائية.

تناول الفيلم قصة إنسانية في إطار روائي طويل لأول مرة في السينما المصرية، وأثار إعجاب مشاهديه في مهرجاني كان والجونة، وخرج منهما بجائزتين مهمتين.

والخبر الأهم اختيار فيلم يوم الدين من بين خمسة أفلام رأت نقابة المهن السينمائية أنها مناسبة للترشح لجائزة الأوسكار، ورغم رؤية البعض أن فرصته ضعيفة، يبقى الأمل في سينما مصرية هادفة وصناعة قوية تنافس السينما العالمية.

قصة الفيلم

ويتناول الفيلم مأساة المصابين بالجزام في مصر، من خلال عرض قصة “بشاي” وحياته لأول مرة خارج مستعمرة الجزام، بعد شفائه، وبعد أن أمضى بداخلها هو وزوجته عمرا طويلا حتى وفاتها.

ويصاحب بشاي في رحلته التي يبحث فيها عن جذوره الصبي النوبي اليتيم أوباما، الذي يرفض مفارقته أينما ذهب، بينما يقومان بالرحلة على حمار بشاي.

وعلى الرغم من انتهاء الفيلم بعودة بشاي للمستعمرة إلا أنه ينقل الأمل والأحاسيس والبحث عن الانتماء خلال الرحلة التي قام بها بشاي ورفيقه الفتى النوبي.

سبق عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي، إذ نافس على جائزة السعفة الذهبية، وفاز بجائزة فرانسوا شاليه، وكان العرض الأول للفيلم في صالة لوميير، خلال مهرجان كان، في احتفال رسمي بحضور المخرج وبعض أبرز العاملين فيه.

وقوبل الفيلم حينها بتصفيق غزير من الجمهور، وتعليقات أجنبية من مجلات “لا كروا” وأسبوعية “إكسبرس” اللتين نصحتا بـ”مشاهدته بشغف وحماسة” ومنحته المجلة اليومية “لو باريسيان”، “السعفة الذهبية” قبل 8 أيام على إعلان النتائج.

ترشيح الفيلم

وحصل فيلم يوم الدين الذي قام ببطولته راضي جمال، وأحمد عبد الحفيظ، وأخرجه أبوبكر شوقي، على جائزة سينما من أجل الإنسانية من مهرجان الجونة مؤخرا، فيما أعلنت نقابة المهن السينمائية اختياره ليمثل مصر على جائزة الأوسكار.

وجاء اختيار الفيلم من بين خمسة أفلام، هي فيلم أخضر يابس، الذي تلا يوم الدين في الترشيح، وفيلم تراب الماس، وفيلم فوتو كوبي.

ويتناول فيلم أخضر يابس الذي أُنتج عام 2016 قضايا المرأة، والسلطوية الذكورية في المجتمع، وشارك في أكثر من 43 مهرجانا دوليا، من بينها مهرجان تشينينغ السينمائي الدولي بالصين، ومهرجان لوكارنو السينمائي.

أما فيلم فوتو كوبي، فهو الفيلم الفائز بجائزة الجونة الذهبية لأفضل فيلم عربي، أخرجه تامر عشري، ويتناول قصة حب لشخصين تجاوزا الخمسين، وينقل مشاعرهم بأنهم يشبهون الديناصورات التي انقرضت، إلا أنهم يجدون في قصتهم مساحة النجاة من التلاشي في النسيان.

وتأتي قصة تراب الماس مرتبطة بجرائم وأكشن، ويتناول قصة الصيدلي الذي يكتشف مقتل والده، وتفتح قصة وفاة والده أسرارا مظلمة، وعالما من الفساد والجريمة.

استحقاق الفيلم

“هل يستحق يوم الدين الترشح للأوسكار؟” طرح الناقد السينمائي أندرو محسن هذا التساؤل في مقال له منتصف الشهر الماضي، وقام بالإشارة إلى الأفلام الفائزة في السنوات الماضية بجائزة أفضل فيلم، لتوضيح حجم المنافسة.

وأشار محسن لفوز الفيلم التشيلي “امرأة رائعة” للمخرج سباستيان ليليو بجائزة 2018، لافتا لفوزه بـ26 جائزة من مهرجانات مختلفة، وفي 2017 كان الفيلم الإيراني “البائع” هو الفائز، حصل قبلها على 10 جوائز أخرى.

وأضاف: أن الأفلام الفائزة لديها قائمة طويلة من الجوائز، بل وحتى المرشحة لابد أن يكون لها القيمة ذاتها، مضيفا: “لا نعني بالطبع أن الحصول على جائزة هو مؤشر فوري لقوة الفيلم، لكنه بلا شك أحد المؤشرات المهمة”.

ووضع أندرو مؤشرا آخر للأفلام الفائزة بجائزة الأوسكار، وهو “تعرّف السينمائيين على الفيلم، فهو ليس مجرد فيلم غير معروف مرشح من إحدى الدول” مضيفا: “هذه الأفلام لديها ما يدعمها بالفعل، بخلاف جودة المستوى الفني المتحقق فيها بالطبع”.

وتساءل الناقد عن أي الأفلام المصرية هو الأصلح لهذا الاختيار، مقارنا الأفلام الخمسة التي جرى اختيار يوم الدين من بينها، واستبعد تراب الماس كونه لم يشارك في مهرجان من قبل، وزهرة الصبار بسبب مستواه الفني “عليه ملاحظات” على حد قوله.

كما استبعد فوتو كوبي، بسبب قلة مشاركته في المهرجانات، مشيرا أيضا لمشكلات في السيناريو، وتفاوت مستوى الأداء، وأخيرا قارن بين أخضر يابس ويوم الدين، معتبرا إياهم اختيارين سليمين.

وأوضح أن أخضر يابس شارك في مسابقات هامة، مثل مهرجان لوكارنو في دورته الـ69 في مسابقة سينمائيو المستقبل، المتخصصة في الأعمال الأولى أو الثانية فقط، و7 مهرجانات مختلفة في أوروبا وغيرها، وحصوله على جائزتين.

فيما أشار إلى أن رصيد فيلم يوم الدين مهرجانين فقط هما مهرجان كان، وحصل فيه على جائزة فرانسوا شاليه، ومهرجان الجونة فقط، ويرى أندرو أنه ورغم اختيار الفيلم إلا أن فرصته في المشاركة في القائمة النهائية ضعيفة.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *